المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

أعلنت جمعية "سيكوي" (الجمعية العربية اليهودية لدعم المساواة في إسرائيل) وبالتعاون مع موقع مجلة "العين السابعة" (هعاين هشبيعيت) وصندوق بيرل كتسنلسون، مؤخرًا، عن تدشين مشروع "مؤشر التمثيل".

وهو مشروع إعلامي جديد يعالج إقصاء المجتمع العربي من الإعلام الإسرائيلي، وسيتم ضمنه النشر أسبوعيا لمعطيات حول تمثيل المجتمع العربي في قنوات وبرامج التلفزة والإذاعة المركزية في إسرائيل.

وبمناسبة تدشين المشروع، تم نشر معطيات شمولية حول شهري كانون الثاني وشباط 2016، تبين مدى الصعوبة في إيجاد عرب لمحاورتهم في محطات التلفزة والإذاعة المركزية، وخاصة إيجاد متحدثين عرب تمت دعوتهم للتحدث في شؤون لا علاقة مباشرة لها بالمجتمع العربي (كقضايا الصراع القومي والعنف والإجرام وما شابه).

وأشارت هذه المعطيات إلى أنه على الرغم من كون المواطنين العرب يشكلون خُمس مواطني دولة إسرائيل، إلا أن نسبتهم بين عموم المحاوَرين الذين تتم استضافتهم في برامج وقنوات التلفزة والإذاعة تتراوح ما بين 2 - 3 بالمئة فقط!
وتبين المعطيات الحالية أن الصحافة الإسرائيلية تختار أن تتجاهل المجتمع العربي وتفضل بشكل عام تصويره بشكل سلبي أو نمطي، رغم ما يتسبب به ذلك من تأثير دراماتيكي سلبي على وجهة نظر الغالبية اليهودية تجاه الأقلية العربية ومكانتها في إسرائيل وخاصة في حالات التوتر الأمني.

من الجدير بالذكر أن شركة "يفعات" المختصة بالأبحاث الإعلامية هي التي تعمل على جمع المعطيات وتحليلها فيما يتم نشرها أسبوعيا في موقع "العين السابعة" المعني بقضايا الإعلام في إسرائيل. وتتناول المعطيات، محاورة الإعلام الإسرائيلي لمتحدثين عرب من مواطني إسرائيل، سواء كان ذلك الحوار يتم من خلال الاستضافة في الستوديو أو في الميدان أو من خلال إعداد التقارير الإخبارية.

ويتناول المؤشر بشكل خاص، قنوات التلفزة الإسرائيلية المركزية الثلاث الأولى والثانية والعاشرة، وكذلك محطتي الإذاعة المركزيتين "غالي تساهل" (إذاعة الجيش الإسرائيلي) و"ريشت بيت" (الإذاعة الإسرائيلية العامة) ويقارن فيما بينها بالإضافة إلى المقارنة ما بين البرامج الإخبارية المركزية في كل منها.

ووفقا لمعطيات المؤشر في شهري كانون الثاني وشباط المنصرمين من هذا العام، يتبين بأن نسبة المحاوَرين العرب الأسوأ كانت في "غالي تساهل"، إذ تبين بأن 8ر1 بالمئة فقط من المتحدثين معهم هم من العرب (107 حوارات مع متحدثين عرب مما مجموعه 5981)، وأما نسبتهم في القناة العاشرة فكانت 1ر2 بالمئة وفي القناة الثانية 3ر2 بالمئة، وأما النسبة الأعلى فكانت في القناة الأولى، وقد وصلت إلى 9ر2 بالمئة.

وتضمن المؤشر فحصا للمواضيع التي تم تناولها مع المتحدثين العرب، بهدف الاستيضاح إن كانت تتم استضافتهم فقط في مواضيع تصنّف على أنها ذات شأن عربي كالصراع الإسرائيلي الفلسطيني والعنف و"الإرهاب" وما شابه، أم أنه تتم محاورتهم أيضا كمختصين وأصحاب معرفة ومواقف في مختلف المجالات، وتبين هنا بأن كل قناة تقيم خلال الشهر الواحد نحو 3000 حوار، منها نحو 5 فقط مع متحدثين عرب، في شأن عام لا يتعلق بقضايا المجتمع العربي، مع ما يشير إليه ذلك من عدم اعتراف بما يكتنزه المجتمع العربي من خبرات في مختلف المجالات.

وتبين أيضا أن النواب العرب يحتلون نسبة لا بأس بها بين المحاوَرين العرب، فمعطيات شهري كانون الثاني وشباط في القناة الثانية تفيد بأن 40 بالمئة من الحوارات التي أديرت في القناة مع متحدثين عرب كانت مع نواب عرب، بينما تم إجراء 11 حوارا مع مختصين ومهنيين عرب فقط خلال هذين الشهرين، من أصل 5528!

ونظرًا لأهمية وشعبية البرامج الإخبارية وتأثيرها على الرأي العام، تقرر أن يتضمن المؤشر أيضا متابعة ومقارنة أسبوعية لنسبة العرب في البرامج المركزية. ويتبين من هذه المقارنة خلال الشهرين المنصرمين، أن النسب الأكبر تظهر في نشرات الأخبار اليومية وخاصة في نشرات أيام الجمعة المسائية، حيث تتراوح نسبة المتحدثين العرب ما بين 7- 8 بالمئة، إلا أن الفحص للعمق يبين أنه في أغلب الأحيان تتم استضافة المتحدثين العرب من خلال التقارير الميدانية ذات السياقات السلبية التي تتعلق إما بآفات يعاني منها المجتمع العربي وإما بالقضايا الأمنية، فيما يغيب المتحدثون العرب بشكل شبه تام في النشرات الإخبارية عن الحلقات الحوارية في الستوديوهات.

وإلى جانب النشرات الإخبارية، يبرز بشكل إيجابي برنامج "لندن وكيرشنباوم" الذي يبث في القناة العاشرة (3ر5 بالمئة من المحاوَرين عرب)، و"سيدر يوم" ("أجندة اليوم") مع كيرن نويباخ في "ريشت بيت" (1ر4 بالمئة)، و"ما بوعير" ("قضايا حارقة") مع رازي بركائي في "غالي تساهل" (8ر3 بالمئة). وفي المقابل فإن برامج "هموساف" ("الملحق") في القناة الأولى، و"همطيه همركزي" ("المقر المركزي") في القناة العاشرة، و"حدشوت ليلاه" ("أخبار الليل") في القناة الثانية، تبرز بشكل سلبي إذ إن تمثيل المتحدثين العرب لا يتجاوز 1 بالمئة فقط وهم في الغالب من النواب فقط.

وقال أمجد شبيطة، مدير الإعلام العربي في جمعية سيكوي، وعيدان رينج، مدير مشروع التمثيل الإعلامي في الجمعية: "إن المعطيات البائسة التي بينها المؤشر غير مفاجئة وتؤكد بأن كافة البرامج والقنوات تقريبا تعمل بشكل منهجي على إقصاء العرب، وهو ما يؤثر سلبا ليس على المجتمع العربي فحسب إنما على المجتمع الإسرائيلي برمته، نظرا لما يسببه هذا التغييب من تضييق آفاق الجمهور اليهودي ومعرفته بكل ما يتعلق بالمجتمع العربي وقضاياه."

ودعا شبيطة ورينج المحررين والإعلاميين إلى تحمل مسؤوليتهم عن وضع حد لهذه الظاهرة مؤكدين أن إقصاء العرب يساهم في تعزيز الآراء المسبقة والمواقف العنصرية!

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات