تهدف هذه الورقة إلى تحليل واقع العلاقات الأردنية- الإسرائيلية، في ذكرى مرور 25 عاماً على توقيع اتفاق السلام بين البلدين، وتنطلق من مقولة أن العلاقات الثنائية آخذة في التوتر في الأعوام الأخيرة بعد أن بدأ اليمين الإسرائيلي يُصعد من خطاب ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة من جهة، ومن خطاب تهويد القدس وتعزيز السيطرة على المسجد الأقصى من جهة أخرى. علاوة على ذلك تأزمت العلاقات بسبب اتخاذ الحكومة الإسرائيلية خطوات لم تحمل احتراماً للأردن وحكومته وقيادته، كما حدث مثلاً في حادثة اعتقال المواطنيّن الأردنيين إدارياً وما رافق ذلك من حملة احتجاج شعبية عارمة في الأردن تطالب بالإفراج عن الأسرى الأردنيين ومعاقبة إسرائيل على ذلك لدرجة قطع العلاقات بين البلدين.
أدى إعلان وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو أخيراً بشأن كون المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967 قانونية ولا تنتهك القانون الدولي، إلى رد فعل إسرائيلي مرحب بهذا الإعلان، ما عدا بعض أصوات المعارضة.
تنطلق هذه الورقة من الادعاء بأن القراءة الإسرائيلية لهذا الإعلان تُعبر عن تلاشٍ شبه تام للفروقات الجوهرية بين التيارات السياسية المركزية في المشهد الإسرائيلي حيال الموقف من خطة السلام الأميركية المعروفة باسم "صفقة القرن"، والتي يبدو أن الإعلان الأميركي الحالي جاء كجزء منها.
تهدف هذه الورقة إلى تحليل صعود دور حزب "يسرائيل بيتينو" (إسرائيل بيتنا) وزعيمه أفيغدور ليبرمان في المشهد السياسي الإسرائيلي، ومحاولة فهم توجهاته الحالية من تشكيل الحكومة والتغير الذي طرأ لديه فيما يتعلق بشروطه من دخول الحكومة ذات التوجهات اليمينية، وإفشاله تشكيل حكومة يمين برئاسة بنيامين نتنياهو للمرة الثانية في أعقاب جولتين انتخابيتين عام 2019.
جزمت صحيفة "هآرتس" في مقال افتتاحي أنشأته يوم 27 آب 2019 بأنه لا توجد معارضة حقيقية لحكم اليمين في إسرائيل وأساساً في المجال السياسي- الأمني. وأضافت أن إدراك هذه الحقيقة المثيرة للقلق يزداد وضوحاً هذه الأيام بالذات بينما تصل المواجهة بين إسرائيل وإيران إلى ذروتها وتشمل مواقع متعددة في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما سورية ولبنان والعراق.
الصفحة 12 من 20