المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
جيش الاحتلال يبدأ حشد المزيد من القوات تمهيدا لتصعيد عدوانه على غزة، ابتداء من يوم أمس الأحد. (أ.ف.ب)
  • تقارير، وثائق، تغطيات خاصة
  • 33
  • عبد القادر بدوي

منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تجري العديد من المراكز البحثية ووسائل الإعلام الإسرائيلية استطلاعات رأي دورية لقياس الرأي العام الإسرائيلي من القضايا المختلفة ولا سيّما تلك المرتبطة بحرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة: العمليات العسكرية، أهداف الحرب وتحقّقها، قضية الأسرى والمحتجزين والثقة بالمؤسسات الحكومة والشخصيات العامة. ومنذ ذلك الحين، وكجزء من تغطيات، قدّم مركز مدار استعراضاً وتحليلاً لهذه الاستطلاعات بهدف تتبّع التحولات في الرأي العام الإسرائيلي من القضايا المرتبطة بالحرب.

هذه المساهمة تستعرض أبرز ما تضمنّه استطلاع الرأي الأخير لشهر نيسان الماضي، والذي أجراه معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي في جامعة تل أبيب. يتضمّن الاستطلاع أربعة محاور أساسية: الثقة بالمؤسسات والشخصيات العامة، استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة، الخدمة العسكرية وقضية التجنيد، ثم العلاقات الإسرائيلية مع الولايات المتحدة، إيران، الصين في ضوء المستجدات الأخيرة.

تجدر الإشارة هنا إلى أن المصطلحات والأفكار الواردة أدناه مصدرها الاستطلاع نفسه ولا تُعبّر عن وجهة نظر مركز مدار أو مُعدّ هذه المساهمة.

أولاً: أبرز الاتجاهات العامة والثقة بالمؤسسات الحكومية والشخصيات العامة:

  1. استمرار ازدياد الثقة في الجيش ورئيس الأركان الجديد إيال زامير: 76% من المستطلعين عبّروا عن ثقة عالية (إلى حدٍ كبير أو إلى حد كبير جداً) في الجيش الإسرائيلي، مقارنةً بـ 73% في آذار، و66% في شباط. وبحسب الاستطلاع الذي أجري حسب القطاع، فإن 86% من العينة اليهودية لديها ثقة عالية في الجيش، مقارنة بـ 35% فقط بين العينة العربية. يحظى رئيس الأركان الجديد، زامير، أيضاً بزيادة في مستويات الثقة، حيث أعرب 54% من المستطلعين عن ثقتهم العالية به (15% ما زالوا لا يعرفون كيف يجيبون على سؤال مدى ثقتهم برئيس الأركان). من ناحية أخرى، ظلّت الثقة بالمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مستقرة مقارنةً بالشهر الماضي، حيث بلغت 59%، كما بلغت الثقة بسلاح الجو نحو 71%.
  1. مستويات منخفضة جداً من الثقة بالحكومة الإسرائيلية ورئيس الحكومة ووزير الدفاع: أعرب 24% فقط من الجمهور أن لديهم مستوى عالٍ من الثقة في الحكومة (إلى حدٍ كبير أو كبير جداً)، في المقابل، أشار 76% إلى أن لديهم ثقة ضئيلة أو معدومة في الحكومة. من ناحية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أعرب 29% فقط من إجمالي العينة أن ثقتهم مرتفعة (34% بين اليهود و8% فقط بين العرب).
  1. أغلبية تبدي ثقة كبيرة بجهاز "الشاباك": 53% من العينة الإجمالية عبّرت عن مستوى عالِ من الثقة بجهاز "الشاباك" (59% بين اليهود مقارنةً بـ 27% بين العرب). لكن الثقة برئيس الجهاز المستقيل رونين بار تراجعت بشكل ملحوظ مقارنةً بالشهر الماضي حيث بلغت 38% ممن عبروا عن مستوى عالِ من الثقة (15% إلى حدّ كبير، 23% إلى حد معقول) مقارنةً بـ 44% في الشهر الماضي (آذار). في المقابل، أشارت أغلبية المستطلعين (55%) إلى أن ثقتها برئيس "الشاباك" منخفضة: 24% إلى حدّ ما و31% لا يثقون به على الإطلاق.
  1. التعاون بين المستويين السياسي والعسكري: أغلبية المستطلعين (52%) أعربوا عن اعتقادهم بوجود تعاون فعّال بين المستويين السياسي والعسكري على الرغم من حالة التوتر (9% متأكدون، و44% يعتقدون أن هناك تعاونا فعّالا)، في المقابل، 42% يعتقدون أنه لا يوجد تعاون فعال (34% غير موجود، و8% متأكدون أنه غير موجود).

