تتفق تقديرات غالبية الجهات الامنية والاستخبارية الاسرائيلية مع الرأي القائل إن الهجوم المتوقع على العراق سيؤدي الى انعطافة بعيدة الأثر في الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني ايضاً. هكذا يلخص الوف بن المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" (2 آذار) الموقف السياسي العام في اسرائيل حيال التطورات الاخيرة في الشرق الأوسط.
لكن الوسط السياسي الاسرائيلي تلقى مؤخراً تقديرات مغايرة من جهاز الأمن العام "شين بيت" ترى انه لا توجد صلة مباشرة بين الاحداث في العراق والسلطة الفلسطينية. <الحلبة العراقية بعيدة والفلسطينيون غارقون بأنفسهم – يقولون - وحتى لو انهارت سلطة صدام سريعاً، وتورطت الولايات المتحدة في "الوحل العراقي"، فلن تحدث تغييرات دراماتيكية في السلطة الفلسطينية>.
وزراء الحكومة الأسرائيلية الجديدة: المهمات الثلاث الأولى امام كل وزير تسلم 22 وزيرًا في حكومة أرئيل شارون الجديدة مهام مناصبهم الجديدة. ويخوض كل وزير على انفراد معركة الميزانية بالدرجة الاولى، علاوة على المهمات الكبيرة المطروحة على جدول الإعمال العام والخاص بكل وزارة ووزير.
فيما يلي ملخص عن المهمات الثلاث الأولى التي تقع برأس أجندة الوزراء الجدد في معظم الوزارات المختلفة:
قال تيودور هرتسل، مؤسس الحركة الصهيونية الحديثة، في رسالة كتبها لخلفه قبيل وفاته عن اربعة واربعين عاماً، في العام 1904: <لا ترتكب اي اخطاء غبية بعد مماتي!>. كانت تلك ملاحظة للاغاظة فقط وانا اذكرها هنا لأن مشروع هرتسل كان المشروع الاكثر غرابة والاكثر صعوبة من بين كل مشروعات الدول القومية الجديدة الاخرى في القرن التاسع عشر، لانه ان كان هناك مشروع قومي يمكن له ان يفرز الاخطاء الغبية بسبب تعقيداته وما يحيط به من غموض فهو مشروع هرتسل.كانت الصهيونية مشروعاً قومياً لا يشبه اي مشروع آخر في اوروبا او خارجها. فقد كان يتضمن الاستعمار في غياب وطن او بدون دعم قوة حكومية. كان مهمة صعبة بأقل وصف ممكن في بلد قاحل بدون موارد طبيعية ولا عوامل جذب للتمويل. وكان احد اصدقاء هرتسل قد طلب النصيحة من سيسل رودس الامبريالي البريطاني الكبير. وكان جواب رودس: <قل للدكتور هرتسل ان يضع المال في جيبه!>. لم يكن لدى هرتسل الا القليل من المال. وذات مرة كتب يقول: <السر الذي اخفيته عن الجميع هو انني اتزعم حركة من المتسولين والحمقى>.
ليست هذه هي المرة الاولى التي يقف فيها حزب الليكود، بعد فوز انتخابي كبير، أمام التحدي أو الإغراء المثير بتطبيق ما ينادي به الحزب من أهداف وشعارات. وبعبارة اخرى: هل يجرؤ الليكود الآن، بعدما أجهز على اتفاق اوسلو نهائياً، وألحقَ هزيمة ماحقة بأجندة اليسار، على ترجمة ما حفلت به دعايته الانتخابية من شعارات ومواقف سياسية؟جميع الدلائل، وليس في ذلك مفاجأة، تشير الى أن الليكود سيتهرب في هذه المرة أيضاً، من هذا التحدي وسيتملص بألف ذريعة من لحظة الحقيقة المخجلة، اللحطة التي يتعين فيها عليه الوقوف لوحده وراء دفة القيادة ليجسد اللغو الخطابي الذي يتشدق به (الليكود) منذ ما يربو على الثلاثين عاماً. ففي هذه الحقيقية سيتبين، كالمعتاد، أن المهمة غير قابلة للتنفيذ، ذلك لأن الليكود يفتقد في الواقع الى اجدنة خاصة ذات احتمالات للتحقق على أرض الواقع.
الصفحة 853 من 885