يشهد الشرق الأوسط تحولًا لافتًا في موازين القوة العسكرية، مع تمكن الصواريخ الباليستية الإيرانية من اختراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية متعددة الطبقات خلال الحرب الجارية بين إسرائيل وإيران. تسلط هذه المقالة الضوء على أداء أبرز أنظمة الدفاع الإسرائيلية، مثل "حيتس 3"، "مقلاع داود"، و"القبة الحديدية"، في ظل أزمة متصاعدة تتمثل في نقص صواريخ الاعتراض وارتفاع غير مسبوق في تكاليف التشغيل. ورغم الدعم الأميركي المباشر عبر منظومات متقدمة مثل "ثاد" و"SM-6"، تُواجه هذه البنية الدفاعية منذ 13 حزيران تحديًا فعليًا أمام صواريخ إيرانية عالية الدقة من طراز "عماد"، "خيبر شكن"، و"قاسم"، ما يستدعي مراجعة معمقة لمعادلة التفوق في ميدان القصف والدفاع الصاروخي.
أشار تقرير صادر عن مجلة "وول ستريت جورنال" صباح يوم 18.06.2025 إلى أن إسرائيل تواجه نقصاً في الصواريخ الاعتراضية المستخدمة من قِبَل منظومة الدفاع الجوي "حيتس 3"- ("سهم 3")، ويأتي ذلك في أعقاب استمرار الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل منذ بداية الحرب الإسرائيلية على إيران يوم 13/6/2025. الجديد هذه المرة، إلى جانب الدقة في إصابة بعض الأهداف ذات الحساسية العسكرية- الأمنية والاقتصادية، هو حجم التدمير الذي تُحدثه عمليات القصف الصاروخي (بخلاف مثيلاتها من جنوب لبنان أو غزة) التي طاولت، حتى الآن، المدن الإسرائيلية مثل حيفا، وبعض مدن المركز: تل أبيب، رحوفوت، بات يام وريشون لتسيون، حيث نادراً ما كانت هذه المدن مسرحاً للأحداث والخسائر في الحروب التي شنّتها إسرائيل ضد العرب والفلسطينيين منذ تأسيسها (بني براك لم تقصف منذ 1948 بحسب هآرتس).
تُظهر مشاهد الدمار في المناطق التي تم استهدافها منذ بدء الحرب قدرة الصواريخ الباليستية الإيرانية على اختراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية متعدّدة الطبقات، ناهيك عن الدفاعات الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط، والتي تُشارك في مهمّة التصدّي للصواريخ قبيل وصولها إلى أهدافها. يُثير هذا الأمر شكوكاً كبيرة حول قدرات منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي من ناحية، ويؤكّد على أن إيران لا يزال لديها الكثير من المفاجآت في الإطلاق الصاروخي على الرغم من الادّعاءات الإسرائيلية بتدمير جزء كبير من الترسانة الصاروخية الإيرانية من ناحية أخرى. هذه المساهمة، تحاول تسليط الضوء على منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي متعدّدة الطبقات من حيث: القدرات، التكلفة، وعمليات الاعتراض خلال المواجهة الحالية، مع الإشارة أيضاً إلى بعض القدرات الصاروخية الإيرانية التي لم يتم استخدامها بالفعل وفقاً للمصادر والتقديرات الإسرائيلية.
منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية متعدّدة الطبقات
تُعد منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية من بين الأكثر تطوراً وتنوعاً في العالم، حيث تعتمد هذه المنظومة على مجموعة متنوعة من أنظمة الدفاع التي تطوّرت خلال السنوات الماضية لتُصبح نظاماً متعدّد الطبقات، يجمع بين عدد من الأنظمة المختلفة، كل منها يتلاءم مع نمط معين من التهديدات، سواء من حيث السرعة، المدى، نمط الطيران، والقدرة على المناورة والكتلة. وقد صُممت هذه المنظومة للتعامل مع طيف واسع من التهديدات الصاروخية، بدءاً من الصواريخ الباليستية التي تُطلق من إيران واليمن وتقطع مسافة تفوق 1000 كيلومتر، وانتهاءً بقذائف قصيرة المدى كالتي تُطلق من قطاع غزة في اتجاه منطقة غلاف غزة حتى على بُعد لا يتجاوز 2–3 كيلومترات.
