المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

استطلاع "مؤشر السلام" لشهر تموز 2003:

اربعة من كل خمسة اسرائيليين يؤيدون بناء الجدار الفاصل

اظهرت معطيات استطلاع "مؤشر السلام" الشهري الاخير الذي يجريه شهرياً "مركز الدراسات من اجل السلام" في جامعة تل ابيب، ان الغالبية الساحقة من اليهود في اسرائيل (اربعة من كل خمسة اسرائيليين) يؤيدون بناء جدار الفصل - او "السياج الامني" بموجب القاموس الاسرائيلي – حول الضفة الغربية المحتلة.

وطبقا لنتائج الاستطلاع الذي اجري بين 28 و 30 تموز الفائت، كما اوردتها صحيفة "هآرتس" العبرية (الثلاثاء 5/8/2003) فقد اكد 80% من الاشخاص اليهود الذين شملهم الاستطلاع انهم يؤيدون بناء جدار فصل بين اسرائيل والفلسطينيين، بينما عارضه 15% في حين لم يبد 5% منهم رأياً. ورداً على سؤال حول ما اذا كان يجب مواصلة بناء جدار الفصل او التوقف عن اقامته في ضوء معارضة الادارة الاميركية، اكد 71% وجوب مواصلة اقامة الجدار، مقابل 19% طالبوا بالتوقف ولم تبد البقية رأياً. وكانت الاجابات على هذا السؤال قد انقسمت في إستطلاع الشهر السابق (حزيران) على النحو التالي: 64.5 % ايدوا مواصلة اقامة الجدار، بينما عارضه 23% ولم يبد 13% رأياً، وهو ما يعني ان تأثير المعارضة الاميركية لبناء الجدار على مواقف الجمهور اليهودي في اسرائيل قد ضعفت بالمقارنة مع الشهر السابق.

وتدل نسبة التأييد العالية لجدار الفصل على ان الاتفاق حول هذا الموضوع يتخطى حدود المعسكرات السياسية والحزبية، اذ تبين مقارنة بأن هناك اغلبية واضحة في الاحزاب الاسرائيلية السبعة الرئيسية للذين يؤيدون اقامة جدار الفصل (87,5% من اعضاء ومؤيدي حزب شينوي، 82% من مؤيدي حزب "العمل"، 80,5% الليكود، 70% شاس و المفدال، 69% الاتحاد الوطني اليميني و 63% ميريتس).

غير ان نسبة التأييد لاقامة جدار الفصل تتراجع الى 55,5% اذا ابقى مساره جزءاً من المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية "خارجه"، واذا شمل مسار الجدار "داخله" مناطق فلسطينية معينة فإن نسبة المؤيدين والمعارضين تتعادل تقريبا حسبما تظهر معطيات الاستطلاع.

ويبين تحليل للمواقف في هذه المسألة حسب التصويت الحزبي ان احزاب اليمين العلماني والديني منزعجة بشكل اساسي من مسار للجدار يبقي مستوطنات يهودية خارجه، ففي مثل هذه الظروف تكون نسب التأييد والمعارضة للجدار بين مصوتي الاحزاب على النحو التالي: حزب "الاتحاد الوطني" = 19% مؤيدون مقابل 69% معارضون، المفدال = 30% و 60% حسب نفس الترتيب السابق، شاس= 38% و 62%، ليكود = 51% و39% ، ميريتس = 55% و36%، شينوي 60% و 29%، العمل = 80% و15%.

وحول مسألة اطلاق سراح اسرى ومعتقلين فلسطينيين، اظهرت نتائج الاستطلاع ان الاسرائيليين اليهود الذين وجه لهم السؤال منقسمون تجاه هذه المسألة الى قسمين متساويين تقريبا، وان المعيار الاساسي الذين ينطلق منه الجمهور اليهودي في ابداء الموقف تجاه مسألة الافراج ليس معيار الانتماء التنظيمي - الفصائلي للمعتقلين وانما اذا كانت "ايديهم ملطخة بدماء يهودية" ام لا حسب التعبير الاسرائيلي بشأن معايير الافراج.

ويتضح من اجابات المشتركين في الاستطلاع ان 51% يوافقون على اطلاق سراح معتقلين ينتمون لحركة "فتح" شرط "الا تكون ايديهم ملطخة بالدماء" مقابل 38% يعارضون. ولم يوافق سوى 9% على اطلاق معتقلين ينتمون لـ "فتح" "توجد دماء على ايديهم". اما بالنسبة للمعتقلين الذين ينتمون الى الفصائل الاسلامية فقد وافق 45% على اطلاق "من لا توجد دماء على ايديهم"، مقابل 44,5% يعارضون في كل الاحوال اطلاق سراح معتقلين ينتمون لهذه الفصائل، وايد 8% الافراج عن معتقلين حتى لو "وجدت دماء على ايديهم".

ويبين تحليل للإجابات حسب التصويت الحزبي ان 82% من مصوتي ميرتس يؤيدون الافراج عن معتقلين من التنظيمات الاسلامية شرط "الا توجد دماء على ايديهم"، وعارض 4.5% كليا اي افراج عن معتقلين فيما ايد 14% من مصوتي ميرتس الافراج حتى عن معتقلين "توجد دماء على ايديهم". وكانت النسب المقابلة بين مصوتي " العمل" حسب الترتيب 67% ، 10% و 18%، شينوي = 53%، 38% و 8.5% الليكود = 46%، 48% و 3%، المفدال = 32%، 68% و

(0%)، الاتحاد الوطني = 12.5% ، 87.5% و (0%) شاس = 9.5% ، 86% و 5%.

وفيما يتعلق بنسبة التأييد لـ " الهدنة" اظهر الاستطلاع ان هناك ارتفاعا في نسبة الاسرائيليين اليهود الذين يؤيدون الهدنة اليوم (69%) مقارنة مع نسبة المؤيدين لها في استطلاع الشهر السابق (64%).

وقال 25.5% من المشمولين بالاستطلاع انه لم يكن يتعين على اسرائيل الانضمام الى "اتفاق الهدنة" التي كانت فصائل المقاومة الوطنية والاسلامية الفلسطينية قد التزمت بها من جانب واحد قبل اكثر من شهر.

وفيما بلغت نسبة الذين يعتقدون ان اسرائيل تفي بما عليها في الاتفاق 90%، بلغت نسبة الذين يعتقدون ذلك بالنسبة للجانب الفلسطيني 59% فقط.

وتقول "هآرتس" ان تأييد الاسرائيليين للهدنة يرتبط بالتقدير القائل ان الاستقبال الحار الذي حظي به رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) لدى زيارته لواشنطن قد عزز مركزه مقارنة مع مركز الرئيس عرفات (اذ اعرب 61% عن اعتقادهم ان مكانة ابو مازن تعززت مقابل 30% لا يعتقدون ذلك ولم يبد الباقون رأيًا) وأن تعزيز مكانة ابومازن سيسهم في دفع مفاوضات السلام قدما (63.5% يعتقدون ذلك مقابل 25% لا يعتقدون ذلك).

وكان هذا الاستطلاع قد اجري على عينة مكونة من 576 شخصا يمثلون السكان البالغين يهودًا وعربًا، في اسرائيل والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مع هامش خطأ بلغت نسبته 4.5% .

يشار الى ان المعطيات الواردة في هذا التقرير اقتصرت على نتائج اجابات المشتركين اليهود في الاستطلاع.

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, شينوي, الليكود

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات