المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

أعطى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون دفعة اخرى للتوتر السائد بين ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش ونظام الرئيس السوري بشار الاسد، عندما وصف الاخير، في مقابلة صحفية، انه "خطير وقدرته على تقييم الامور مضروبة".


وصرح شارون لصحيفة "يديعوت احرونوت" (15/4) ان الرئيس السوري بشار الاسد "خطير" لانه "قد يخطىء في تقييم قوة اسرائيل كما اخطأ حيال الاميركيين". وقال ان "بشار الاسد خطير لأنه قد يرتكب بشأن توازن القوى مع اسرائيل الخطأ نفسه الذي ارتكبه في ما يتعلق بالاميركيين ويملك قوة تنفذ اوامره هي حزب الله" اللبناني.

واضاف: "انه خطير لانه لا يتمتع بقدرة كافية على تقييم الامور وخلال الحرب في العراق اثبت انه غير قادر على استخلاص النتائج انطلاقاً من معطيات واضحة نسبيًا".

وتابع شارون ان "كل الذين فكروا (قبل الحرب في العراق) كان بامكانهم ان يدركوا ان العراق سيكون خاسرًا لكن الاسد رأى ان الولايات المتحدة ستخسر". "من هنا – يضيف شارون – امكن للاسد ان يرتكب نفس الخطأ فيما يخص اسرائيل".

واشار شارون الى ان اسرائيل تعرف ان دمشق منحت الملاذ لعدد من كبار النظام العراقي المنهار، وان معدات عراقية نقلت الى سورية عشية الحرب لاخفائها عن عيون القوات الامريكية.

ودعا شارون الولايات المتحدة لتفعيل ضغط سياسي واقتصاي ثقيل على سورية ومطالبتها بالالتزام بعد من المطالب، وبضمنها: "ابعاد تنظيمات الارهاب العاملة في دمشق، وابعاد حراس الثورة الايرانيين من لبنان ووقف التعاون مع ايران، والسماح لجيش لبنان بالانتشار على الحدود مع اسرائيل وابعاد حزب الله من الجنوب وتفكيك منظومة الصواريخ التي يمتلكها هناك".

وفيما تحث لندن وواشنطن دمشق على التعاون وعدم استقبال مسؤولين فارين من نظام صدام حسين، يبدو ان سورية تشكل في الوقت الراهن هدفا سياسيا اكثر مما هو عسكري للولايات المتحدة، كما يرى خبراء بريطانيون.

وتضم لائحة الاتهامات والانتقادات والشبهات التي تستهدف سوريا والمرتبطة بالنزاع في العراق، كما عددتها الحكومات الاميركية والبريطانية والاسرائيلية، ما يلي:

- ارسال متطوعين سوريين الى العراق ودول عربية اخرى لمقاتلة جنود التحالف الاميركي - البريطاني.

- الدعوة الى تنفيذ عمليات انتحارية ضد هذه القوات بالذات، وارسال معدات حربية (مناظير للرؤية الليلية) الى العراق.

- توفير الملجأ لقادة في نظام الرئيس صدام حسين المنهار.

- تخزين "الترسانة غير الشرعية" للعراقيين والتي لم تتمكن القوات الاميركية والبريطانية من العثور عليها حتى الان في العراق بالذات.

- توفير الملجأ لعلماء عراقيين صمموا برامج الابحاث والتطوير لاسلحة الدمار الشامل العائدة لنظام صدام حسين والذين يمكنهم الاسهام ببرامج مماثلة في سورية.

وهناك اتهامات وانتقادات اقدم من هذه بكثير ووجهت مجددًا الى سورية التي صنفتها وزارة الخارجية الاميركية منذ سنوات على انها "راعية للارهاب الدولي"، منها:

- تطوير اسلحة كيميائية وبيولوجية وصواريخ ارض- ارض.

- دعم حركتي حماس والجهاد الاسلامي الفلسطينيتين بالاضافة الى حزب الله اللبناني، وقد وصفت جميعها بانها "ارهابية" من قبل وزارة الخارجية الاميركية.

