في مقهى "سيغر" الكائن في باحة الأوبرا الجديدة بتل أبيب، إستوطنت في الآونة الأخيرة حمامة بيضاء. حاول طاقم العاملين طرد الحمامة وتطفيشها، لكنها أبت الخروج، وأخذت تحوم بين المقاعد داخل المقهى كما لو أن هذا المكان هو بيتها الطبيعي.ذلك هو تقريبا ما يفعله عمرام متسناع حاليا في حزب العمل. هذا ما قلته له عندما جلسنا هناك في بداية الأسبوع الماضي، بغية استكشاف حدود يساريته، فردّ على ذلك بالضحك. ضحك عدة مرات أثناء الحديث. حتى صبيحة اليوم ذاته، كان متسناع لا يزال يراهن على أن حاييم رامون سيعلن في السويعات القريبة عن قرار الإنسحاب من سباق التنافس على زعامة "العمل"، وأنه حتى إذا لم ينسحب، لن تكون هناك جولة ثانية. في اليوم التالي، وجد متسناع نفسه - أثناء المناظرة التلفزيونية - بين تمساحين حقيقين يحاولان ابتلاعه حيا. تظاهر، من جهته، ببرودة الأعصاب وبشيء من التعالي، لكنه، وباستثناء صورته المألوفة كـ "شاب طيب يرتدي قميصا مفتوحا"، لم يفلح تقريبا في إيصال رسالة حقيقية، ملموسة، كما هو مألوف في برامج تلفزيونية من هذا النمط. ولعله كان قد أحسن صنعا لو أنه اكتفى بمشاهدة المتناظرين في بيته، بدلا من المشاركة في الزعيق المتبادل.
- المشهد المقدس، تأليف ميرون بنبنستي
ترجمة د. سامي مسلم، 434 صفحة:
تطرق" جدول السلام" لشهر تشرين الثاني 2002، الذي يعده شهرياً البروفيسور إفرايم ياعر ود.تمار هرمان، ونشرته صحيفة "هآرتس" امس الاثنين، الى مواقف الجمهور الاسرائيلي من المسائل المركزية في النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني وهي: إخلاء المستوطنات وإقامة دولة فلسطينية ومستقبل القدس وذلك على خلفية الانتخابات القريبة.
والجدول هو محصلة استطلاع هاتفي شمل 592 شخصاً يمثلون السكان البالغين اليهود والعرب، بمن في ذلك السكان اليهود في المستوطنات الاحتلالية ويبلغ هامش الخطأ فيه نسبة 4,5 بالمئة. ودلت أبرز معطياته على ما يلي:
سبق لهذه القصة أن رُوِيت ، ولكن يجدر بنا التذكير بها مرة اخرى، مع بداية التنافس على رئاسة الحكومة بين ارييل شارون وعميرام متسناع: ففي ايلول 1982 وبعد مجزرة صبرا وشاتيلا، اشترك العميد متسناع في اجتماع لكبار الضباط الذين انتقد بعضهم بشكل شديد الطريقة التي أدار بها وزير الدفاع الحرب في لبنان. وكانت الاقوال التي أطلقت هناك وتضمنت اتهامات حول أبعاد الحرب، ومدى سيطرة الحكومة على التطورات، وحول مصداقية المعلومات المقدمة للجمهور. وعند انتهاء الاجتماع، دخل متسناع الى سيارته، وجلس الى جانبه العميد يعقوب إيفن، الذي كان ناطقا بلسان الجيش. وفي الاذاعة نشر تقرير عن مداولات لجنة الخارجية والأمن في الكنيست حول مجزرة مخيمي اللاجئين في لبنان. وجرى الاقتباس عن شارون قوله ان أمورا من هذا القبيل وقعت من قبل: إذ سبق وقام مسيحيون لبنانيون بمجزرة ضد الفلسطينيين بحضور الجيش الاسرائيلي، ولم يرفع أحد عقيرته بالصراخ. وكان شارون يقصد المجزرة التي نفذها رجال الكتائب المسيحية بالفلسطينيين في عهد حكومة رابين (في تموز 1976) في تل الزعتر، وهو مخيم للاجئين في منطقة بيروت.وقد هزت أقوال شارون متسناع. إذ لم يكن بوسعه تحمل حجة شارون الساعي الى الاختباء حول قضية تل الزعتر، من أجل التخلص من الضائقة التي وقع فيها بسبب مجزرة صبرا وشاتيلا. كما أنه رأى في ذلك إفشاء لسر، إذ ان حقيقة حدوث المواجهة في تل الزعتر بحضور ممثل للجيش الاسرائيلي لم تكن معروفة كثيرا حتى ذلك الوقت. وأبلغ متسناع إيفن انه يائس من الوضع وينوي الخروج من الجيش. وحاول إيفن ثنيه عن عزمه، دون نجاح. وصاغ متسناع رسالة لرئيس الأركان رفائيل إيتان، أبلغه فيها عدم استعداده للبقاء في منصبه (وكان حينها رئيس أركان فرقة بقيادة يانوش بن غال) طالما بقي شارون وزيرا للدفاع.
الصفحة 882 من 885