المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

تشير توقعات إسرائيلية إلى احتمال أن يقفز عدد السياح الداخلين في العام الجاري عن 4 ملايين سائح، ليكون ذروة غير مسبوقة في حجم السياحة. كما يستدل من تقرير مكتب الإحصاء المركزي، عن الأشهر الـ 9 الأولى من العام الجاري، أن هناك ارتفاعا متواصلا في عدد السياح لدوافع دينية. وفي المقابل قال تقرير آخر إن العام الجاري سجل ارتفاعا آخر في السياحة إلى الخارج.

وقال تقرير مكتب الإحصاء الإسرائيلي إنه في الأشهر الـ 9 من العام الجاري وصل إلى البلاد 1ر3 مليون سائح، من بينهم 181 ألف سائح ليوم واحد، بمعنى يدخلون ويخرجون في ذات اليوم. ما يعني أن نسبة السياحة ليوم واحد كانت أقل من نسبة 6%، بينما في سنوات سابقة كانت نسبتها تصل إلى ما يزيد عن 15%، ما يدل على ارتفاع حاد في أعداد سياح المبيت لعدة أيام.

وأحد أسباب تراجع أعداد سياح اليوم الواحد هو القلاقل في الشرق الأوسط، إذ أنه غالبا يكون هؤلاء على متن سفن تزور عدة دول. كما أن تراجع أعداد السياح من أوروبا إلى صحراء سيناء ساهم هو أيضا في تراجع أعداد هذه الشريحة من السياح.

وقد ظهرت مؤشرات ارتفاع أعداد السياح إلى البلاد منذ مطلع العام الجاري. فعلى سبيل المثال، سجلت السياحة في الثلث الأول من هذا العام ارتفاعا بنسبة 25%، مقارنة بذات الفترة من العام الماضي 2017، الذي سجل ذروة جديدة، بدخول 86ر3 مليون سائح، بدلا من تقرير سابق قال إن عدد السياح في 2017 كان في حدود 6ر3 مليون سائح. وكان ذلك زيادة بنسبة 26% عن العام 2016.

وكانت الذروة السابقة قد تم تسجيلها في العام 2010، حينما وصل إلى البلاد 4ر3 مليون سائح، ومن بعدها بدأ انهيار في أعداد السياح، بداية بسبب الأوضاع الإقليمية، التي انعكست سلبا على السياحة إلى البلاد، كون أن المجموعات السياحية الكبرى تنظم جولات لعدة دول في مسار سياحي واحد. ولاحقا بسبب الحرب على غزة في العام 2014، وتأثيرها امتد أيضا للعام 2015، الذي شهد هبّة فلسطينية في القدس والضفة المحتلتين.

وقال وزير السياحة الإسرائيلي، ياريف ليفين، إن السياحة دفقت على الاقتصاد الإسرائيلي في العام الماضي 20 مليار شيكل، وهو ما يقارب 55ر5 مليار دولار، وفق سعر الصرف الحالي (6ر3 شيكل للدولار).

ويقول تقرير مكتب الإحصاء الجديد، عن السياحة في الأشهر الـ 9 الأولى من هذا العام، إنه طرأت زيادة على عدد السياح الداخلين عن طريق البر، بمعنى عبر الحدود المصرية والأردنية، وبلغ عددهم 324 ألف سائح، زيادة بنسبة 20% عن ذات الفترة من العام الماضي. في حين أن 6ر2 مليون كان دخولهم عبر المطارات الجوية، والباقي عن طريق البحر.

ويقول التقرير إن المؤشرات الحاصلة منذ مطلع العام الجاري تدل على أنه سيسجل ذروة جديدة في أعداد السياح، إذا لم يطرأ حدث محلي أو إقليمي يوقف حركة السياح.

وأضاف التقرير أن حركة السياح هذا العام لم تكن مرتبطة بأي من مواسم السياحة، بل إن الزيادة كانت حاصلة في كل واحد من الأشهر التسعة، وإن كانت النسبة متفاوتة من شهر إلى آخر. وحسب تقارير سابقة، فإن السياحة التي تكون خارج المواسم السياحية، مثل الصيف وأشهر الأعياد، تكون عادة سياحة لدوافع دينية، تستغل هبوط أسعار الإقامة والطيران لزيارة الأماكن المقدسة.

وحول الدول والمناطق التي يأتي منها السياح، تبين أن 300 ألف سائح وصلوا من القارة الآسيوية، من بينهم حوالي 72 ألفا من الصين، وكانت تقارير سابقة قد تحدثت عن حملات إسرائيلية تسويقية لتشجيع السياحة من الصين. ووصل أكثر من 31 ألفا من كوريا الجنوبية، وقرابة 46 ألفا من الهند، وقرابة 13 ألفا من اليابان. كما وصل أكثر من 50 ألف سائح من الدول الأفريقية.

وقد وصل أكثر من نصف السياح، 6ر1 مليون سائح، من الدول الأوروبية، برزت من بينها أوكرانيا التي وصل منها قرابة 113 ألفا، وبريطانيا- حوالي 148 ألفا، وبولندا- 111 ألفا، ووصل من روسيا 240 ألفا، ومن فرنسا قرابة 235 ألفا.

كما كان عدد السياح من الولايات المتحدة الأميركية حوالي 620 ألفا، ونسبة عالية من هؤلاء هم من اليهود. ووصل حوالي 62 ألفا من كندا، وحوالي 23 ألفا من المكسيك. وبلغ عدد السياح من القارة الأميركية الجنوبية 93 ألفا، من بينهم 39 ألفا من البرازيل، و26 ألفا من الأرجنتين. كما وصل أكثر من 28 ألف سائح من استراليا، و3600 سائح من نيوزلندا.

ويعاني قطاع الفندقة الإسرائيلي من سلسلة قضايا، تجعله في وضعية منافسة صعبة، أمام المنافسة الحادة إقليميا وعالميا. وبشكل خاص بسبب النفقات العالية، التي من بينها لا مثيل لها في العالم، وثانيا، بسبب النقص في العاملين في خدمات الفنادق، التنظيف وتوضيب الغرف.

وحسب تقارير صادرة عن مسؤولين في قطاع الفنادق، فإن إسرائيل مدرجة في المرتبة 54 في لائحة البنك الدولي، في ما يتعلق بتسهيل إقامة المشاريع الاقتصادية. وهذا ينعكس أيضا على قطاع الفندقة. فمثلا كي تحقق الفنادق أرباحا، بمستوى الأرباح في أوروبا، عليها أن ترفع أسعار بنسبة 60%، إلا أن هذا يضرب القدرة على المنافسة، أكثر مما هو قائم. وحسب التقارير ذاتها، فإن الفنادق تصرف نسبة عالية جدا من مداخيلها على استيفاء شروط الحلال اليهودي، وعلى ضريبة المسقفات. في حين أن أسعار المواد الغذائية هي أعلى بضعفين ونصف الضعف من مستواها في أوروبا، ما يزيد من كلفة الفنادق.
ويقول صاحب إحدى أكبر شبكات الفنادق الإسرائيلية "فتال"، دافيد فتال، إن نقص الأيدي العاملة في مجال التنظيف وتوضيب الغرف في الفنادق هو بمستوى "مشكلة استراتيجية"، حسب تعبيره. وقال إنه من الأسهل أن تعثر على مهندس، من أن تجد عاملي غرف.

ارتفاع في السياحة الخارجة

في المقابل، قال تقرير آخر لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي إن عدد السياح إلى الخارج استمر في الارتفاع، في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام. ففي هذه الفترة، تم تسجيل 8ر6 مليون شخص من حملة الجنسية الإسرائيلية سافروا إلى الخارج. وهذا ارتفاع بنسبة 15% عن ذات الفترة من العام الماضي. وفي شهر أيلول وحده، تم تسجيل خروج 977 ألف شخص، من بينهم 883 ألفا عبر المطارات، وأكثر من 86 ألفا برا نحو صحراء سيناء، وقرابة 62 ألفا برا نحو الأردن، كما سافر في الشهر 8 آلاف عبر البحر.

ولوحظت في هذا العام عودة السياح العرب من فلسطينيي الداخل للسياحة في عمق صحراء سيناء، خاصة إلى منطقة شرم الشيخ، ولكن أيضا إلى منطقتي نويبع وذهب، بعد أن تراجعت بشكل حاد جدا سياحة فلسطينيي الداخل إلى جنوب صحراء سيناء، بفعل تدهور الأوضاع الأمنية.

وبعد سنوات عديدة، كان التحذير الإسرائيلي الرسمي للإسرائيليين من دخول صحراء سيناء في فترة الأعياد اليهودية، التي امتدت على مدار الأسابيع الثلاثة الأخيرة من شهر أيلول الماضي، أخف حدة عما كان في السنوات الماضية، ما ساهم في رفع كبير في أعداد السياح إلى صحراء سيناء في ذلك الشهر، إلا أن غالبية هؤلاء السياح بقيت في منطقة طابا الحدودية.

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات