في شباط 2025، انعقد في القدس مؤتمر حمل عنوان "المؤتمر الدولي الأول لعلم الآثار وحفظ المواقع في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)". قدّم المؤتمر نفسه كأول حدث بحثي ومهني من نوعه يُعقد حول الآثار والحفاظ عليها في الضفة الغربية، وتضمّن جلسات أكاديمية، جولات ميدانية، وحواراً ختامياً حول قضايا الأخلاقيات. غير أن انعقاده أثار موجة واسعة من النقد والجدل، سواء في المجتمع الأكاديمي الدولي أو في الساحة السياسية الإسرائيلية، بسبب مكان انعقاده وطبيعة النشاط الأثري في منطقة محتلة وفق القانون الدولي.
في ظل استمرار الحرب الدائرة على قطاع غزة، ومع تزايد التطورات الإقليمية التي تضع إسرائيل أمام خطر العزلة الدولية وتحديات غير مسبوقة، انعقد في جامعة رايخمان المؤتمر الدولي السنوي لمكافحة الإرهاب، الذي ينظمه المعهد لسياسات مكافحة الإرهاب (ICT) وقد حمل المؤتمر هذا العام اسم "شبتاي شافيط" -نسبة إلى الرئيس الأسبق لجهاز الموساد-، واستمرت فعالياته أربعة أيام متتالية، من الاثنين وحتى الخميس 18 أيلول 2025، تحت العنوان "إسرائيل في عين العاصفة العالمية".
منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة، قاربت العديد من المقالات والتقارير الإسرائيلية التحولات السريعة التي شهدتها المنطقة في أعقاب الحرب التي اتسع نطاقها ليشمل لبنان، سورية، اليمن وإيران (والضفة الغربية بطبيعة الحال). معظم هذه التقارير ركّزت على أبرز ما حقّقته إسرائيل من "إنجازات" على الصعيد العسكري في كل مواجهة مع مكونات محور المقاومة المدعوم من إيران، وعلى المواجهة مع هذه الأخيرة نفسها، وسط استمرار الموقف الإسرائيلي الرسمي بأن هذه الحرب "وجودية" بالنسبة لإسرائيل وتسعى من خلالها لتغيير وجه الشرق الأوسط.
يتبيّن على نحو مستمر مدى المساس بالحقوق الاجتماعية ضمن سياسة الحكومة الإسرائيلية اليمينية، وتكلفة الحرب المستمرة الباهظة الأثمان. ينعكس هذا في القطاعات الأكثر حيوية كالصحة والتعليم والعمل.
فقد تبيّن في جلسة للجنة الصحة في الكنيست وجود نية حكومية لإلغاء إضافة الميزانية المقررة في سلة الخدمات الصحية، والبالغة نحو 100 مليون شيكل. وبرز في نقاش اللجنة أن التقليص المتوقع سيترك الكثير من المرضى بدون إتاحة للعلاجات والأدوية التي تنقذ الحياة أحيانا. وهذا في ظل حاجات طبية متزايدة، وارتفاع أسعار الأدوية الحديثة بشكل هائل، وفي واقع تدهورت فيه صحة الجمهور منذ اندلاع الحرب.
الصفحة 8 من 917