- احتلال لبنان

واشنطن تمد حربها سياسياً إلى سورية

ومنذ ان اتضحت الصورة النهائية لمستقبل النظام العراقي، اخذ المسؤولون الأميركيون، بمن فيهم الرئيس جورج بوش ووزيرا الخارجية والدفاع كولن باول ودونالد رامسفيلد، يصعدون من حملتهم السياسية والإعلامية ضد سورية، ويكررون اتهاماتهم لدمشق بدعم نظام صدام حسين قبل سقوطه، بالسلاح والمتطوعين، كما كرروا تحذيراتهم لدمشق لكي لا توفر الملجأ للقيادات العراقية، وتوقعاتهم لتنفيذ سورية لمطالبهم، وإن امتنعوا عن تحديد طبيعة الخطوات الإضافية التي يمكن ان يتخذوها ضد دمشق، اذا لم تتعاون معهم.

ولوحظ أن الإدارة لم تقصر اتهاماتها على الشأن العراقي، كما درجت عليه خلال الأيام القليلة الماضية، وإنما أعادت فتح ملفات قديمة منها مسألة "دعم الإرهاب" و"تطوير أسلحة دمار شامل"، كما استحدثت ملفاً جديداً حددته بـ "الاحتلال السوري للبنان".

وكان الرئيس الامريكي جورج بوش صرح خلال لقاء مع الصحافيين في البيت الابيض، رداً على سؤال حول احتمال تعرض سورية لضربة عسكرية أميركية، قال بوش "لا، على سورية ان تتعاون معنا. لقد اوضحت ذلك يوم الجمعة، وإذا دعت الحاجة سوف أكرر ذلك اليوم". وأضاف "على الحكومة السورية ان تتعاون مع الولايات المتحدة وشركائنا في الائتلاف وألا توفر الملجأ لأي بعثي أو أي مسؤول عسكري، أو أي شخص يجب أن يحاسب على مسؤولياته في عهد أسوأ الحكومات في التاريخ ..".

وتابع، رداً على سؤال حول العبر التي يجب ان تخرج بها الدول التي تملك أسلحة دمار شامل، أن على هذه الدول أن "تدرك أننا جادون بالنسبة لوقف انتشار أسلحة الدمار الشامل، وكل وضع يتطلب ردودا مختلفة.."، رافضا الإجابة المباشرة بشأن الخيار العسكري.

وأشار بوش في هذا السياق الى التقدم الذي يتم إحرازه دبلوماسياً في ما يتعلق بكوريا الشمالية. اضاف بوش انه يعتقد "بوجود أسلحة كيميائية في سورية على سبيل المثال"، وعاد إلى القول أن "كل وضع يتطلب ردوده الخاصة"، موضحا ان "الامور أولا بأول، نحن الآن في العراق والامر المتعلق بسورية، هو اننا نتوقع التعاون منهم، وأنا آمل اننا سنحصل على هذا التعاون". وحول ما اذا كان سيضع سورية على قائمة "محور الشر" قال بوش "سوف نتعامل مع كل وضع يبرز إلى السطح...".

لكن الاتهامات بإيواء مسؤولين عراقيين اتسمت ببعض التناقض، حيث كان هناك تباين في مواقف باول ورامسفيلد حول هذه المسألة. فبينما قال باول في مقابلة مع شبكة (بي بي سي) البريطانية، انه سيكون "من غير الحكمة... اذا اصبحت سورية فجأة ملجأ لهؤلاء الناس الذين يحاولون الهرب من بغداد، والذين يجب ان يحاكموا.."، أي انه لم يجزم بوجودهم في سورية، أكد الوزير رامسفيلد وجود قياديين عراقيين في سورية قائلا "لا شك بحدوث ذلك، بالتأكيد". وتابع رامسفيلد ان بعض القياديين العراقيين "ذهبوا الى سورية وبقوا هناك، وبعضهم هرب من العراق الى سورية وغادروها الى دول اخرى".

