حققت قيادة اتحاد النقابات العامة الهستدروت فوزا ساحقا، في انتخابات يوم 23 أيار الجاري، على القائمة الثانية التي ترأستها عضوة الكنيست شيلي يحيموفيتش، التي ظهرت فجأة على الساحة النقابية، كمن تبحث عن خشبة قفز إلى منابر سياسية أخرى. ولن يشفع ليحيموفيتش اعلانها تزوير الانتخابات، فالفجوة ضخمة، والنتيجة كانت متوقعة، لأن النقابات الكبرى كانت قد حسمت موقفها في وقت مبكر، لصالح الرئيس الحالي أفي نيسانكورين، من باب تحصين المصالح المشتركة. واتحاد
آخر استطلاعات الرأي العام التي جرت في إسرائيل عقب انتهاء الزيارة القصيرة التي قام بها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب الأسبوع الفائت، أن أغلبية الإسرائيليين تعتقد أن بنيامين نتنياهو هو الشخص الأنسب لرئاسة الحكومة الإسرائيلية، كما أظهرت أنه في حال إجراء انتخابات إسرائيلية عامة سيحتفظ حزب الليكود برئاسة نتنياهو بقوة الحزب الأكبر.
لا يمكن الرهان على أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي زار البلاد كعاصفة استمرت 30 ساعة، قادر على إحداث اختراق جدي في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، ناهيك عن التوصل إلى حل دائم، خلال فترة ولايته، التي ليس مضمونا ان تكتمل وفق التقارير الأميركية. فالعنصر الأساس الذي يمنع الاختراق هو وحدة الائتلاف الإسرائيلي الحاكم في رفضه لقيام الدولة الفلسطينية. وعلى الرغم من هذا، فإن أمرا بارزا بتنا نلمسه، وهو أن حماسة اليمين الاستيطاني الإسرائيلي لدخول ترامب إلى البيت الأبيض، بدأت تشهد برودا. وتصريحات قادة المستوطنين اليوم ليست كتلك التي سمعناها فور انتخاب ترامب، أو مع دخوله إلى البيت الأبيض.
تكمن قوة إسرائيل تحت قيادة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في نظر نفسها، في اختلافها، في تميزها، في عزلتها وفي انغلاقها الدفاعيّ. وفوق هذا كله، تعتبر إسرائيل نفسَها الحقيقة الوحيدة في محيط مغلق وشرّير يمتاز بالكذب والتزوير، بالإنكار والعمى. غير أن مَن لا يسمع سوى "الكل" أو "لا شيء" يفقد صلته مع الحياة الحقيقية التي هي، في الواقع، "الحياة ذاتها".
أكثر ما يبرزه ويؤكده قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الأخير بشأن تعيين أيوب قرا وزيراً للاتصالات، أنه (نتنياهو) لا يبذل أي جهد، ولو في الحد الأدنى، لإخفاء وستر رغبته الهوسيّة المحمومة في مواصلة الإمساك بزمام الأمور في كل ما يتعلق بالسلطة الحكومية المباشرة وصلاحياتها الواسعة والمختلفة في مجال الاتصالات والإعلام في إسرائيل، وهو المعروف بهوسه الاستحواذيّ القديم في السيطرة على الإعلام ووسائله، بأقصى ما يتيحه له القانون، بل أكثر، حتى بات مجال الإعلام ووسائله ومؤسساته المختلفة يشكّل ـ في نظر معظم المراقبين والمحللين الإسرائيليين ـ "اللعبة المفضلة لدى نتنياهو"، مع التأكيد على أن لديه "برامج وخططاً كبيرة في هذا المجال"!
أكدت ورقة تقدير موقف صادرة عن "مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب على اسم اللواء مئير عميت "أن بيان مؤتمر القمة الذي عقد في الرياض بمشاركة الرئیس الأميركي دونالد ترامب وزعامات أو مندوبین من 55 دولة عربیة وإسلامیة یعكس تصعیدا في المستوى التصریحي على الأقل من جانب دول عربیة وإسلامیة بشأن توثیق التعاون مع الولایات المتحدة في المعركة على الإرھاب بما في ذلك المجالات العینیة مثل تمویل الإرھاب والتعاون الاستخباراتي. كما ینادي البیان ببلورة برنامج لإنشاء أجھزة مختصة لأجل تطبیقھا یكون مقرھا في الریاض في السعودیة.
الصفحة 260 من 338