 

ثانياً: حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة ومستقبلها:

أظهرت نتائج الاستطلاع أن أغلبية الجمهور الإسرائيلي ترى أن استمرار القتال في غزة تحرّكه دوافع سياسية بالأساس؛ إذ عبّر 56% من المشاركين عن هذا الرأي، وبرز هذا التوجه بشكل أوضح بين العرب (بنسبة 77%)، مقارنةً بـ 51% فقط بين الجمهور اليهودي. وفي تقييم مسار العمليات العسكرية منذ استئناف الحرب، يرى 45% أنه لا يفضي إلى القضاء على حكم حماس ولا إلى استعادة الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين، بينما يعتقد 28% أن هذا المسار يعزز كِلا الهدفين، و16% يرون أنه يعزز فقط هدف القضاء على حكم حماس.

وفي ما يتعلق بالموقف من إنهاء الحرب في مقابل اتفاق لاستعادة جميع الأسرى والمحتجزين، أظهر الاستطلاع أن 69% من الجمهور يؤيدون إنهاء الحرب لصالح هذا الاتفاق، مقابل 23% يعارضونه. ويظهر التأييد بشكل أكبر لدى العرب بنسبة 82%، مقارنةً بـ 64% لدى الجمهور اليهودي. وفي المقابل، أعرب 74% من المستطلعين عن اعتقادهم بأن الحكومة لا تمتلك خطة واضحة لإنهاء الحرب.

بالنسبة للتصورات حول "اليوم التالي" في غزة، تحظى الخطة المصرية القائمة على إنشاء حكم تكنوقراط في غزة (بدون حماس) وبدعم قوى دولية أو عربية بتأييد 45% من الجمهور. وفي المقابل، أبدى 20% اهتمامهم بعودة المستوطنات اليهودية إلى غزة، بينما عبّر 16% عن تفضيلهم لإقامة حكم عسكري إسرائيلي طويل الأمد في القطاع، و11% فقط أيّدوا نقل السيطرة إلى السلطة الفلسطينية.

أما بشأن تعريف "النصر" في غزة، فقد رأى 62% من المشاركين أن النصر لن يتحقق إلا بعد عودة جميع الأسرى والمحتجزين، فيما اعتبر 18% أن الضم وبسط السيادة الإسرائيلية على القطاع، إلى جانب إعادة الاستيطان اليهودي فيها ضرورة لتحقيق "النصر"، فيما اعتبر 10% أن "النصر" سيتحقّق بعد انتقال السلطة إلى "كيان فلسطيني معتدل" غير حماس.

حول التوقعات لنتيجة الحرب، توقّع 60% من المستطلعين أن الجيش الإسرائيلي سينتصر في الحرب على غزة، وفي هذا الاعتقاد تفاوت كبير من المجموعات: 68% من اليهود يعتقدون ذلك، مقارنةً بـ 28% فقط من العرب. في المقابل، أشار نحو ثلث العينة إلى شكوكهم بقدرة الجيش على تحقيق "النصر" (26% من اليهود و58% من العرب).

من ناحية تقييم الأداء العسكري، تعتقد أغلبية نسبتها 53% أن الجيش الإسرائيلي يفتقر إلى خطة منهجية لتحقيق أهداف الحرب، بينما قال 39% فقط إن خطة كهذه موجودة بالفعل. وحول قدرة الجيش على تحقيق أهداف القتال، يرى 50% أن الأهداف لن تتحقق إطلاقاً أو ستتحقّق إلى حدّ ما فقط (43% من اليهود و76% من العرب). في حين يرى 45% أنها ستتحقّق بالكامل أو إلى حدّ كبير، مع فروق بارزة بين اليهود (53%) والعرب (15%). وتجدر الإشارة إلى أن ثلث الجمهور فقط عبّر عن رضى بدرجة كبيرة أو كبيرة جداً عن "الإنجازات العملياتية" في غزة.

ثالثاً: الخدمة العسكرية وتجنيد الاحتياط:

تُشير نتائج الاستطلاع إلى انقسام الرأي العام الإسرائيلي بشأن توقيع جنود احتياط على عريضة طالبوا فيها بإنهاء الحرب وإعادة جميع الأسرى والمحتجزين، إذ يرى 48% أن هذا الفعل يُعدّ تعبيراً مشروعاً عن موقف، في حين اعتبره 45% عملاً غير مشروع. وفي السياق ذاته، عبّر 58% من الجمهور عن رفضهم لفكرة الامتناع عن المشاركة في القتال بدافع الخوف من التسبب بأذى للأسرى والمحتجزين، معتبرين ذلك سلوكاً غير ملائم.

وفيما يخص الدافعية للخدمة الاحتياطية، تُظهر المعطيات ثباتاً في توجهات الجمهور اليهودي، حيث أفاد 58% من المشاركين بأنهم سيشجعون أحد أفراد العائلة، ممن سبق له الخدمة في الاحتياط خلال الحرب، على التقدّم مجدداً للخدمة. في المقابل، تبلغ نسبة المعارضين لتشجيع الخدمة الإضافية 27%، وهي نسبة لم تشهد تغيراً كبيراً، مما يعكس استقراراً نسبياً في المواقف بهذا الشأن.

أما في ما يتعلق بقضية الإعفاء من الخدمة العسكرية، فقد أظهرت نتائج الاستطلاع قلقاً واسعاً من احتمال إقرار قانون يمنح إعفاءً شاملاً لليهود الحريديم (المتشددون دينياً) من الخدمة، إذ يرى 72% من المشاركين أن هذا الإعفاء سيؤثر سلباً على دافعية الخدمة العسكرية، ومن بين هؤلاء، يعتبر 46% أن الضرر سيكون "خطيراً للغاية". في المقابل، يعتقد 11% فقط أن الإعفاء لن يؤدي إلى أي ضرر، بينما يرى 14% أن الضرر سيكون طفيفاً فحسب.

رابعاً: الموقف من الولايات المتحدة، الصين وإيران:

تعكس نتائج الاستطلاع تصاعد النظرة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب كشخص يدعم إسرائيل فقط عندما يتوافق ذلك مع مصالحه الشخصية؛ إذ ارتفعت هذه النسبة إلى 49% في الاستطلاع الأخير، مقارنة بـ 43% في آذار. في المقابل، يرى 27% من المشاركين أن ترامب ملتزم بشدة بحماية المصالح الأمنية الإسرائيلية، بينما يعتبره 19% شخصية غير متوقعة ولا يمكن الوثوق بها في القضايا الأمنية. من ناحية أخرى، بالنسبة للعلاقة الإسرائيلية مع الجالية اليهودية الأميركية، أبدت أغلبية مطلقة من الجمهور الإسرائيلي (88%) اعتقادها بأهمية هذه العلاقة؛ حيث وصفها 56% بأنها "مهمة للغاية"، و32% بأنها "مهمة". في المقابل، يرى 6% فقط أن العلاقة "ليست مهمة إلى هذا الحد"، و2% يعتبرونها "ليست مهمة على الإطلاق".

وفي ضوء التقارير والتسريبات عن إحباط هجوم إسرائيلي محتمل على إيران، عبّر 48% من المستطلعين عن تأييدهم لتوجيه إسرائيل ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية فقط في حال وجود دعم أميركي، بينما يعارض 23% الهجوم في الوقت الراهن، ويرى 19% أنه يجب تنفيذ الهجوم بغض النظر عن الموقف الأميركي. عند السؤال عن الموقف الإسرائيلي المناسب في حال تطور المفاوضات الأميركية- الإيرانية إلى اتفاق، عبّر 41% من المشاركين عن ضرورة الامتناع عن الهجوم فقط إذا لبّى الاتفاق مصالح إسرائيل بالكامل. في المقابل، رأى 31% أنه يجب تجنّب الهجوم حتى إن لم يكن الاتفاق مثالياً، بينما يؤيد 16% تنفيذ الهجوم في كل الأحوال.

بالنسبة للموقف من الصين، فقد أشار 39% من المشاركين إلى أنها دولة غير صديقة لإسرائيل، وأفاد 7% بأنها دولة مُعادية، وهو ما يعكس استقراراً في نسبة الآراء السلبية تجاه الصين منذ أيلول من العام الماضي. في المقابل، يرى 29% أن الصين دولة صديقة، بينما قال أقل من 2% إنها حليفة لإسرائيل- وهي نسبة تمثل ارتفاعاً طفيفاً مقارنةً بالاستطلاع السابق، ويعود ذلك إلى انخفاض نسبة من قالوا "لا أعرف". مع ذلك، قال 65% من المستطلعين إن موقفهم من الصين لم يتغير منذ اندلاع الحرب، في حين قال 19% إن رأيهم تغير للأسوأ، و2% فقط أفادوا بأن رأيهم تغير للأفضل.

عن مناعة المجتمع الإسرائيلي

أعرب 64% من المستطلعين عن تفاؤلهم بقدرة المجتمع الإسرائيلي على التعافي من الأزمة ومن ثمّ النمو (17% متفائلون للغاية و47% متفائلون إلى حد ما)، وهذه النتائج تشبه نتائج استطلاع الشهر الماضي (آذار). في المقابل، تبلغ نسبة المتشائمين 32% (26% متشائمون إلى حد ما و6% متشائمون للغاية) من القدرة على التعافي. من ناحية أخرى، أفاد ثلث الجمهور الإسرائيلي بوجود شعور بالأمن مرتفع أو مرتفع للغاية (مقارنة بـ 25% في آذار)، وأفاد نحو الربع (24%) بوجود شعور منخفض أو منخفض للغاية بالأمن (مقارنة بـ 33% في آذار)، فيما أفاد 42% بوجود مستوى متوسط ​​من الأمن، وبين السكان العرب ينخفض معدّل الشعور السلبي بالأمن، حيث يشعر 44% منهم بأمان منخفض أو منخفض

المصطلحات المستخدمة:

رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات