المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

أعلن الجيش الإسرائيلي أمس، الاثنين، أنه اكتشف قبل عشرة أيام "نفقا هجوميا" يمتد من داخل قطاع غزة إلى الأراضي الإسرائيلية.
وقال الجيش إنه منذ اكتشاف النفق عملت آليات هندسية عسكرية على استكشافه وهدمه من كلا جانبيه. وتحدثت أنباء في الأيام الماضية عن أن آليات عسكرية إسرائيلية توغلت في قطاع غزة.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر رفيع في جهاز الأمن الإسرائيلي قوله إن النفق اكتشف في منطقة تقع بين الشريط الحدودي ومعسكرات للجيش الإسرائيلي وبلدات إسرائيلية، وكان يبعد مسافة تتراوح ما بين مئات الأمتار إلى كيلومتر عن كيبوتس "حوليت". ولم يتمكن الجيش الإسرائيلي بعد من تحديد مسار النفق بشكل دقيق، لكن أفيد أنه يبدأ في الضواحي الجنوبية لمدينة غزة.
وبحسب الجيش الإسرائيلي تم حفر النفق على عمق كبير، ووصل هذا العمق في الأراضي الإسرائيلية إلى 30 مترا. وزار رئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، موقع النفق يوم الجمعة قبل الماضي.
وعقب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على اكتشاف النفق بالقول "حققت دولة إسرائيل في الأيام الأخيرة اختراقا عالميا في القدرة على اكتشاف الأنفاق. أهنئ رئيس الأركان والجيش والشاباك ورجال الاستخبارات وخبراء التكنولوجيا بمناسبة تحقيق هذا الاختراق النوعي. والحكومة تصرف أموالا طائلة من أجل إحباط تهديد الأنفاق. هذه جهود متواصلة لا تنتهي بين ليلة وضحاها ونحن نبذل جهودا على هذا الصعيد وسنواصل القيام بذلك بشكل يتحلى بالمثابرة والحزم. وسترد إسرائيل بقوة على أي محاولة تقوم بها حماس للاعتداء على جنودنا ومواطنينا. وإنني متأكد من أن حماس تدرك ذلك جيدا".

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، إنه "ليست لدينا أوهام حيال نوايا حماس. ومنذ الفترة التي سبقت حملة الجرف الصامد وخلالها وبعدها، خصصنا جهودا كثيرة، تكنولوجية واستخبارية وعملانية، من أجل اكتشاف أنفاق في قطاع غزة. واكتشفنا على مدار هذه السنوات أنفاقا كثيرة، ونواصل تركيز جهود كبيرة من أجل ذلك".

وتطرق نتنياهو خلال لقائه مع المراسلين السياسيين لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، إلى مواضيع أخرى، بينها الهبة الشعبية الفلسطينية، واعتبر أن بين أسباب اندلاعها "أقوال كاذبة ومتصاعدة في وسائل الإعلام العربية عشية الأعياد" اليهودية في نهاية أيلول الماضي "وكأننا نسعى إلى تغيير الوضع القائم في جبل الهيكل (الحرم القدسي)، والمس بالأقصى وبناء الهيكل. وهذا الكذب انتشر وأدى إلى تفجر موجة العنف هذه. وبعد ذلك جرت تغذيته بكذبة أخرى مفادها أنه يتم إعدام أولاد".

وقال نتنياهو إن الخطر الآن هو أن تنفجر الأوضاع مجددا. وتشير تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي إلى أن الهبة الفلسطينية قد تتصاعد مجددا بسبب السماح للمستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين باقتحام الحرم القدسي خلال عيد الفصح اليهودي في نهاية الأسبوع الحالي.

من ناحية أخرى قال نتنياهو "اليوم من الصعب جدا البدء بمفاوضات لأن أبو مازن يتحدث عن استعداده للمفاوضات ولكنه يتهرب منها بصورة منهجية. ولذلك فإن الحديث عن مبادرة سياسية يبدو لا طائل منه". وأضاف أنه في المقابل توسع إسرائيل علاقاتها السرية مع دول عربية.

وحول تسليم مصر جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، قال نتنياهو "إنني أؤمن أنه بواسطة العلاقات الإقليمية هذه بالإمكان إحراز تقدم في المحور الفلسطيني أيضا، ولكن سيكون الأمر صعبا جدا بترتيب معاكس".

وتطرق نتنياهو إلى المحادثات الإسرائيلية – التركية حول المصالحة بين الجانبين، فقال إن هذه المحادثات تتقدم. وحول مطلب رفع الحصار عن غزة، الذي طرحته تركيا كأحد شروط تسوية الخلافات مع إسرائيل، قال نتنياهو "إننا نحافظ على سياستنا الأمنية فيما يتعلق بقطاع غزة وهي لن تتغير". وأضاف أن إسرائيل طرحت أيضا مطالب من تركيا، في إشارة إلى مطلب إغلاق مكتب حماس في تركيا، وقال إنه "إذا تم الاتفاق على هذا الأمر فإني أعتقد أن بإمكاننا الإعلان عن استئناف العلاقات".

وفي رده على سؤال حول الجندي الإسرائيلي إليئور أزاريا، الذي أعدم الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في الخليل، الشهر الماضي، وقدمت ضده لائحة اتهام بالقتل غير العمد أمس، قال نتنياهو "أقترح أن ننتظر نتائج المحكمة".

وتعرض نتنياهو لانتقادات حول هذه القضية بسبب عدم إطلاقه تصريحات تدين الجندي، كالتي أطلقها يعلون وآيزنكوت وتعرضا من جرائها لحملة تحريض ضدهما من جانب اليمين المتطرف. وكان نتنياهو هاتف والد الجندي وحاول طمأنته

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات