يتحدث اليمين الإسرائيلي منذ 50 عاما عن ضم "يهودا والسامرة" (الضفة الغربية) إلى إسرائيل، إلا أنه في إختبار الفعل والنتيجة، مُني بفشل ذريع. هذه المسألة، مسألة "الضم" أو الامتناع عن الضم، طرحت مجددا على جدول الأعمال، ولا سيما عقب انتخاب الرئيس الأميركي الجديد المؤيد لإسرائيل، دونالد ترامب، والذي تعهد في حملته الانتخابية بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس.
عقد مؤتمر هرتسليا السنوي السابع عشر بين 20 و22 تموز الماضي، وتم خلاله طرح عدة أوراق موقف تتعلق بقضايا سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية، كما تحدث في المؤتمر عدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين الإسرائيليين والأجانب.
وعقد المؤتمر المتخصص في "ميزان المناعة والأمن القومي الإسرائيلي" هذا العام تحت عنوان "ميزان الفرص، المخاطر والتحديات التي تواجهها إسرائيل بحلول العام السبعين لاستقلالها".
"إرهاب خلف مقود السيارات: ازدياد العنف على الشوارع".. كان من اللافت أن تورد هذا العنوان الصارخ صحيفة "يسرائيل هيوم" (8 حزيران 2017)، إحدى أكثر الصحف الإسرائيلية يمينية. بل إنها الصحيفة التي ترى فيها أوساط إعلامية واسعة ليس أكثر من نشرة عديمة المعايير المهنية، وظيفتها الرئيسة خدمة مصالح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. فمن يستخدم مفردة "الإرهاب"، السياسية المشحونة جداً في الرأي العام الإسرائيلي، ضمن سياق عنف الشوارع، يؤكد ربما من حيث لا يدري مدى ارتباط السياسة بالعنف الداخلي، والذي يشكل الشارع أوسع مسرح له.
يشهد حزب "العمل" الإسرائيلي منافسة شديدة على رئاسته، إذ ستجري الانتخابات لرئاسة وهيئات الحزب في الرابع من الشهر المقبل، تموز، وكما هو متوقع فإن الرئاسة لن تحسم في الجولة الأولى، ولهذا فإن الجولة الثانية ستجري بعد ذلك اليوم بأسبوعين. وحتى الآن يتنافس ستة مرشحين، من بينهم الرئيس الحالي إسحاق هيرتسوغ، دون أية إشارة إلى من هو صاحب الاحتمالات الأقوى للوصول إلى رئاسة الحزب؛ فما يجمع المرشحين الستة، غياب النجومية السياسية عنهم، من أقدمهم وحتى من قرر أن يظهر على الساحة الآن.
"مدونة الأخلاقيات الأكاديمية" التي يسعى وزير التعليم الحالي، نفتالي بينيت (رئيس حزب "البيت اليهودي")، إلى فرضها على المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، على الأساتذة الجامعيين العاملين فيها وعلى الحياة الأكاديمية بمجملها، لا يمكن اعتبارها والتعامل معها بوصفها أمرا "طارئا شاذا" على الحياة السياسية والعامة في إسرائيل، بل هي أمر يندرج تماما في سياقها، حركتها، مميزاتها واتجاهاتها عموما، وخاصة خلال السنوات الأخيرة على وجه التحديد.
الصفحة 257 من 338