المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء، ارئيل شارون، وكبار وزرائه يستضيفون في القدس الغربية وزير الخارجية الاميركي كولن باول، اجتمع طاقم من المتحدثين والموظفين الاسرائيليين مع ضيف اقل شهرة: فرانك لونتس، وهو مستشار سياسي وخبير استطلاعات مرموق في معسكر الجمهوريين (الاميركيين) يقدم العون والمساعدة من حين الى اخر للدعاية الاسرائيلية في الولايات المتحدة.


هذا ما يرويه المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" الوف بن (12 ايار)، ويضيف: في هذه المرة جاء لونتس ليحذر من التراجع الخطير الذي طرأ على مكانة اسرائيل لدى الرأي العام الاميركي، في اعقاب الانتصار الاميركي في الحرب على العراق والاطاحة بنظام صدام حسين، وعشية رحلة رئيس الوزراء الاسرائيلي في زيارته الثامنة للقاء الرئيس جورج بوش في واشنطن.

وقد عرض لونتس امام مضيفيه تقييمه للوضع قائلا: "الغضب الاميركي على العالم العربي اخذ يتبدد، وكذلك الشعور بالتهديد. بدأ الاميركيون بالعودة للشعور بشكل طبيعي وبتوجيه اهتمامهم للشؤون الداخلية. اي شيء يعيد هذا الاهتمام مجددًا الى الاشرق الاوسط سينظر له كإزعاج".

واضاف لونتس: "هناك علاقة مباشرة بين ضعف الاحساس بالتهديد من جانب دول عربية متطرفة، والاحساس بالقلق والازعاج المتزايد جراء انعدام المرونة من جانب اسرائيل".

وقال لونتس ايضا ان الاغلبية في الولايات المتحدة تعتقد بأن طرفي النزاع لا يرغبان بالسلام. واضاف ان الاميركيين يرغبون بإنتهاء وتوقف هذا النزاع وقال: "انهم يريدون منكم – اي الاسرائيليين – التوصل الى سلام دون تأخير، ولا يعنيهم بصورة خاصة الاشياء التي يتعين عليكم التضحية بها من اجل ذلك".

وحذر لونتس من ان الاصرار على حقوق اسرائيل ومواقفها من شأنه فقط ان يضعف مكانة اسرائيل لدى الرأي العام الاميركي.

وقال ان "الاميركيين لا يريدون ولا يعنيهم الاستماع لحديث عن الديمقراطية والعدل في اسرائيل، ما يريدونه فقط هو معرفة متى ستقومون بتفكيك المستوطنات، ومتى ستنهون احتلالكم وتعترفون بالدولة الفلسطينية، ومعرفة متى سيتوقف الفلسطينيون عن اعمال العنف، ويوقفون تثقيف وتربية ابنائهم على كره اسرائيل. يريد الاميركيون الضغط على الطرفين كي يتوصلا الى اتفاق في اسرع وقت".

كولن باول تجنب من جهته التحدث بلهجة صريحة الى هذا الحد، كما انه لم يكن لديه سبب للاستياء من رئيس الوزراء (شارون) او للضغط عليه. في هذه المرة، وخلافا لزياراته السابقة للمنطقة، يغادر باول بشعور من حقق انجازاً: حيث سيجتمع شارون قريبا مع رئيس الوزراء الفلسطيني "ابو مازن"، اضافة الى ما وعدت به اسرائيل من القيام بلفتات حسن نية فورية تجاه الفلسطينيين.

جاء باول الى المنطقة بشكل اساسي بغية اظهار دعم الولايات المتحدة لـ ابي مازن ولوزيريه لشؤون الامن والمالية، محمد دحلان وسلام فياض. لم يكن النجاح مضمونا، فقبل بضعة ايام من الزيارة صرح مقربو شارون بأن باول لن يحصل على شيء من اسرائيل وان رئيس الوزراء سيؤجل لفتات حسن النية الى ما بعد لقائه المرتقب مع الرئيس الاميركي جورج بوش في الاسبوع المقبل. على اثر ذلك وجهت انتقادات شديدة اللهجة لشارون في مقال نشر في صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية، اتهم فيه شارون بالتسويف المتعمد.

هذه الرسالة فهمت جيدا في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي، وادت الى قرار بجعل زيارة باول تتكلل بالنجاح. وقد اعرب باول عن ارتياحه ممتدحا اسرائيل على خطوات حسن النية التي وعدت بها، مطالبا في الوقت نفسه من ابي مازن الشروع بتصفية ما وصفه بنى وقواعد الارهاب، واقترح تأجيل البحث في المسائل المستعصية، مثل المستوطنات، واللاجئين والقدس.

ومن المنتظر ان يتوجه شارون الاسبوع المقبل الى واشنطن بعد ان يلتقي مع ابي مازن ليعلنا عن استئناف التعاون الامني بين الجانبين. الاعلان عن استئناف الحوار والتنسيق، الى جانب مجموعة بوادر "حسن نية"، من شأنهما تأمين زيارة ومباحثات ناجحة بين شارون وبوش.

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات