شهدت الفترة القليلة الفائتة تطوّرين لا بُدّ من التوقف عندهما نظراً إلى ما ينطويان عليه من تداعيات قد تؤثر في مستقبل الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة ولبنان، وتتسبّب باستمرار المواجهات في جبهات أخرى، وباحتمال التصعيد مع إيران. التطوّر الأول انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، والتطوّر الثاني قيام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت. ويمكن مقاربة هذين التطورين من زوايا متعدّدة، ولكن سنقتصر هنا على الزاوية المتعلقة برؤية نتنياهو لهما، سواء على مستوى التوقعات، أو على مستوى التمنيات.
دلّت بيانات رسمية جديدة على أن 70% من الشباب في إسرائيل غير قادرين اقتصادياً على شراء شقة سكنية، في حين يكلف هذه الشريحة السكانية استئجار الشقق ما يفوق الـ 40% من دخلها الشهري.
ترى أغلبية ضئيلة (53,6 بالمائة) من اليهود مواطني دولة إسرائيل أنّه قد أصبح في مقدور حكومتهم "أن تجيز لنفسها تليين مواقفها إزاء حركة حماس في قطاع غزة من أجل تسهيل مهمة التوصل إلى صفقة تضمن إطلاق سراح المخطوفين" الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أي منذ 13 شهراً على التوالي.
السفير الإسرائيلي في واشنطن لا يمثل فقط الجسر الذي يربط بين الدولتين، بل يتجاوز دوره ليصبح عنصراً سياسياً واستراتيجياً فاعلاً يعكس المصالح المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة، ما يجعل هذا المنصب أحد أبرز المراكز الدبلوماسية الإسرائيلية. في يوم 8 تشرين الثاني، وبعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عزمه تعيين يحيئيل لايتر (Yechiel Leiter)، الذي يعتبر من قيادات الحركة الاستيطانية في الضفة الغربية وكان سابقاً عضواً في جماعة "كهانا" الإرهابية، سفيراً إسرائيلياً في الولايات المتحدة. هذه المقالة تستعرض البروفايل السياسي للسفير الإسرائيلي الجديد لايتر.
الصفحة 4 من 860