مدخــل
تحاول هذه الورقة تحليل المشهد الانتخابي في إسرائيل على أعتاب الانتخابات الإسرائيلية العامة، التي ستجري يوم 9 نيسان المقبل، ولا سيما بعد إعلان الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال احتياط بيني غانتس، رئيس حزب "مناعة لإسرائيل" ("حوسن ليسرائيل")، عن خوضه الانتخابات بشكل رسمي، وقيامه بعرض الخطوط العريضة لبرنامجه السياسي والانتخابي.
تعالج هذه الورقة التحركات والديناميكيات التي تشهدها الحلبة السياسية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، والتي تحدث في ظل الغموض الذي يكتنف مصير الكنيست الحالي ما بين فرص بقائه واحتمالات حله. ويترك هذا الغموض اللاعبين السياسيين في حالة ترقب وتردد في نفس الوقت، غير أن المشهد السياسي الإسرائيلي يشهد ديناميكيات سياسية تدل على أن هناك انتخابات في الأفق، أو على الأقل تؤكد أن الانتخابات المقبلة لن تجري في موعدها.
تعالج هذه الورقة الوضع الراهن في المشهد الإسرائيلي- السوري، وما قد ينبثق عنه من علاقات مركبة مع أطراف أخرى، وأساساً إيران، حزب الله وروسيا.
وتنطلق الورقة من مقولة أن الوضع الراهن في المشهد السوري سوف يتطلب من إسرائيل اتخاذ إجراءات من شأنها أن تحسم موقفها السياسي والميداني إزاء الأزمة السورية. وقد لا يكون هذا الحسم بضربة واحدة، سياسية أو عسكرية، وإنما قد تكون التطورات الراهنة في سورية تعني انتقال مرحلة الضغط والتدخلالمتواصل إلى مرحلة الحسم. وقد يكون شكل الحسم من خلال تفاهمات سياسية دولية وإقليمية تضطر إسرائيل إلى القبول بها أو التأثير عليها لضمان مصالحها، أو من خلال سلسلة ضربات عسكرية حاسمة أخيرة، تكون فيها إسرائيل قد أنهت مرحلة الحل العسكري المؤقت والمتراكم، وبدأت التوجه نحو مرحلة الاستعداد لمواجهة شاملة في المستقبل البعيد.
الصفحة 14 من 20