وقال باول في حديث بثه برنامج "بريكفاست وذ فروست" الذي يذيعه تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي . بي . سي)، إن " سورية مصدر قلق (لواشنطن) منذ فترة طويلة. لقد اعتبرنا سورية لسنوات، كدولة راعية للإرهاب وناقشنا هذا الامر مع السوريين في مناسبات كثيرة". وتابع "نشعر بالقلق من أن تكون مواد قد تدفقت عبر سورية على النظام العراقي عبر السنين. إننا نوضح هذه النقطة للسوريين بطريقة مباشرة للغاية. ونأمل في أن يتجاوب السوريون وفقا لذلك".

واتسمت اتهامات رامسفيلد لسورية بالحدة، حيث وضعها في خانة "الديكتاتوريات" في العالم واتهمها بـ "احتلال" لبنان بالإضافة الى دعم الارهاب، وإرسال المتطوعين الى العراق، مشيرا الى انها تدفع الآن ثمناً لذلك. وقال رامسفيلد في مقابلة مع شبكة التلفزيون (أن بي سي) ان معظم المتطوعين الذين ذهبوا الى العراق كانوا من سوريا"، وقال "رأيناهم وهم يدخلون، وكانوا يجلبونهم بالحافلات، وأرجعناهم".

وفي مقابلة مع شبكة (سي بي أس) اشار رامسفيلد الى اكتشاف "مئات الآلاف من الدولارات ومناشير تقول انه ستتم مكافأة من يقتل الاميركيين"، مشيرا الى ان صدام حسين كان يكافئ ماليا الذين يفجرون الأماكن العامة في اسرائيل. وحول ما اذا كانت سورية ستدفع ثمنا لهذه النشاطات، اجاب رامسفيلد "بالتأكيد هم يدفعون الثمن الآن. اذا فكرت بالأمر من في العالم يريد ان يستثمر في سورية. من يريد الذهاب كسائح الى سورية. برأيي، الحكومة هناك ترتكب الكثير من الأخطاء السيئة، والأحكام الخاطئة".

واتهم رامسفيلد سورية بالتعاون مع "اشخاص سيئين"، معتبرا ان ذلك "يضر بالشعب السوري، لأن الناس العقلانيين لا يريدون علاقات مع دولة موجودة على قائمة الدول الارهابية، ولا يريدون ارتباطات مع دولة لها علاقات مع حزب الله، وتنقل الارهابيين والمعدات والمتفجرات الى سهل البقاع اللبناني، ولا يريدون علاقات مع دولة لا تزال تحتل دولة مجاورة، هي لبنان".

وحول احتمال اتخاذ اجراءات اضافية ضد سورية، قال رامسفيلد ان هذا الامر يتوقف على الرئيس بوش والدولة الاميركية ككل وليس على وزير الدفاع. وحول احتمال لجوء صدام حسين الى سورية اذا كان لا يزال على قيد الحياة قال رامسفيلد "عندها تكون سورية قد ارتكبت خطأ أكبر"، وامتنع عن الاجابة على سؤال لاحق حول الرد الاميركي، قائلا "آخر ما اريد ان افعله هو مناقشة ذلك".

وفي مقابلته مع شبكة (أن بي سي) قال رامسفيلد ان القوات الاميركية عثرت على مناظير ليلية مثل تلك التي اتهمت سورية بتزويدها للعراق، وكرر اتهام دمشق بالتعاون مع ايران في تسليح "حزب الله عبر دمشق، ثم بيروت التي لا يزالون يحتلونها، أي سورية تحتل لبنان، ومن ثم في اتجاه اسرائيل. هذا هو الطريق عبر سهل البقاع. سورية هي راع نشيط جداً للإرهاب". وكرر رامسفيلد القول ان الموقف الاميركي النهائي من سورية متروك للرئيس بوش "لأنه جزء من السياسية الوطنية العامة، أنا اشارك في ذلك ولكنني بالتأكيد لست من يقرر".

وحول ما اذا كانت سورية تجازف بمصير حكومتها، اعطى رامسفيلد جواباً طويلا تطرق فيه بشكل عام الى ما اسماه "مأزق الديكتاتوريات" في العالم، قائلا "الى حد بعيد انت تعّرف بمن هم اصدقاؤك... أنا لا افهم كيف يمكن لدولة ان تتخلى عن الفرص الاقتصادية التي تأتي من خلال التعاون مع المجتمع الدولي... لماذا يريدون العيش هكذا، ولماذا يفكرون ان الشيء الوحيد الذي يصون ديكتاتورياتهم هو قمع الناس وحرمانهم من ثمار التعاون الاقتصادي مع العالم؟ هذا مؤسف. لا اعرف ما يدفعهم لذلك، باستثناء صيانة النظام....".

