ثبتت نتائج استطلاعات الرأي العام المنشورة في الساعات الأخيرة على الإنتخابات التشريعية في إسرائيل التوجهات العامة للناخبين في المعركة الحالية، التي تتنبأ بهزيمة ساحقة لحزب "العمل" مقابل صعود في قوة "الليكود" وكتلة اليمين بشكل عام.
ولا تزال الفجوة ثابتة بين الحزبين الكبيرين في استطلاعات الرأي الثلاثة المنشورة في اليوم الاخير على الانتخابات في الصحف الرئيسية الثلاث في اسرائيل – "هآرتس" و "يديعوت احرونوت" و "معريف".
حاولوا أن تتصوروا، أن العناوين الرئيسية عشية النقاش في مركز حزب "العمل" حول الانضمام إلى حكومة الوحدة، ستكون: "شارون أبلغ ‘الرباعية‘ بأنه يدعم خريطة الطرق التي تشمل إقامة دولة فلسطينية وتجميد المستوطنات". كم من أعضاء المركز سينجح متسناع في تجنيدهم ضد التوقيع على هذه الخطوط العريضة، التي يمكنها أن تكفي لتوقيع إتفاق ائتلافي مع "ميرتس"؟ ومع التلويح بخطر حكومة اليمين المتطرف، من سيسمح لنفسه بالانشغال بـ "صغائر الأمور"، مثل ماهية الدولة الفلسطينية المذكورة، أو شروط تجميد المستوطنات.
كتب محمد دراغمة:
الدماء الغزيرة التي سفحت في حي الزيتون في غزة فجر الأحد 26 الجاري كانت من السطوع بحيث أن معدي ومنفذي العملية – المذبحة - أنفسهم، وعلى غير العادة، لم يتكلفوا عناء البحث عن، ومحاولة تسويق، رواية أخرى لها، فاعترف مهندسها الأول شاؤول موفاز، وعلى نحو غير مفاجئ، أنها قد تكون مقدمة لاجتياح شامل للقطاع.
قبل أسبوع رفع عمرام متسناع الراية البيضاء مستسلماً. حدث ذلك عندما تمخضت محاولته إرغام قادة حزبه على تبني موقف رافض للمشاركة في حكومة وحدة (مع الليكود) عن محاولات من جانب هؤلاء للتمرد بصورة علنية. وكما حصل في الإنتخابات السابقة، تحمل زعيم حزب "العمل" لوحده عبء معركة الإنتخابات في هذه المرة أيضا، حيث تنحى رفاقه جانباً منتظرين فشله. المعجزة الوحيدة التي انتظر الحزب حصولها هذا الأسبوع هي معجزة "الشفقة" من جانب الذين خاب أملهم بحزب "العمل"، فلعل هؤلاء يقررون أخيرا العودة إلى الحزب من منطلق الشفقة والرأفة حتى لا تكون الهزيمة المتوقعة قاسية ومدوية إلى حد كبير.محافل الليكود توقعت من جهتها نسبة تصويت منخفضة في انتخابات الثلاثاء، والتي من شأنها أن تخدم حزب "شينوي" والأحزاب الصغيرة عموماً أكثر من غيرها. وأعربت نفس المحافل عن تقديرها أنه إذا حصل حزب العمل على حوالي 17 مقعدا، فإن متسناع سيستقيل من زعامة الحزب، أما إذا حصل على أكثر من عشرين مقعدا، فإنه (متسناع) سيعلن عندئذ بأنه وحزبه لن ينضما إلى حكومة وحدة برئاسة شارون. في المقابل سيواصل شمعون بيرس، الذي سيحتفل في الـ 16 من آب المقبل بعيد ميلاده الثمانين، دفع حزبه نحو الإنخراط في حكومة الوحدة المقبلة.
الصفحة 859 من 885