يبث القرار الذي اتخذه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية ("الكابينيت") بالإجماع الليلة الماضية، والقاضي بتوسيع الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، رسالة فحواها أن القناعة السائدة لدى المؤسستين السياسية والأمنية في إسرائيل هي أنه حان الوقت للانتقال إلى مرحلة هجوم كامل وحاسم في القطاع. وبموجب ما تُروّج له أبواق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فإنه بهذا الشكل من الهجوم يمكن تحقيق أهداف الحرب وأهمها القضاء على حركة حماس، إلى جانب توجيه رسالة شاملة على المستوى الإقليمي.
افتتح الكنيست الإسرائيلي هذا الأسبوع، دورته الصيفية، التي من المقرّر أن تستمر 12 أسبوعا، حتى الأيام الأخيرة من شهر تموز المقبل، في ظل استمرار الحرب على الشعب الفلسطيني، وأيضا في ظل استقرار الائتلاف الحاكم. وحتى نشر هذا التقرير، ليس على أجندة الدورة، ما هو ساخن يهدد تماسك هذا الائتلاف، لكن الملف الأكثر سخونة سيكون قانون فرض الخدمة العسكرية على الشبان المتدينين المتزمتين، الحريديم، الذي بصيغته المطروحة تطلق عليه وسائل إعلام إسرائيلية تسمية "قانون إعفاء الشبان الحريديم"، إذ إن الخلافات بشأنه لا تتوقف عند أطراف من الائتلاف، واعتراض المعارضة البرلمانية عليه، بل أيضا لدى المستشارة القانونية للحكومة، وأكثر منها، ما تراه الحكومة، تهديدا من المحكمة العليا، في حال لم يرتكز القانون على مبدأ المساواة.
بعد نحو شهر من هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، دعا رئيس الولايات المتحدة في حينه، جو بايدن، إلى "إعادة هيكلة" السلطة الفلسطينية باعتبارها الطرف الأنسب لإدارة قطاع غزة بعد الحرب. ويُستخدم مصطلح "إعادة هيكلة" السلطة الفلسطينية بشكل واسع في الخطابات السياسية والدبلوماسية بعد حرب غزة 2023–2024، إلا أن هذا المصطلح يفتقر إلى تعريف موحد، إذ تُحمّله كل جهة معاني وأهدافًا مختلفة.
كشفت حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 عن عمق العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، باعتبارها علاقة استراتيجية تجاوزت الأطر التقليدية، لتشمل مجالات الاستخبارات، والتسليح، والتمويل العسكري والاقتصادي. فقد ظهرت واشنطن خلال هذه الحرب كفاعل مباشر وشريك ميداني، عبر تأمين غطاء دولي للممارسات الإسرائيلية، وتسريع عمليات نقل الأسلحة، وتقديم حزم مالية ضخمة لإسرائيل؛ بل وحتى المشاركة في الاجتماعات العسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية.
منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تجري العديد من المراكز البحثية ووسائل الإعلام الإسرائيلية استطلاعات رأي دورية لقياس الرأي العام الإسرائيلي من القضايا المختلفة ولا سيّما تلك المرتبطة بحرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة: العمليات العسكرية، أهداف الحرب وتحقّقها، قضية الأسرى والمحتجزين والثقة بالمؤسسات الحكومة والشخصيات العامة. ومنذ ذلك الحين، وكجزء من تغطيات، قدّم مركز مدار استعراضاً وتحليلاً لهذه الاستطلاعات بهدف تتبّع التحولات في الرأي العام الإسرائيلي من القضايا المرتبطة بالحرب.
شهد قطاع التعليم في إسرائيل مطلع هذا الأسبوع إضراباً واسعاً، إذ لم تفتح 217 مدرسة ومئات رياض الأطفال أبوابها احتجاجاً على قرار الحكومة الاقتطاع الشامل من أجور المعلمين. العديد من الطلاب بقوا في منازلهم بعد إعلان آلاف المعلمات والمعلمين أنهم مرضى ولم يأتوا إلى المؤسسات التعليمية، وذلك بعد رفض الحكومة ممثلةً بوزارة المالية تعويض العاملين في مجال التعليم عن الاقتطاع من رواتبهم، مثلما تم تعويض سائر العاملين في القطاع العام.
الصفحة 1 من 591