المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

بعد أن تمركز أعضاء الكنيست السادسة عشرة في مكاتبهم وضُمّوا إلى اللجان البرلمانية المختلفة، فإنهم يهجمون على اللوبيهات (جمع "لوبي" وهي مجموعة ضغط في الكنيست) البرلمانية؛ هذه اللوبيهات تمكّنهم من المبادرة لتشريع يكون في صالح الأسواط المقربة ومن دفع شؤونهم بطرق إضافية، ومن مناطحة الحكومة، والظهرو في الاعلام، ومن تحصيل الفوائد في أوساط الناخبين.


قوة هذه اللوبيهات غير قليلة، ولذلك، يجري التنافس في بعض الأحيان على رئاستها، عشية تشكيلها في الكنيست. وهكذا، تنافس على رئاسة اللوبي الاجتماعي هذا الأسبوع أعضاء كنيست من "شاس" و"عام إحاد"؛ وحتى "الليكود" كاد أن ينضم إلى المنافسة.

رئيس كتلة "شاس"، عضو الكنيست يئير بيرتس، معني جدًا بالمنصب. بهذه الطريقة سيكون بإمكان "شاس"، التي اضطرت لمفارقة الحكم والانتقال إلى صفوف المعارضة، أن تهاجم الخطوات الحكومية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. مقابل ذلك، يعمل رئيس الهستدروت، عضو الكنيست عمير بيرتس ("عام إحاد") على إنتخاب عضو الكنيست دافيد طال، من حزبه، رئيسًا للوبي.

"طال هو واحد من أعضاء الكنيست الأكثر ملاءمة للمنصب، وبإمكانه توحيد القوى وتفعيل اللوبي من أجل الضعفاء"، يقول عمير بيرتس. "وهو ينوي المبادرة، عن طريق اللوبي، لسن قاون أساس: الحقوق الاجتماعية".

وقد شغل دافيد طال، في الكنيست السابقة، منصب رئيس لجنة العمل والرفاه، ودفع قوانين إجتماعية، وأحيانًا ضد موقف الحكومة. "من الجدير وضع شخص ذي ماضٍ من العمل الاجتماعي في الكنيست، على رأس اللوبي"، يقول. ومع ذلك، فإن طال، صديق يئير بيرتس، مستعد للتنازل. "لو رغب يئير بتولي المنصب بشدة - فليأخذه. المهم هو جمع القوى من أجل الهدف المشترك".

في الكنيست أيضًا يقدّرون أن يئير بيرتس سيتولى رئاسة اللوبي الاجتماعي في النهاية. ومؤخرًا، جنّد دعم 25 عضو كنيست، الذين أعلنوا عن إستعدادهم للاندماج في نشاط اللوبي تحت رئاسته.

وينوي يئير بيرتس توسيع مجالات عمل اللوبي، وضم النشاطات من أجل السلطات المحلية وبلدات التطوي إليها، في ضوء التقليصات المتكررة في ميزانياتها. "لست متأكدًا من أن وزارة الداخلية تبدي حساسية خاصة للمشاكل في مناطق التطوير والسلطات المحلية، ولذلك سنساعدها"، يقول. كذلك ينوي بيرتس دمج مختصين من الأكاديمية ومن سلطات الرفاه، إلى عمل اللوبي. وهو يخطط لعقد الجلسة الأولى للوبي في مقر الرئيس الاسرائيلي، موشيه قصّاب.

والمهمة الملحة التي تواجه اللوبي هي الدفاع عن الطبقات المسحوقة من الخطة الاقتصادية الجديدة التي تتشكل في وزارة المالية. وفي هذا الاطار، ومن ضمن الأمور التي يُفكر بها، الإقتراحات لإلغاء قانون العائلات كثيرة الأولاد وفصل الآلاف من موظفي الدولة. وينوي أعضاء الكنيست في اللوبي أن يصعبوا الحياة على الحكومة، من خلال نضالهم ضد الخطة الجديدة.

وفي "الليكود" ينظرون بقلق إلى الطابع المتشكل للوبي الاجتماعي، ولكنهم يأملون في أن ينجح الائتلاف في إبطال معارضة هذا اللوبي للخطة الاقتصادية. وقالت جهات في "الليكود" إن على الحزب بنفسه أن يبادر لتفعيل اللوبي، بعد منح "المفدال" وزارة الرفاه ورئاسة لجنة العمل والرفاه. والمرشح الطبيعي لهذا الموضوع من "الليكود" هو عضو الكنيست حاييم كاتس.

ولكن، وعلى الرغم من الرغبة في أن يبدو "الليكود" حزبًا إجتماعيًا، فإنه لا يشمر كما يجب عن ساعديه في هذا المجال، ويبدو أنه لن يفعّل اللوبي. وحتى الآن، لا ينجح "الليكود" في شغل المقاعد الأربعة التي خُصصت له في لجنة العمل والرفاه. ثلاثة أعضاء كنيست فقط في الكتلة إستجابوا لعضوية اللجنة: حاييم كاتس، عنبال غفريئيلي وموشيه كحلون. ما تبقى من الأعضاء في الكتلة فضلوا الحصول على مقاعد في لجان أكثرَ رفعةً.

* اللوبي الزراعي حصل على الامدادات

كما تقوّى لوبي آخر قوي، هو لوبي المزارعين، في الكنيست الـ 16: سيضم اللوبي على ما يبدو 10 أعضاء مقابل 8 أعضاء في الكنيست السابقة. 6 من هؤلاء أعضاء قدامى في اللوبي سيستمرون في النشاط فيه: أفشالوم فيلان ("ميرتس") من كيبوتس "نغبا"، عضو الكنيست شالوم سمحون ("العمل") من موشاف "إيفن مناحيم"، عضو الكنيست يتسحاق فكنين ("شاس") من موشاف "يعراه"، عضو الكنيست أوري أريئيل ("هئيحود هليئومي") من "كفار أدوميم"، عضو الكنيست أوريت نوكيد ("العمل") من كيبوتس "غاعش" وأيضًا نائب وزيرة التربية، عضو الكنيست تسفي هندل ("هئيحود هليئومي") الذي يسكن في منطقة "غوش قطيف" الاستيطانية في قطاع غزة. وانضم إلى الكنيست أربعة مزارعين جدد: عمري شارون ("الليكود") من "مزرعة الجمّيز"، إيهود ياتوم ("الليكود") من "كفار فيتكين"، حاييم أورون ("ميرتس") من كيبوتس "لاهف" ويتسحاق ليفي ("المفدال") من "كفار ميمون".

وينوي اللوبي الزراعي أيضًا العمل على إبطال إقتراح حكومي. وقد أعلن رئيس اللوبي، فيلان، عن نيته عقد جلسة طارئة للأعضاء، في أسرع ما يمكن. في سلم البحث: مكافحة الفكرة المطروحة في المالية، في إطار الخطة الاقتصادية الجديدة، لفرض ضريبة القيمة المضافة على الفواكه والخضرَوات. في بداية التسعينيات نجح اللوبي برئاسة بيسح غروبر عندها، في إحباط هذا الاقتراح. وينوون في اللوبي الزراعي هذه المرة أيضًا، منع الموافقة على هذه الفكرة فيما لو حُوّلت إلى لجنة المالية.

ويقول سمحون، الذي شغل منصب وزير الزراعة إلى ما قبل أربعة أشهر، إنه بالاضافة إلى ذلك فإن اللوبي سيعمل، من ضمن الأمور العديدة، على تطبيق قرار بلورة حقوق المزارعين على الأرض، والذي سيُطرح على الكنيست؛ وعلى تحديد أسعار المياه للمزارعين؛ وتحديد كمية المياه التي ستُخصص لهذا الوسط؛ ومنع تقليص عميق في ميزانية وزارة الزراعة.

