المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قال تقرير لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، يصدر لأول مرّة، إن 86% من الجمهور في إسرائيل بشكل عام أعلنوا أنهم راضون عن حياتهم، في استطلاع تركز في العامين 2013 و2014، وأخذ بالحسبان سلسلة من العوامل التي تنعكس على جودة الحياة، وفي كل مؤشرات السعادة والرفاهية، توجد فجوة ضخمة بين اليهود والعرب تنعكس مباشرة على معدلات الأعمار. وهي فجوات تعكس سياسة التمييز، وقلة فرصة التعليم والعمل، وجودة السكن والبنى التحتية، التي يواجهها العرب منذ ما يقارب سبعة عقود. كما أن تقريرا دوليا صدر في الايام الأخيرة، وضع إسرائيل في المرتبة الـ 11 من أصل 157 دولة، من حيث مستوى الرضى عن الحياة.

ويقول مكتب الإحصاء المركزي مع عرضه التقرير في الكنيست في الأسبوع الماضي، إن هذا البحث هو الأول من نوعه الذي يجريه المكتب، بموجب قرارات سابقة للحكومة الإسرائيلية. وحسب المكتب، فإن البحث يعرض "صورة واسعة" عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في إسرائيل، بارتباط كل المجالات التي تساهم في رفع مستوى جودة الحياة: جودة العمل، والأمن الشخصي، والصحة، والسكن مع البنى التحتية، والتعليم، والتعليم العالي واكتساب المؤهلات، والرفاهية الشخصية، وجودة البيئة، والثقافة وغيرها.

كما أخذ البحث بالحسبان وضعية الناتج القومي العام، بتفاصيله الدقيقة المرتبطة بجودة الحياة.

وقد عمل في هذا البحث، حسب المكتب، 200 من المختصين من وزارات ومؤسسات رسمية بينها بنك إسرائيل المركزي، ومؤسسة الضمان الاجتماعي، كما استعان البحث بباحثين أكاديميين كبار، وكل هذا بمرافقة مهنية من منظمة التعاون بين الدول المتطورة OECD.

وفي ما يلي جوانب شملها البحث:

الرضى بشكل عام

يقول البحث إن 86% من الجمهور العام، من أبناء 20 عاما وما فوق في العام 2013، كانوا راضين عن حياتهم، وكانت النسبة بين اليهود 89% مقابل 73% بين العرب. وقال 55% من المستطلعين في ذلك العام، إنهم يتوقعون أن تتحسن حياتهم للأفضل، وهنا أيضا كان تفاوت بين اليهود والعرب إذ أن نسبة المتفائلين بين اليهود 56% مقابل 49% بين العرب.

ويستعرض التقرير ذاته، تقرير منظمة OECD عن العام 2012، إذ حلت إسرائيل في المرتبة 12 من أصل 35 دولة في المنظمة، واحتلت المرتبة الأولى سويسرا التي حازت 9ر7 نقطة من أصل 10 نقاط، تليها النرويج- 7ر7 نقطة، وحصلت إسرائيل على 1ر7 نقطة، بينما معدل دول OECD بلغ 8ر6 نقطة.

سوق العمل

يقول البحث إن الانخراط في سوق العمل من جيل 15 إلى 64 عاما، ارتفاع من نسبة 7ر49% في العام 2000، إلى نسبة 4ر60% في العام 2014. وهنا تظهر فجوة كبيرة بين اليهود العرب، إذ أن نسبة الانخراط في سوق العمل ضمن هذه الشريحة العمرية، 64% بين اليهود، مقابل 5ر42% بين العرب في العام 2014.

ويقول التقرير إن انخفاض نسبة الانخراط في سوق العمل بين العرب نابع من الانخفاض الحاد في نسبة انخراط النساء العربيات- 25%، مقابل 62% من النساء اليهوديات، وهذا ناجم أساسا عن فقدان فرص العمل في البلدات والمدن العربية. وهذه نسبة تعود إلى العام 2014، بينما اشارت تقارير جديدة إلى أن نسبة انخراط النساء العربيات في سوق العمل ارتفع إلى 32%.

يذكر أن العرب يعانون من نسبة بطالة تصل إلى خمسة أضعافها بين اليهود. ونسب البطالة العامة القائمة اليوم هي 3ر5%، ويدعي تقرير المكتب أن نسبة البطالة في المجتمع العربي بلغت في العام الماضي 8ر6%، ولكن هذا يبقى تقديرا أبعد ما يكون عن الواقع، إذ أن تقارير سلطة التشغيل التي تعتمد على التسجيل الرسمي في مكاتبها، تدل على أن معدل البطالة في الكثير من المدن والبلدات العربية الكبيرة نسبيا يتراوح بشكل ثابت تقريبا ما بين 22% إلى 32%. وقلما تجد بلدات عربية فيها نسبة البطالة تهبط عن 10%، وهذا يقود إلى الاستنتاج بأن البطالة الفعلية لدى الفلسطينيين في إسرائيل تتراوح ما بين 21% إلى 23%.

ويقول التقرير إن نسبة رضى العاملين عن مكان عملهم بما في ذلك دخلهم، كان في حدود 85%. ولكن النسبة بين اليهود 88%، وبين العرب 78%. ويشير التقرير أيضا إلى أن معدل مدخول العائلة غير الصافي شهريا ارتفع من 12840 شيكلا (3292 دولارا) في العام 2002، إلى 15287 شيكلا (3920 دولارا) في العام 2013.

وانخفض معدل الاصابات في العمل من 3192 اصابة لكل 100 ألف عامل في العام 2000، إلى 1990 اصابة لكل 100 ألف عامل في العام 2013.

وفي مقياس آخر حول مدى الصرف، قال تقرير المكتب إن إجمالي ديون العائلات في إسرائيل بلغ في العام 2013 حوالي 500 مليار شيكل، ما يعادل 128 مليار دولار، وهو يشكل 47% من حجم الناتج العام. وحسب التقرير، فإن هذه النسبة تُعد منخفضة كثيرا، مقابل النسب القائمة في غالبية دول منظمة OECD. ففي إسبانيا تصل النسبة إلى 79% وفي فرنسا 63% وفي ألمانيا 56% وفي إيطاليا 49%.

وقال 53% من المستطلعين إنهم راضون عن أوضاعهم الاقتصادية، من بينهم 8% قالوا إنهم راضون جدا. وتبين أن نسبة الرضى بين الرجال اعلى- 55%، مقابل نسبة 51% بين النساء.

معدل الأعمار

يقول التقرير إن معدل الأعمار في إسرائيل ارتفع من العام 2000 وحتى العام 2014، بثلاث سنوات وسبعة أشهر لدى الرجال، وثلاث سنوات وثلاثة أشهر بين النساء. وبذلك ارتفع معدل عمر النساء من 80 عاما و11 شهرا في العام 2000 إلى 84 عاما وشهر واحد في العام 2014. وبين الرجال ارتفع معدل الأعمار من 76 عاما و8 أشهر في العام 2000 إلى 80 عاما و4 أشهر في العام 2014.

هنا أيضا توجد فجوة واضحة بين اليهود والعرب، إذ أن معدل أعمار النساء العربيات 81 عاما و7 أشهر، ومعدل أعمار الرجال العرب 77 عاما. ما يعني أن معدل أعمار اليهود في الحالتين أعلى من المعدل القائم ببضعة اشهر.

وفي تفاصيل أخرى حول الشعور بالرضى، فإن 34% من الجمهور العام قالوا إنهم يشعرون بالإحباط من حين إلى آخر، و9% قالوا إنهم يشعرون بالإحباط في أوقات متقاربة. وبلغت نسبة الشعور بالإحباط في اوقات متباعدة أو متقاربة بين العرب 49%، مقابل 30% بين اليهود.

وتطرق الاستطلاع الذي ارتكز عليه بحث مكتب الإحصاء المركزي إلى موضوع التدخين، فتبين أن أعلى نسبة تدخين بين الرجال العرب- 4ر35%، مقابل نسبة 1ر19% بين الرجال اليهود، و2ر12% بين النساء اليهوديات و1ر4% بين النساء العربيات. وبلغت أعلى نسب التدخين لدى الشريحة العمرية من 45 عاما إلى 64 عاما، بين الرجال العرب- 5ر38%، وبين الرجال اليهود - 19%، وبين النساء اليهوديات- 5ر11% وبين النساء العربيات- 6ر6%. واللافت أنه في الشريحة العمرية من 65 عاما وما فوق تنهار نسب التدخين لدى جميع الشرائح باستثناء النساء العربيات اللاتي ترتفع نسبة التدخين بينهن إلى 3ر0%، بينما نسبة التدخين بين الرجال العرب في هذه الشريحة العمرية 27%.

في المجمل العام فإن نسبة المدخنين بين الجمهور العام في إسرائيل هي 2ر16%، وهي أقل من المعدل القائم في دول منظمة OECD بنسبة 7ر19%.

التحصيل العلمي

وسجل التحصيل العلمي بشكل عام ارتفاعا في كل المستويات، فقد ارتفعت نسبة الحاصلين على شهادات فوق المرحلة الثانوية المدرسية (بما فيها شهادات جامعية) لدى أبناء 30 عاما وما فوق، من 44% في العام 2001، إلى نسبة تزيد بقليل عن 54% في العام 2014. وفي هذا العام، كانت النسبة بين العرب 2ر33% مقابل نسبة 6ر59% بين اليهود.

كما قال التقرير إن نسبة الذين يواجهون صعوبة في الرياضيات في المدارس هبطت من 42% في العام 2006 إلى نسبة 34% في العام 2012، وكانت النسبة بين الطلاب العرب 67% مقابل 24% بين الطلاب اليهود.

الشعور بالأمان ورفاهية الحياة

فيما يتعلق بالشعور بالأمن الشخصي، وردا على سؤال إن كان الشخص يشعر بأمان لدى السير وحده في الليل من أبناء 20 عاما وما فوق، قال 73% إنهم يشعرون بالأمان، وكانت النسبة بين الرجال 84% مقابل 63% بين النساء. ويشعر العرب بأمان أكثر- 83% مقابل 72% بين اليهود.

وقال 8ر1% من المستطلعين إنهم واجهوا تحرشا جنسيا، وكلما كان الجيل أقل كانت مواجهة التحرش أعلى، فمثلا قالت 7% من النساء من عمر 20 عاما وحتى 34 عاما إنهن واجهن تحرشا جنسيا، وتهبط النسبة إلى 4ر1% بين النساء من عمر 35 عاما وما فوق.

وقال 66% من الجمهور إنهم قادرون على مواجهة المشاكل التي تعترضهم، وكان التفاوت بين اليهود والعرب ضخما، إذ ارتفعت النسبة بين اليهود إلى 72%، وانخفضت لدى العرب إلى نسبة 35%.

نسبة التصويت

قارن التقرير نسب المشاركة في الانتخابات البرلمانية مع دول أخرى، كمؤشر للاهتمام بالشأن العام، وحسب التقرير، فإن معدل نسبة التصويت بين العامين 2011 و2015 بلغت 71%، (68% في العام 2013 و5ر72% في العام 2015). وهذه النسبة قريبة للمعدل القائم في دول منظمة OECD- حوالي 68%.
واعلى نسبة للمشاركة في التصويت نجدها في أستراليا- في حدود 93%، تليها لوكسمبورغ. في حين أن أدنى نسب المشاركة في التصويت كانت في سويسرا وتشيلي- في حدود 49%، من إجمالي ذوي حق الاقتراع.

تقرير الأمم المتحدة

صدر تقرير مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي بموازاة صدور بحث عالمي، يشمل 157 دولة، زعم أن إسرائيل تحل في المرتبة الـ 11 بسعادة الإسرائيليين من حياتهم. وقد "تفوقت" إسرائيل على دول مثل النمسا والولايات المتحدة الأميركية. وصدر التقرير الدولي بمناسبة "يوم السعادة العالمي"، الذي أقرته الأمم المتحدة، ويحل سنويا في 20 آذار.

وأجرى البحث جون هالفيل وريتشارد لايلرد وجيفري ساكس من جامعة "بريتيش كولومبيا"، في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في لندن، كما شارك في اعداد البحث قسم حلول التطوير في الأمم المتحدة. وكان أول بحث صدر عن هذه الجهة في العام 2012، حلّت إسرائيل فيه في المرتبة 14، بينما في التقرير الأخير حلّت في المرتبة الـ 11 الأعلى.

وشمل الاستطلاع 3 آلاف شخص في كل واحدة من الدول المشاركة، وكان عليهم الاجابة على أسئلة ضمن ستة مواضيع مختلفة: مستوى الناتج للفرد، والضمان الاجتماعي، ومعدل الأعمار والصحة، والحرية الشخصية، فعل الخير، ومدى الفساد في كل واحدة من الدولة.

وظهر أن معدل النقاط في الدول المشاركة، بلغ 353ر5 نقطة من أصل 10 نقاط. وكانت أعلى منطقة يشعر فيها المواطنون بالسعادة القارة الأميركية الشمالية، لكن بعد أن ضم لها البحث أستراليا ونيوزلندا، إذ بلغ معدل النقاط هناك 125ر7 نقطة. أما المناطق الأكثر بؤسا في العالم فكانت الشرق الأوسط وجنوب آسيا وشمال وجنوب أفريقيا.

وعلى مستوى الفساد حلّت إسرائيل في مرتبة متأخرة عن الدول التي حلت في المراتب الأولى للاستطلاع، ما يعني أن السكان الإسرائيليين يلمسون فساد الحكم بدرجة عالية. في حين أنه على صعيد الضمان الاجتماعي حلّت إسرائيل في مرتبة متقدمة، وكذا الأمر بالنسبة لمعدل الأعمار. ففي مجال الضمان الاجتماعي ومعدل الأعمار حصلت إسرائيل على 267ر7 نقطة من أصل 10 نقاط.

والدولة التي يشعر فيها المواطنون بأنهم الأكثر سعادة هي الدانمارك، التي حصلت على 526ر7 نقطة من أصل 10 نقاط، وتليها سويسرا والنرويج وفنلندا وكندا وهولندا ونيوزلندا وأستراليا والسويد.

وكما ذكر فقد حلت إسرائيل في المرتبة الـ 11، والولايات المتحدة الأميركية في المرتبة 13، وألمانيا- 16، وبريطانيا - 23 وفرنسا- 32 واليابان- 53 وروسيا- 56 والصين- 83.
وكانت الدولة الأوروبية التي يشعر فيها المواطنون بأنهم الأكثر بؤسا هي بلغاريا، إذ حلت في المرتبة 129 من أصل 157 دولة.

أما الدول التي يشعر فيها المواطنون بأنهم الأكثر بؤسا فهي: بنين وأفغانستان وتوغو وسورية وبوروندي، والأخيرة هي الدولة الأكثر بؤسا.

المصطلحات المستخدمة:

الكنيست

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات