تحاول هذه الورقة أن تستكشف إلى أي مدى أثرت إدارة بنيامين نتنياهو وحكومته الفاشلة لأزمة جائحة كورونا، وما نتج عنها من أزمة اقتصادية واجتماعية، في إضعاف مكانة نتنياهو وحزب الليكود في أوساط الجمهور الإسرائيلي بشكل عام، وجمهور اليمين بشكل خاص، وما إذا كانت الأزمة وحالة الضعف والتراجع التي يشهدها نتنياهو وحزبه، والتي تنعكس في استطلاعات الرأي العام المتواترة، قد أفقدت نتنياهو الدعم المطلق الذي كان يتلقاه من أحزاب اليمين الديني والقومي، بحيث فقد البيت الطبيعي الذي ضمن له البقاء على كرسي رئاسة الحكومة لأطول فترة منذ إنشاء دولة إسرائيل برغم فشله في الحصول على الأغلبية التي تمنحه إمكانية تشكيل حكومة في ثلاث دورات انتخابية.
تحاول هذه الورقة تسليط الضوء على الوضعين السياسي والشخصي لبنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، في ظل آخر التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها إسرائيل، لا سيّما تلك التي نتجت عن جائحة كورونا وانتشارها. وستفعل ذلك من خلال رصد أهم التحديات الراهنة التي يواجهها نتنياهو على المستويين الشخصي والسياسي، ومدى تأثير هذه التحديات على مستقبله المرتقب، خاصة وأن المشهد السياسي الإسرائيلي يتصرف وكأن الانتخابات على الأبواب، وتحديداً في شهر آذار 2021.
تناقش هذه الورقة المشهد الحزبي الإسرائيلي الراهن، والحراك الذي يشهده في الفترة الأخيرة، وتأثيره على مستقبل الحكومة الإسرائيلية الحالية. وتنطلق الورقة من فرضية أن هناك حراكاً نشطاً للأحزاب الإسرائيلية نحو الاستعداد لجولة انتخابية مرتقبة لن يطول موعدها عن عام واحد، فضلا عن أن الأحزاب تحاول استغلال الأوضاع الحالية في إسرائيل الناتجة عن جائحة كورونا، والاحتجاجات الاقتصادية-الاجتماعية، لتعزيز قوتها الانتخابية، لا سيّما وأن إسرائيل تعاني من تداعيات اجتماعية واقتصادية كبيرة نتيجة الجائحة، الأمر الذي يحاول كل حزب
ترمي هذا الورقة إلى تحليل وضعية حزب العمل الإسرائيلي بعد قراره النهائي الانضمام إلى حكومة بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، وذلك كشريك مع حزب أزرق أبيض برئاسة هذا الأخير. وفي الانتخابات الأخيرة، التي جرت يوم 20 آذار 2020، حصل حزب العمل على ثلاثة مقاعد ضمن تحالف أحزاب العمل- غيشر- ميرتس. وهي أسوأ نتيجة حصل عليها الحزب في تاريخه. فهل انتهى حزب العمل ومات، ولذلك لم يبق له خيار سوى الانضواء تحت جناح حزب أزرق أبيض، أم أن الدخول إلى الائتلاف الحكومي سوف يجدد من حيوية هذا الحزب عبر التأثير على سياسات الحكومة في الجوانب الاقتصادية- الاجتماعية والجوانب السياسية الأمنية؟
الصفحة 10 من 20