n منظومة "حيتس 3" (سهم 3): تشكل هذه المنظومة الخط الدفاعي الأعلى والأبعد، وهي مخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية في الفضاء الخارجي، على ارتفاعات شاهقة تصل إلى عشرات الكيلومترات وبمسافات تبعد مئات الكيلومترات عن إسرائيل. خلال الحرب الأخيرة على غزة، نفّذت المنظومة أول اعتراض عملياتي فعلي، إذ أسقطت بنجاح صاروخاً أُطلق من اليمن بواسطة الحوثيين، على مسافة تقارب 1600 كيلومتر من مدينة إيلات. وتتميّز هذه المنظومة بقدرتها على تدمير التهديد عبر إصابة مباشرة (تصادم "حديد- بحديد")، من دون الاعتماد فقط على تفجير قريب من الهدف.
n منظومة "حيتس 2" (سهم 2): تُستخدم هذه الطبقة في التصدي للتهديدات الباليستية القادمة من مسافات تتراوح بين مئات الكيلومترات وحتى 1500 كيلومتر. وقد حققت أول اعتراض عملياتي في العام 2017 حين أسقطت صاروخاً مضاداً للطائرات من طراز S-200 أُطلق من سورية. كما أثبتت فاعليتها في اعتراض صواريخ قادمة من اليمن خلال الجولة القتالية الحالية. وتعمل الصناعات الجوية الإسرائيلية في الوقت الحالي على تطوير الجيل التالي من هذه المنظومة تحت اسم "سهم 4"، والذي يُفترض أن يكون قادراً على التصدي لصواريخ أكثر تطوراً، أسرع، وأكثر قدرة على المناورة، بما في ذلك الصواريخ التي تحمل رؤوساً حربية متعددة الأنواع.
n منظومة "مقلاع داود" (كيلع دافيد): تأتي في الطبقة الثالثة، وكانت تُعرف سابقاً باسم "العصا السحرية". تم تطويرها لاعتراض الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى (150–200 كم)، والتي تمتلكها جهات مثل حزب الله وحماس، إلى جانب قدرتها على التعامل مع طائرات من دون طيار وصواريخ كروز. في أيار 2023، سجّل أول استخدام عملياتي، حين اعترضت صواريخ أُطلقت في اتجاه منطقة تل أبيب وغوش دان خلال الحرب على غزة التي استمرت عدة أيام. وخلال الشهر الأول من بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، نفّذت المنظومة نحو 60 عملية اعتراض بنسبة نجاح كاملة (100%)، وفقاً للبيانات المستندة إلى التقارير الأمنية الإسرائيلية.
n "القبة الحديدية" (كيبات برزيل): تمثل الطبقة الرابعة في منظومة الدفاع، وهي مصممة لمواجهة الصواريخ قصيرة إلى متوسطة المدى، على ارتفاعات منخفضة. تم تطوير هذه المنظومة للتعامل مع تهديدات يتراوح مداها من 4 إلى 70 كيلومتراً، إلا أن نطاق عملها توسّع تدريجياً بعد دخولها الخدمة. وقد اعترضت آلاف الصواريخ، مع أداء متزايد وتحسّن في معدلات التصدّي على مدار السنوات الماضية.
n منظومة الليزر (مؤخراً): تأتي هذه المنظومة في أدنى طبقات الدفاع، وهي مخصّصة للتعامل مع التهديدات الصغيرة مثل القذائف الصاروخية والطائرات المُسيّرة (آلية التسخين والتفجير) باستخدام أشعة الليزر. ويُضاف إلى ذلك استخدام أنظمة تشويش إلكترونية للسيطرة على الطائرات المعادية للسفن، وهي منظومة من المتوقع أن تدخل إلى الخدمة الفعلية في الربع الأخير من هذا العام (تشرف وزارة الدفاع الإسرائيلية على تطوير المنظومة بالتعاون الكامل مع شركة "رافائيل"- المطور الرئيس، وشركة "إلبيت").
n منظومات الدفاع الجوي والبحري (سلاح البحرية):
تُعدّ سفن "ساعر 6" المتطورة، التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي، عنصراً مركزياً في منظومة الحماية البحرية، حيث تتمثل مهمتها الأساسية في تأمين منشآت استخراج الغاز في البحر، وقد شُغّلت مؤخراً كذلك في عمليات هجومية ضد الحوثيين في اليمن. هذه السفن مزوّدة بأنظمة دفاعية متعدّدة، من أبرزها "القبة الدفاعية البحرية"، وهي نسخة مكيّفة من منظومة "القبة الحديدية" مصممة للعمل في البيئات البحرية.
خلال فترة الحرب، نُشرت القبة البحرية في كل من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وسجّلت أول عملية اعتراض فعلية لها في نيسان. صُممت المنظومة للتعامل مع التهديدات الصاروخية على مسافات تصل إلى 40 كيلومتراً، ويمكن استخدامها أيضاً في بعض الحالات لاعتراض الطائرات المسيّرة، حيث ينفجر الصاروخ الاعتراضي بجوار الهدف لإحداث أضرار تمنعه من الوصول إلى هدفه.
وفي آب من العام الماضي، نفّذت سفينة "آحي عتصماؤوت" التابعة للبحرية الإسرائيلية تجربة ميدانية لصاروخ اعتراضي من طراز LRAD، أُطلق خلالها صاروخ دقيق التوجيه باتجاه هدف أُعدّ لمحاكاة "هدف استراتيجي بحري". ويُعدّ هذا الصاروخ جزءاً من منظومة "باراك ماجين" (Barak MX)، ويتميّز بمدى متوسط يصل إلى 70 كيلومتراً، ما يُمكّنه من التعامل مع مجموعة واسعة من التهديدات الجوية والبحرية، مثل: الطائرات، الطائرات المسيّرة، صواريخ كروز، الصواريخ الباليستية، والصواريخ المضادة للسفن.
إلى جانب ذلك كله، يستخدم سلاح الجو الإسرائيلي صواريخ "جو- جو" لاعتراض التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات المسيّرة وصواريخ كروز، سواء في الجو أو من على اليابسة. وتتراوح تكلفة كل صاروخ اعتراضي من هذا النوع بين 400,000 و500,000 دولار أميركي. إن هيكلية الدفاع متعددة الطبقات تُمكّن من تكرار فرص الاعتراض وتعزيز نسب النجاح. فعلى سبيل المثال، إذا أخفقت منظومة "حيتس 3" في اعتراض صاروخ باليستي خارج الغلاف الجوي، فلا يزال هناك متّسع من الوقت لتفعّل "حيتس 2" وتقوم بالاعتراض في طبقة أدنى، أو "مقلاع داوود"... وهكذا، حيث صُممت المنظومة على أساس التكامل فيما بينها لتوفير غطاء دفاعي فعّال ضد كافة أنواع التهديدات.
منظومات الدفاع الجوي الأميركية في حماية إسرائيل
في تقرير صادر عن جامعة براون، استثمرت الولايات المتحدة قرابة 4.86 مليار دولار إضافية لأغراض زيادة نشاطها في الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني العام الماضي، خاصة في مجال الدفاع الجوي، وذلك إلى جانب المساعدات العسكرية غير المسبوقة التي تم تقديمها لإسرائيل منذ 7 أكتوبر والتي بلغت قرابة 18 مليار دولار.
في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، هاجمت إيران إسرائيل بالصواريخ الباليستية والمسيرات رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. بلغت الخسائر الإسرائيلية في ذلك الحين حوالى 150-200 مليون شيكل، فيما تضرّر قرابة 500 منزل ومبنى، ووصلت أكثر من 2500 شكوى للجهات الرسمية للتعويض عن أضرار في المنازل والمركبات على الرغم من التأكيد الإسرائيلي على نجاح عملية الاعتراض. في أعقاب ذلك، أمر الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بنقل بطارية منظومة الدفاع الجوي الأميركي من نوع "ثاد- THAAD" لإسرائيل، وذلك بهدف مساعدتها في التصدّي للهجمات الصاروخية الإيرانية في أعقاب الحديث عن نفاد مخزون الصواريخ لمنظومة "سهم 3" خلال عملية التصدّي.
تُعد منظومة "ثاد" من المنظومات الدفاعية المتطورة التي تمتلكها الولايات المتحدة الأميركية، وتعني بالعربية "منظومة الدفاع الجوي الصاروخي للمناطق العالية"- الأحرف الأولى من (Terminal High Altitude Area Defense)، وهي مصمّمة لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية القصيرة (حتى 1000 كم) والمتوسطة (1000-3000 كم) والبعيدة المدى (3000-5000 كم) داخل الغلاف الجوي وخارجه، وهي من تطوير شركة Lockheed Mart التابعة للجيش الأميركي. يتميّز رادار هذه المنظومة بقدرة عالية على رصد وتعقّب مختلف أنواع الصواريخ والطائرات من مسافات تتجاوز 2000 كيلومتر. ويتيح هذا الرادار اكتشاف التهديدات في وقت مبكر، مما يوفّر إنذاراً مبكراً قبل وصول الهدف بـ 13 إلى 15 دقيقة (وهو ما تستفيد منه إسرائيل في عملية إطلاق التحذير الأولي الذي يتم إرساله مؤخراً كرسالة نصية تصل عبر الهواتف المحمولة)، كما يمكنه متابعة الهدف من مسافة تصل إلى 1000 كيلومتر، ويُمكِّن من إطلاق صواريخ اعتراضية بمدى يصل إلى 200 كيلومتر وبارتفاع يبلغ نحو 150 كيلومتراً.
تكاليف الاعتراض الباهظة، والتهديدات الصاروخية التي لم يتم استخدامها بعد!
إن اعتراض الصواريخ الباليستية الإيرانية من قِبَل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأميركية هي عملية مكلفة بدرجة كبيرة مقارنة باعتراض الصواريخ قصيرة المدى أو الطائرات المسيّرة. رغم ذلك، فإن المبدأ الذي تتعامل به إسرائيل هو أن هذه التكلفة تبقى أقل من تكلفة من الخسائر التي قد تنجم عن إصابة مباشرة، وهو ما يُمكن ملاحظته في النجاحات التي تُحققها الصواريخ الإيرانية في الأيام الماضية.
وفقاً للمعطيات المتاحة، فإن تكلفة اعتراض صاروخ باليستي بواسطة منظومة "سهم 3" تبلغ مليوني دولار، بينما تصل تكلفة صاروخ "سهم 2" إلى 1.5 مليون دولار، في حين تُقدّر تكلفة صاروخ "مقلاع داوود" بـ 700 ألف دولار، أما صاروخ "القبة الحديدية" فيكلف حوالي 30 ألف دولار. من ناحية أخرى، تفوق تكلفة الأنظمة الاعتراضية الأميركية بكثير مثيلاتها الإسرائيلية، وتتحمّل الولايات المتحدة تكاليف ذلك لأن الجيش الأميركي هو من يُشغّلها بالفعل. وبحسب بيانات وكالة الدفاع الجوي الصاروخي (MDAA)، يُقدّر سعر الصاروخ الاعتراضي من طراز SM-6 بنحو 3.9 مليون دولار، بينما يبلغ سعر صاروخ "باتريوت باك 3" حوالي 6 ملايين دولار، أما صواريخ SM-3، فتتراوح أسعارها بين 9.6 مليون دولار و27.9 مليون دولار، وهذه جميعها تستخدم كمظلة دفاعية لحماية إسرائيل من التهديدات الصاروخية الإيرانية على طول المسار بين إيران وإسرائيل.
تُشير المعطيات الإسرائيلية إلى أنه على خلاف الهجمات الصاروخية الإيرانية العام الماضي، لم تُصرّح طهران بعد حول نوعية الصواريخ التي يتم استخدامها، لا سيّما تلك التي أصابت أهدافها بشكل دقيق أو تسبّبت في أضرار جسيمة، ومع ذلك، تُشير التحليلات الإسرائيلية لصور مواقع سقوط الصواريخ إلى أن إيران استخدمت على الأرجح صواريخ من طراز "قدر" و"عماد" العاملة بالوقود السائل، والتي تُعدّ من الصواريخ الأساسية في ترسانتها الصاروخية، كما تُرجّح التقديرات نفسها، استخدام صاروخ "خيبرشكن" الباليستي العامل بالوقود الصلب، حيث يتمتع الأخير بمزايا تشغيلية تمنحه دقة في الإصابة وسهولة الإطلاق مقارنة بالصواريخ العاملة بالوقود السائل. من الناحية التقنية، تُشير المعطيات نفسها إلى أن صواريخ "قدر" و"عماد" تُعد من ضمن فئة الصواريخ متوسطة إلى بعيدة المدى، بمدى يصل إلى 1800 كيلومتر، وتُجهز برؤوس حربية يبلغ وزنها نحو 750 كغم، يُقدّر أن الجزء المتفجر منها لا يشمل كامل الحمولة. من ناحية أخرى، يُلاحظ أن "عماد" يمتاز بدقة أعلى نسبياً من "قدر"، في المقابل، لا يتجاوز مدى "خيبرشكن" 1400–1500 كيلومتر، لكنه يعوّض ذلك برأس حربي أخف وزناً (500–600 كغم) وبأداء أعلى من حيث السرعة والدقة نتيجة استخدام الوقود الصلب.
من ناحية أخرى، تؤكد التقارير الإسرائيلية أن إيران ربّما استخدمت صاروخاً يحمل اسم "قاسم"- على اسم القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني الذي اغتالته الولايات المتحدة الأميركية. بحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن هذا الصاروخ يُعد من الصواريخ المتطورة الفرط صوتية الموجّهة، ويتمتّع بدقة عالية في الإصابة، وعلى الأرجح كان من بين الصواريخ التي أصابت أهدافاً مباشرة في مدينتي بات يام ورحوفوت في اليوم الثاني للحرب (مساء السبت)، كما أنها لا تزال تمتلك العديد من الصواريخ في ترسانتها لم يتم استخدامها بعد، بعضها يحمل رأساً حربياً يتراوح ما بين 1.5-2 طن (صاروخ "خرمشهر" على سبيل المثال).
في النهاية، تجدُر الإشارة إلى أن الهجمات الصاروخية الإيرانية منذ بداية الحرب على إيران لا تزال تُسجّل نجاحات ملحوظة في اختراق المنظومات الدفاعية الإسرائيلية والأميركية متعدّدة الطبقات، لا سيّما في الأيام الأخيرة الماضية، حيث يُلاحظ تغيير في أسلوب إطلاق الصواريخ من قِبَل إيران (صواريخ معدودة متتالية بدلاً من وابل أو مئات الصواريخ، ما يعني وقتاً أقل للتحذير من قِبل الجبهة الداخلية الإسرائيلية). ويُشير طال عنبر، الباحث في (Missile Defense Advocacy Alliance) إلى أنه "حتى لو تم استهداف جميع الصواريخ ومنصات الإطلاق ومواقع الاختبار ومواقع إنتاج الصواريخ الباليستية، فإن إيران هي دولة صناعية كبيرة، تتمتع بوفرة من المواد الخام والأموال والقوى العاملة، وبتصميمها وصبرها ستعيد بناء المشروع مرة أخرى، لذا، فإن القول بإمكانية القضاء على القدرات الباليستية الإيرانية سيكون مبالغة. في العراق، بعد حرب الخليج الثانية العام 2003، قامت الجيوش الغربية بتفكيك مستودعات الصواريخ الباليستية بالكامل، ولكن ذلك لم يحدث إلا بعد تغيير النظام خلال الحرب".