موسوعة المصطلحات

مدار - بيديا موسوعة مصطلحات تحوي أكثر من 5000 مصطلح اسرائيلي

عبارة عن إطار تربوي ـ تعليمي منتشر في عدد من المدن والقرى في إسرائيل، يسعى إلى دمج التعليم النظري مع العملي، أي الصناعي. ويشمل التعليم النظري معظم مواد التعليم النظري في المدرسة العادية فوق الابتدائية، إضافة إلى منهاج تعليمي عملي ـ صناعي يشمل مواضيع مهنية مختلفة وكذلك مساقات تكنولوجية متقدمة. وتسير هذه المدارس وفق مناهج التعليم الرسمي المصادق عليه من قبل وزارة التربية والتعليم في إسرائيل. وينال خريج المدرسة الصناعية شهادة بجروت (توجيهي) موازية بالتمام لشهادة البجروت التي ينالها طالب يتعلم في المسار التعليمي العادي.

ويُطلق على الشهادة التي ينالها طالب المدرسة الصناعية "شهادة تأهيل مهني وتكنولوجية". ويستطيع الطالب الذي يحمل شهادة بهذا المستوى متابعة تعليمه في معاهد مهنية وتكنولوجية عالية وينال شهادة فني أو هندسي، وأن يتابع مساره التعليمي بعد ذلك لنيل شهادة مهندس في مجال مهني ما.

وهناك نوع خاص من المدرسة الصناعية في إسرائيل وهي المدرسة التي ترتبط باتفاقية خاصة مع مجموعة من المصانع والورش الصناعية والكراجات. يتعلم الطالب في المدرسة لعدة أيام (ثلاثة على الأغلب) ثم يلتحق بمكان العمل كالمصنع أو الورشة تحت إشراف المدرسة ووزارة العمل والرفاه الاجتماعي ووزارة التربية والتعليم، ويتقاضى أجرا معينا. معنى ذلك مساعدة الطالب على تأهيل ذاته مهنيا ورفع مستوى أدائه المهني عمليا خلال فترة التعلم والتدرب.

وأدخل هذا النظام في إسرائيل منذ مطلع الخمسينيات من القرن الماضي كمسار تربوي، إلى أن تمت عملية قوننة هذا المسار ضمن قانون الشبيبة لعام 1953 والقانون المصحح لعام 1973. وكانت البداية توفير مسار تعليمي مهني للطالب في إطار المدرسة مع تطبيقات عملية في ورشات المدرسة. ثم تم تنظيم التحاق الطالب بالمصنع أو الورشة خارج المدرسة. ولكن بفعل ضغط أولياء أمور الطلاب والتغييرات الحاصلة عامة في جهاز التربية والتعليم تم تحويل تدريجي في أداء المدرسة الصناعية لتصبح مدرسة تكنولوجية، يتقدم طلابها لنيل شهادة البجروت، كما اشرنا إلى ذلك أعلاه. ومن المتوقع أن تنقرض المدرسة الصناعية بشكلها الحالي في أعقاب التقليصات الحادة في وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية والتحولات في تجهيزات المصانع والورش الصناعية وغيرها، والقصد هنا التحول إلى مجال استخدام الحواسيب والروبوطات وغيرها من الآلات الاوتوماتيكية والاليكترونية، ما أستدعى إلى ترشيد التعليم الصناعي عامة في إسرائيل. ومن الملاحظ أن عملية تأهيل الطلاب ستنتقل إلى المصانع والورش الصناعية وغيرها من خلال عمل الطالب، وهو في هذه الحالة عامل، وإرساله على يد مشغله إلى دورات استكمالية للتعرف على آلة معينة أو للتدرب على استعمالها. معنى هذا أن مبادئ المدرسة الصناعية ستبقى على ما هي عليه، وما سيتغير هو جيل الطلاب، بحيث سيلتحقون بها بالغين للاستكمال في الأساس.