تتضح من خلال تقارير صحافية نُشرت ما بعد وقف الحرب بين إسرائيل وإيران، صورة الأضرار التي تعرّضت لها المباني السكنية والتجارية الاقتصادية بسبب إصابتها بالصواريخ الإيرانية. وهذاً علماً بأن الصورة غير مكتملة من حيث الصورة الشاملة للأضرار إذ ما زالت الرقابة العسكرية تمنع كشف معلومات عن مواقع أخرى أصيبت. وفي هذا السياق قال الصحافي رفيف دروكر في "القناة 13" إن هناك الكثير من الإصابات التي طاولت مواقع استراتيجية والتي لا نتحدّث عنها حتى اليوم، وهناك سبب لهذا يفهمه كل واحد من المشاهدين في البيت، كما نوّه، مضيفاً أن هناك مواقع أخرى لا نعرف عنها.
لا تزال أنظار العالم مشدودة إلى ردة الفعل التي من المتوقع أن تُقدم عليها إيران في إثر انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب الإسرائيلية العدوانية عليها، من خلال إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنفيذ هجوم وصفه بأنه ناجح للغاية استهدف ثلاثة مواقع نووية في إيران هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، الليلة قبل الماضية.
وبالرغم من الغموض الذي يسيطر على الموقف بوجه عام، من الواضح أن منطقة الشرق الأوسط قد دخلت مرحلةً جديدة، وأن الخطوات اللاحقة التي ستتخذها إيران والولايات المتحدة وإسرائيل لن تحدّد فقط مصير المواجهة الحالية، بل أيضاً مسار المنطقة برمّتها.
حظي شنّ الحرب الإسرائيلية على إيران بشبه إجماع إسرائيلي، خاصة من المعارضة البرلمانية الإسرائيلية، من دون أي تحفظ، ما يدل مجدداً على شبه الإجماع حول سياسة الحرب، التي تقودها الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي خلافا لما يراه البعض، فإنه مع حكومته، لا يواجهان مأزقا سياسيا، لا داخليا، يتمثل بثبات الأغلبية المطلقة في الكنيست، ولا عالميا، خاصة من الولايات المتحدة، ودول أوروبية كبرى. وبلغت ذروة الدعم الدولي بانضمام الولايات المتحدة للحرب، في اليوم العاشر لها، فجر الأحد 22 حزيران الجاري؛ إلا أنه في الوقت نفسه، فإن هذه الحرب التي تراها إسرائيل الرسمية أنها استراتيجية للمدى البعيد، ستكون فاتورتها باهظة جدا، خاصة من حيث الدمار، الذي تخلفه صواريخ الرد الإيرانية.
في 15 حزيران 2025، قُتلت أربع نساء من عائلة واحدة في قرية طمرة العربية في إثر سقوط صاروخ على منزلهن غير المحصّن، ما أعاد تسليط الضوء على أزمة الملاجئ في إسرائيل عموماً، وفي المجتمع العربي بشكل خاص. كشفت هذه الحادثة عن حجم الفجوة في الحماية بين المركز والأطراف، وبين اليهود والعرب. ورغم ذلك، لا تزال آلاف المنازل العربية بلا وسائل تحصين فعّالة.
تستعرض هذه المساهمة الإطار القانوني الملزِم لإنشاء الملاجئ في إسرائيل، وتُعرّف بأنواعها المختلفة. كما تسلّط الضوء على أزمة الملاجئ المتفاقمة، لا سيما في البلدات العربية. كما تتناول المشاريع الحكومية ومشاريع التحصين التي أُطلقت في السنوات الأخيرة.
الصفحة 2 من 897