بدأت مباشرة بعد ظهور نتائج الانتخابات التشريعية الاسرائيلية، التي ضمنت وجود "كتلة يمين مانعة" في البرلمان الاسرائيلي السادس عشر، الاتصالات والمشاورات الحزبية لتشكيل حكومة جديدة في اسرائيل، يرئسها، مرة اخرى، رئيس الوزراء الحالي ارئيل شارون.
ويتوقع العالمون بخفايا الامور ان تكون مهمة شارون الجديدة "الأصعب في حياته"، عندما سيحصل على تكليف من الرئيس الاسرائيلي موشيه قصاب بتشكيل حكومته الجديدة، بعد أن أكد قادة "العمل" بعد ظهور نتائج الهزيمة الانتخابية موقفهم الرافض للانضمام الى حكومة وحدة وطنية بقيادة شارون، وبنفس الخطوط العريضة التي سارت بموجبها حكومته الاولى.
يعتبر فوز شارون فريداً من نوعه، ليس لأنه أول رئيس وزراء ينتخب للمرة الثانية على التوالي منذ مناحيم بيغن، ولا لأنه فاز رغم الإنهيار الإقتصادي والإجتماعي المخزيين. فمثل هذه الأمور حصلت في السابق. إنه إنجاز مميز لأن رئيس الوزراء يواجه فيه مشكلة سياسية عويصة بشكل منقطع النظير مع قسم من معسكره ذاته، فهو مدعو إلى "عدم ابتلاع" اليمين المتطرف وإلى عدم لفظ هذا اليمين في الوقت نفسه. تلك هي النتيجة العددية لما حدث في صناديق الإقتراع من مفارقة. فالغالبية أرادت زعيماً لا تؤيد غالبية الشعب مواقفه السياسية..
كتب: محمد دراغمة
استقبل الفلسطينيون الانتخابات الإسرائيلية الثلاثاء بكثير من الفتور لأنهم لم يتوقعوا أن تحمل لهم جديداً..
وقالت فتون قادري 25 عاماً موظفة من نابلس: غداً سيكون مثل اليوم، فلا جديد تحت الحصار وحظر التجول.
كتب محمد دراغمة:
لم تحمل قياسات الرأي العام الإسرائيلي في هذه الحملة الانتخابية الكثير من المفاجآت، لكن واحدة كانت كافية للدلالة على حجم الأزمة التي يعيشها هذه المجتمع، وهي تلك التي كشفت عن تفوق حرب العمل تحت قيادة شمعون بيرس، صاحب لقب الخاسر دوماً، على حزب الليكود بقيادة شارون، الموصوف بالرابح حتى في أسوأ الأحوال والظروف.
الصفحة 858 من 885