على خلفية اللقاءات المخطط لها بين ارئيل شارون وابو مازن وجورج بوش، أجرت المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش الاسرائيلي استعداداتها انتظارا للأوامر بتفعيل خطة تطلق عليها اسم "كل شيء يتدفق" - ازالة القيود والعقبات العسكرية امام حركة تنقل الفلسطينيين من جنين شمالا وحتى الظاهرية في الجنوب، حتى وان لم تكن الحركة في الخط المستقيم والأقصر بين أي نقطتين. فمسافة السفر ستطول، وفي بعض المقاطع سيتم حرف مسار السفر الى محاور قروية جانبية، بغية الفصل بين حركة المركبات الفلسطينية وتلك الاسرائيلية. لكن حرية التنقل الداخلية ستكون في حدها الأقصى الممكن وستنطوي على خطر نقل الأسلحة، والمواد المتفجرة، والانتحاريين والمرشدين.
اظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "يديعوت احرونوت" (30/5) ان غالبية من الاسرائيليين (57%) تؤيد اقامة دولة فلسطينية كما تنص عليها "خارطة الطريق" التي صادقت عليها الحكومة الاسرائيلية الاسبوع الماضي بتحفظ.
الانشغال الهوسي بالسؤال "من هو أرئيل شارون" له ما يبرره: منذ دافيد بن غوريون، لم يكن في اسرائيل رئيس حكومة جمع بين يديه قوة سياسية كبيرة جدا كهذه. ومنذ دافيد بن غوريون، لم يكن في اسرائيل رئيس حكومة تطلب منه الحسم في قرارات مصيرية كهذه. ومنذ دافيد بن غوريون، لم يكن في اسرائيل شخص واحد يتعلق مصير دولة اليهود به شخصيا، كما هو الحال بالنسبة الى شخص ارئيل شارون الفرد.
تحيي اسرائيل، اليوم، ذكرى مرور 36 عاما على "احتلال فلسطين" في حرب الأيام الستة. احياء هذه الذكرى سيتم بمهرجان رسمي يقام في الموقع الذي اصبح يمثل احد الرموز الاساسية لهذا الاحتلال، "غفعات هتحموشت" (تلة الذخائر). الخطيب المركزي في المهرجان، ارئيل شارون، سيرتشف كأس الماء ليعلن، من ثم، تعهده - وربما يقسم اليمين، ايضا، كما فعل في السابق - بأن يكون مصير القدس مختلفا عن مصير بقية المناطق المحتلة: فهي، طبقا لهذا الخطاب، ستبقى موحدة تحت السيادة الاسرائيلية، الى ابد الآبدين.
على المدى البعيد، المعركة هي على الوعي، والكلمات هي التي ستنتصر. لا يمكن القول اننا نبني ونلتزم الصمت، فقط، واننا تخلينا كليا عن المعركة على الوعي. اننا نتكلم كثيرا جدا. لكن الخارطة تثبت ان اليسار قد انتصر، حاليا على الأقل، في المعركة على الوعي".
كتب: محمد دراغمة
يسود قلق واسع أوساط المعتقلين الإداريين الذين يزيد عددهم على الألف ومائة معتقل جراء قرار السلطات الأخير القاضي بأبعاد خمسة منهم إلى قطاع غزة لمدة عامين.
وما يزيد من قلق هؤلاء المعتقلين هو أن زملاؤهم الخمسة الذين صدرت بحقهم قرارات إبعاد لم توجه لهم تهم مغايرة تستوجب مثل هذا القرار.
الصفحة 557 من 610