وكانت مصادر في الكونغرس قد ذكرت انه اذا لم تعثر القوات الاميركية على اسلحة دمار شامل في العراق فان ذلك سيحرجها جدا، الامر الذي قد يؤدي الى اعتماد واشنطن الاتهامات والادعاءات الاسرائيلية القائلة بان العراق قد ارسل قبل الحرب مثل هذه الاسلحة مع الخبراء الى سورية. واضافت المصادر ان في هذه الحالة لن يكون من المستغرب ان تطلب واشنطن ارسال مفتشين أميركيين او دوليين الى سورية للتحقق من ذلك.

وعلى الرغم من هذا التصعيد ضد سورية، الا ان الرأي السائد في اوساط المحللين هو ان واشنطن ستجد صعوبة بالغة في اقناع الرأي العام الاميركي، ناهيك بالرأي العام العالمي، بان سورية تشكل "خطرا مباشرا وواضحا" كما نجحت مع العراق لاسباب عديدة، من بينها غياب أي غطاء دولي او قانوني (مثل قرارات مجلس الامن المتعلقة بالعراق)، بالاضافة الى معارضة اوروبية واسعة، بما في ذلك من بريطانيا.

ومع ذلك فان المحللين والمراقبين يشيرون الى ان الحملة الراهنة ضد دمشق تذكرهم كثيرا بالحملة السياسية والاعلامية والنفسية التي بدأت ادارة الرئيس بوش بشنها ضد العراق في اعقاب هجمات أيلول 2001، وخصوصا لجهة ربط خطر اسلحة الدمار الشامل بالارهاب. وتوافق مصادر في الحكومة وفي الكونغرس على ان الولايات المتحدة لن تجازف باستخدام القوة العسكرية المباشرة ضد سورية، ولكن ذلك لا يعني انها تفتقر الى وسائل ضغط عديدة من سياسية واقتصادية ودبلوماسية، وحتى ضغوط عسكرية من مصادر غير اميركية مثل اسرائيل.

كما يتوقع الاميركيون ان تشعر سورية بعد سقوط نظام صدام حسين "بأن ظهرها لم يعد محميا"، انها معرضة لضغوط من الوراء، من العراق الذي تمسك به واشنطن الآن. كما ان هذه المصادر لم تستبعد ان تتعرض لضغوط من لبنان، وخاصة في ضوء محاولة احياء "قانون محاسبة سورية " في الكونغرس، الذي يتبين من صيغته المعدلة، انه اصبح أقسى اليوم مما كان عليه عند طرحه بصيغته الاولى في السنة الماضية.

وتأتي هذه الاتهامات والتحذيرات الى سورية في وقت تتحدث فيه تقارير صحافية عن ان سورية هي الدولة الثانية بعد العراق على قائمة الدول التي تعتزم الولايات المتحدة معاقبتها. ونسبت صحيفة "الابزورفر" البريطانية الى مصادر أميركية رسمية قولها ان واشنطن وعدت اسرائيل بضرب حزب الله في سياق "الحرب على الارهاب" في خطوة قد تهدد بتوجيه ضربات عسكرية ضد سورية، وفقا للصحيفة، اذا ابدت حكومة ارييل شارون مرونة في المساعي الهادفة لاحياء المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.

وقالت الصحيفة ان واشنطن وعدت اسرائيل في اطار اقناع اسرائيل بدعم تسوية سياسية مقبلة مع الفلسطينيين، بالقيام "بكل عمل مؤثر لقطع الدعم السوري لحزب الله" بما في ذلك توجيه ضربة عسكرية اذا دعت الضرورة.

واعلن الجنرال عاموس جلعاد الذي يشغل منصب "الشارح القومي" في كل ما يتصل بالحرب في العراق، "ان سورية تدير لعبة ارهابية مزدوجة وتشكل مركزا عالميا للارهاب". ونقلت الصحافة عنه القول ان "على الرئيس السوري ان يفهم انه سيخسر هذه اللعبة كما اثبتت الحرب في العراق".

وكان وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز قد اتهم سورية بتسهيل خروج من اسماهم "المخربين" من اراضيها لتنفيذ عمليات في العراق ضد الجيش الاميركي. وقال ان الولايات المتحدة اخرجت "البطاقة الصفراء" لسورية لانها سمحت بلجوء عدد من المسؤولين العراقيين الى اراضيها.

خبراء: سورية هدف سياسي أكثر مما هو عسكري

وعلى رغم التصعيد في الحملة الامريكية – الاسرائيلية على دمشق، تؤكد بريطانيا ان سورية ليست الهدف المقبل للولايات المتحدة وانه لا "يوجد تخطيط عسكري" في هذا الاتجاه، مؤكدة مرة جديدة رغبتها في "الحفاظ على الحوار، في هذه المرحلة" مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وتتهم الولايات المتحدة سورية بايواء مسؤولين كبار من النظام العراقي وتشتبه في انها تملك اسلحة كيميائية. وذكر وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد بان سوريين توجهوا الى العراق للقتال الى جانب الجيش العراقي.

ورأى الباحث في المعهد الملكي للدراسات الدفاعية في لندن دانيال نيب ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش غير راغبة على الارجح في شن حرب ضد دولة اخرى.

واشار في هذا الصدد الى المعارضة للحرب في كافة انحاء العالم والانتقادات ضد واشنطن التي تمنع الامم المتحدة من لعب دور اساسي في العراق والمصاعب العسكرية وتشكيل سلطة انتقالية معتبرا انها "اسباب اكثر من كافية لثنيها عن مهاجمة دولة اخرى".

من جهته اعتبر توبي دودج الجامعي المتخصص في شؤون الشرق الاوسط، ان المسؤولين السوريين "سيكونون اما انتحاريين او ساذجين ليدعوا شخصيات عراقية تدخل اراضيهم فيما هم يعلمون انهم في مرمى مدفعية دونالد رامسفلد". واضاف انه على العكس يرى النظام السوري "اكثر دهاء وذكاء".

واكد وليام هوبكنسون الخبير في المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن ان الاولوية الاميركية اصبحت الان لارساء الاستقرار في العراق معتبرا ان تدخلا عسكريا ضد سورية سيؤدي الى "رد فعل عنيف فعلا من قبل دول مسلمة وذلك سيكون مفهوما".

ويؤيد هوبكنسون تحليل توبي دودج مؤكدا ان سورية تملك اساسا اسلحة دمار شامل. ويقول: "ذلك معروف منذ فترة طويلة، ان جارتها اسرائيل تملك اسلحة دمار شامل وبالتالي لسورية دوافع جيدة لامتلاكها لاسباب تتعلق بالامن القومي لا سيما حين تكون هذه الجارة تحتل قسما من اراضيها".

من جهته عبر مايكل كلارك الباحث في معهد السياسة الدولية عن اعتقاده بان الولايات المتحدة تسعى الى "تحديد ضوابط لسورية، وتريد ان تعتمد سورية موقفا واضحا" عندها سيكون بالامكان التوصل الى الصفقة التالية: "اذا توقفت سورية عن دعم حزب الله الشيعي اللبناني فان اسرائيل يمكن في المقابل ان تقدم تنازلات في اطار عملية السلام في الشرق الاوسط".

واكد كلارك ان حزب الله والتهديد الذي يشكله على اسرائيل هو مصدر القلق الرئيسي لدى واشنطن بخصوص سورية، لا سيما وان دمشق تعاونت في "حملة مكافحة الارهاب" التي تخوضها الولايات المتحدة.

ويقول وليام هوبكنسون انه "لا يمكن اعتبار هذا النظام نظاما معاديا. بالتاكيد هناك تساؤلات لكن ذلك يشابه ما يحصل بالنسبة في دول المنطقة".

واضاف ان الرئيس السوري بشار الاسد "يبدو مصمما على ادخال تغييرات ايجابية على بلاده، "لكن حتى الان لم يتسن له الوقت لاجراء تغييرات على النظام".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات