استقبلت إسرائيل بالترحاب فوز ايمانويل ماكرون بانتخابات الرئاسة الفرنسية على منافسته، مرشحة كتلة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، مارين لوبان. ورغم أن ماكرون لا يرأس حزبا، وأعلن عن نيته خوض انتخابات الرئاسة قبل عام فقط، لكنه كان معروفا كرجل اقتصاد، وتولى في حكومة الرئيس فرانسوا هولاند السابقة منصب وزير المالية. كما تعهد بإخراج بلاده من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها فرنسا منذ عقدين ونيّف. رغم ذلك، قال الكثيرون من ناخبيه إنهم صوتوا لصالحه ليس بسبب مواقفه، وإنما كي يلجموا لوبان ومنعها من الوصول إلى رئاسة ثاني أكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الأوروبي بعد ألمانيا.
تصادف، يوم الاثنين المقبل، الخامس من حزيران، ذكرى مرور خمسين عاماً على الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة. وهو الاحتلال الذي يتعامل معه قطاع واسع جداً من الإسرائيليين باعتباره "قضية أمنية أو سياسية، ولا علاقة له بالقضية الاقتصادية ـ الاجتماعية"، كما يشير تقرير جديد أصدره، لهذه المناسبة خصيصاً، مركز "أدفا ـ معلومات حول المساواة والعدالة الاجتماعية في إسرائيل" تحت عنوان "الاحتلال: مَن يدفع الثمن؟ ـ تأثيرات الاحتلال على الاقتصاد والمجتمع في إسرائيل".
استكمالا لما سبق نشره هنا، حين حجب مراقب الدولة في إسرائيل فصلا هامًا من تقرير له تناول "الصندوق القومي الإسرائيلي" مطلع العام، يتناول هذا المقال التفاصيل التي سُمح بكشفها من الفصل المحجوب، والذي عُرض على موقع "المراقب" مؤخرًا تحت عنوان: "الإدارة المالية لنشاطات تطوير الصندوق القومي الأراضيَ التي تملكها الدولة". وهو يحذر ابتداء بسطوره الأولى من أن كلا من الدولة و"الصندوق" يدّعيان بأن ليس بحوزتهما معلومات موثوقة حول حجم مصاريف "الصندوق" مقابل تطوير أراض تملكها الدولة. ويأتي هذا في سياق صفقة أو مقايضة مستهجنة، إذ أن المؤسسة المسماة "الدولة" دفعت للمؤسسة المسماة "الصندوق القومي الإسرائيلي" مقابل "عمليات تطوير نفذتها الأخيرة لأراض تملكها الأولى، بعُملة الأرض"!.
أظهر بحث إسرائيلي نُشر مؤخرا أن نسبة الفلسطينيين في القدس تجاوزت 40% من مجمل السكان في شطري المدينة، بعدما تبين أن قرابة خمسين ألف فلسطيني، يسكنون في مخيم شعفاط للاجئين وضاحية كفر عقب، لم تشملهم أية إحصائيات. واستند البحث، الذي أجراه "معهد القدس"، إلى صور التقطت من الجو للمباني في هذين الموقعين، وإلى كميات الصرف الصحي والنفايات التي تخرج منهما. لكن هذه المعطيات الجديدة لا تغير من الواقع الاجتماعي – الاقتصادي المتدني في المدينة، خصوصا بسبب السياسات التي تمارسها دولة الاحتلال فيها.
اعتقلت أذرع الأمن الإسرائيلية، الجيش والشاباك والشرطة، في الأشهر الأولى من الهبة الشعبية الفلسطينية، التي اندلعت في مطلع تشرين الأول العام 2015، عددا كبيرا من الفلسطينيين، وجرى التحقيق معهم حول نشاطهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة "فيسبوك". واتهمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 200 فلسطيني بـ"التحريض" عبر الشبكة.
الصفحة 259 من 338