ويقدرون في اللوبي الزراعي أن أعضاءه سينجحون في دفع شؤونهم، ليس في الكنيست فقط، وإنما في الحكومة أيضًا: فوزير البناء والإسكان ايفي أيتام يعيش في "موشاف نوب"، ووزير الزراعة الجديد عضو الكنيست يسرائيل كاتس كان عضوًا في اللوبي الزراعي في ولاياته السابقة؛ ويأمل أعضاء اللوبي ألا ينسى كاتس المبادئ التي عمل من أجلها عندما كان عضو كنيست.

* أصحاب المصالح يهجمون على أعضاء الكنيست

بموازاة ذلك، يزداد نشاط المؤثرين على اللوبيهات ("اللوبيستيم"). وهؤلاء هم أصحاب مصالح -شركات تجارية وتنظيمات كبيرة- تتساعد بـ "اللوبيستيم" من أجل دفع شؤونهم في البرلمان والحكومة، عن طريق أعضاء الكنيست. وواحد من الأهداف المركزية لـ "اللوبيستيم" في الفترة الأخيرة، مع أنه ليس الوحيد، هم الأعضاء الجدد.

وهكذا، أجرت منظمة الفنادق، بواسطة مكتب "غلعاد" للإستشارة في علاقات الحكم واللوبي، برئاسة أمير غلعاد، في الأسبوع الماضي، لقاءً بين رؤسائها وبين أعضاء الكنيست الجدد. وهذا جرى كما يبدو على خلفية النية لعقد دورة إضافية في الكنيست للتباحث في موضوع الدعم لهذا الفرع. وقد أجرت نقابة مدققي الحسابات، بواسطة مكتب "غلعاد"، يومًأ دراسيًا للمساعدين البرلمانيين.

ويعمل غلعاد أيضًا على عقد يوم دراسي لأعضاء الكنيست الذين يعالجون المواضيع الاقتصادية، وينوي إقامة لجنة للمساعدين البرلمانيين لهؤلاء الأعضاء. كما يحاول تنظيم "مكاتب الإتّجار"، بواسطة "غلعاد"، إعادة إقامة المركز من أجل تخفيض ضرائب الشراء، وذلك بهدف إقناع أعضاء الكنيست – وعن طريقهم إقناع وزير المالية، بنيامين نتنياهو - بضرورة هذه الخطوة.

وتعمل شركة "شيمن"، بواسطة مكتب "غلعاد"، على محاولة لبلورة إقتراح قانون خاص، ينص على فرض ضريبة ثابتة على إستيراد الزيوت وخلاصات البذور النباتية. وفي الشهر الأخير سينتهي سريان الأمر الخاص بهذه الضريبة. ويعارض هذه الضريبة صناعيو الغذاء، الذين يستخدمون الزيوت والخلاصات كمواد خام لمنتوجاتهم.

وتتساعد نقابة المحامين بخدمات مكتب برئاسة بوريس كرسني. وهي تنظم بواسطته يومًا دراسيًا للمساعدين البرلمانيين في الشؤون التشريعية. ويعمل "تسيفت"، وهو تنظيم متقاعدي الجيش الاسرائيلي، بمساعدة ممثلي المكتب أعلاه، أليميليخ رام وتساحي ساميا، من أجل إقناع أعضاء الكنيست بدعم إقتراح قانون، ينص على عدم شطب ثلث مخصصات التقاعد للمتحرر من الجيش الذي يُقبل للعمل في القطاع العام.

في ضوء هذا النشاط المكثف، من المتوقع أن تنظر لجنة الكنيست ثانية في قواعد عمل "اللوبيستيم". وقبل حوالي سنة أقيمت لجنة فرعية تابعة للجنة الكنيست لتوضيح هذه القواعد وتوسيعها، برئاسة عضو الكنيست يهوديت نؤوت ("شينوي")، لكن ونتيجة لتبكير موعد الانتخابات، لم تملك الوقت الكافي لتقديم توصياتها.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات