مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى في قطاع غزة، نستعرض أبرز المعطيات الصادرة عن معاهد ومراكز البحث الإسرائيلية حول الخسائر الإسرائيلية منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي توسّعت فيما بعد لتشمل أيضاص كلاً من لبنان وسورية وإيران واليمن والضفة الغربية بطبيعة الحال، وذلك على صعيد الخسائر البشرية والتهديدات الصاروخية وقضية النازحين، ونوردها وفقاً لكل جبهة.
في صيف العام الحاليّ 2025 بدأ عرض الفيلم الوثائقيّ "قانون الحَجَرْ" للمخرجة الإسرائيليّة دناي إيلون. دناي، مواليد القدس عام 1970، وهي ابنة الصحافي عاموس إيلون. تتناول إيلون في فيلمها الأحدث موضوع الهندسة المعماريّة في القدس بعد "حرب الأيام الستة" (1967) وكيف ساعدت الحرب في ترسيخ السلطة الإسرائيليّة في المدينة. يأتي الفيلم بشهادات مجموعة من المهندسين المعماريين الذين كانوا ضمن طواقم تخطيط مدينة القدس بعد احتلالها، يقابلهم مؤرخ عمارة وأصوات فلسطينيّة تعكس وجهاً آخر للحجر والتخطيط والبناء.
أدّت حرب الإبادة التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى تدهور غير مسبوق في صورتها الدولية على المستوى الشعبي، ولا سيما داخل الولايات المتحدة الأميركية، الحليف الاستراتيجي الأبرز لها. فقد أظهرت هذه الحرب، بما رافقها من دمار هائل وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، الوجه الابادي لإسرائيل، الأمر الذي أسهم في تراجع التأييد الشعبي وبعض التأييد الدبلوماسي لها، وتصاعد الدعوات إلى مقاطعتها في مجالات متعدّدة تشمل الرياضة والفنون والبحث العلمي والجامعات.
سارع محللون وخبراء اقتصاد إسرائيليون إلى طرح تصورات لانتعاش الاقتصاد الإسرائيلي، في حال تم تطبيق اتفاق وقف الحرب، وحتى إنهائها، وعودة مستثمرين أجانب، وحتى استثمارات إسرائيلية غادرت إلى الخارج، بسبب انعكاسات الحرب على الاقتصاد، ومنها انخفاض النمو، وارتفاع كلفة المعيشة، ما قلص حجم الاستهلاك الفردي؛ وفي المقابل ظهرت تخوفات من استمرار المقاطعة الشعبية للبضائع الإسرائيلية، في أسواق عالمية، خاصة أوروبية، إذ أن الصادرات اليها انخفضت هذا العام بنسبة 15%. إلى ذلك انهار تدريج إسرائيل في اللائحة الدولية بشأن معدل الفرد من الناتج المحلي، من المكانة 15 التي سجلتها في العام 2020، إلى المكانة 38 عالميا في العام الجاري، والقسم الأكبر من هذا التراجع يعود إلى تداعيات الحرب على الاقتصاد وغلاء المعيشة.
يقدم هذا التقرير قراءة في الإحصائيات الإسرائيلية التي رصدت الهجرة الفلسطينية السلبية، أي الخروج من الأرض المحتلة بشكل دائم بدون نية العودة، وذلك للعقد الذي سبق اندلاع الحرب. عند مقارنة البيانات الإسرائيلية مع البيانات الفلسطينية أو الدولية، تظهر فجوة واضحة تعكس مدلولات سياسية تتعلق بالرعب الديموغرافي الذي تعاني منه إسرائيل. في هذا التقرير نلخص أهم ما ورد في وثيقة الكنيست المكتوبة في آب 2024، وتم نشرها مؤخراً ضمن ملف كامل تحت عنوان "عامان على الحرب". تتناول الوثيقة الهجرة الفلسطينية السلبية ما بين الأعوام 2013-2023. ولأن الإحصائيات الإسرائيلية المتعلقة بالفلسطينيين عادة ما تكون "مشوهة/ ناقصة عن قصد" وغير دقيقة، فإن التقرير أدناه يقدم أيضا مقارنة مع الإحصائيات الفلسطينية.
استمراراً للتقرير السابق عن حملة لأحزاب ومنظمات يمينية عنوانها "التمييز ضد اليهود" في مناقصات الأرض بل و"تعريضهم لترانسفير"، وفي الجزء المتعلق بالنقب خصوصاً، فيما يلي استعراض لخطة جديدة أقرّتها الحكومة "لمواجهة تحديات اجتماعية وأمنية في المجتمع البدوي بالنقب"، كما تصف وظيفتها. وهي تشمل إنشاء أربع فرق مشتركة بين الوزارات لبلورة توصيات.
الصفحة 1 من 355