المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

تتفق تقديرات غالبية الجهات الامنية والاستخبارية الاسرائيلية مع الرأي القائل إن الهجوم المتوقع على العراق سيؤدي الى انعطافة بعيدة الأثر في الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني ايضاً. هكذا يلخص الوف بن المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" (2 آذار) الموقف السياسي العام في اسرائيل حيال التطورات الاخيرة في الشرق الأوسط.
لكن الوسط السياسي الاسرائيلي تلقى مؤخراً تقديرات مغايرة من جهاز الأمن العام "شين بيت" ترى انه لا توجد صلة مباشرة بين الاحداث في العراق والسلطة الفلسطينية. <الحلبة العراقية بعيدة والفلسطينيون غارقون بأنفسهم – يقولون - وحتى لو انهارت سلطة صدام سريعاً، وتورطت الولايات المتحدة في "الوحل العراقي"، فلن تحدث تغييرات دراماتيكية في السلطة الفلسطينية>.

وكتب المراسل المذكور ان قائد الاركان العسكرية الاسرائيلية العامة الجنرال موشيه يعلون ومنسق اعمال الاحتلال في الاراضي الفلسطينية عاموس جلعاد والمستشار لشؤون الامن القومي افرايم هليفي يعتقدون بأن سنة 2003 ستكون "سنة الحسم" في الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. وأضاف ان هؤلاء المسؤولين يرون أن <الهزة الاقليمية التي سيحدثها إسقاط صدام حسين في العراق ستنتظم مع الضغوط الداخلية لتغيير المجتمع الفلسطيني، وستؤدي الى تنحية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن الحكم. وبذلك ستشق الطريق مجدداً امام العملية السياسية التي يعترضها عرفات اليوم>.

ويقول بن ان الوسط السياسي الاسرائيلي تلقى تقديرات مغايرة من جهاز الامن الاسرائيلي العام تنفي وجود صلة مباشرة بين الاحداث في العراق ومناطق السلطة الوطنية الفلسطينية" <..باستثناء ايران، المتورطة حتى اذنيها في تشجيع "الارهاب الفلسطيني"، فان التدخل العراقي معدوم. وحتى لو انهار نظام صدام سريعاً، وتورطت الولايات المتحدة في <الوحل العراقي>، فلن تشهد السلطة الفلسطينية تغييرات دراماتيكية>.

ويتفق جهاز <شين بيت> مع الجهات الامنية الاخرى على <أن الرئيس ياسر عرفات "هو جذر المشكلة". فعلى رغم انه فقد رصيده على الساحة الدولية، وعلى رغم عزلته في المقاطعة في رام الله، ما زال عرفات ممسكاً بالمفاتيح بيده>.

وكانت القناة التلفزيونية الثانية ذكرت اواخر الاسبوع ان رئيس الحكومة الاسرائيلية ارئيل شارون يوافق اليوم على موقف اجهزة الامن الذي يرى أنه <لا معنى لإبعاد الرئيس ياسر عرفات من الاراضي الفلسطينية>. وترى هذه الاجهزة ان اسرائيل <تملك قدرة عملية للقيام بذلك، على رغم المخاطرة بإمكان المساس به في العملية>.

الوف بن: <عرفات سيجلب ضرراً اكبر لو تجول في العالم – تقول هذه العناصر - وحتى لو خرج من المناطق فإن مقود القيادة سيبقى بيده. واحتمال ان يقوم الفلسطينيون انفسهم بعزله، كما يرى طرف امني كبير، هو أقل من احتمال ان يتهوّدوا>.

ويعتقد عاموس جلعاد ان اسرائيل <قادرة على دفع عملية إبعاد عرفات للامام، بواسطة الدمج الصحيح للظروف البيئية وطرق العمل>.

لكن شارون يعرف توصيات الجهات الامنية الاسرائيلة، القاضية <بعدم التدخل في اختيار القيادة الفلسطينية، وترك امر تحديد القيادة بيد الفلسطينيين>.

<يمكن لاسرائيل ان تحدد القواعد، وان تفرض الفيتو على تعيين اشخاص متورطين بالارهاب، ولكن ليس اكثر من ذلك>، يقول الوف بن، ويضيف ان كبار المسؤولين في اجهزة الامن و <الشين بيت> يواصلون اللقاء بنظرائهم الفلسطينيين <بدون تحقيق نتائج حتى الان>: <الاحساس في الجانب الاسرائيلي هو ان مستقبل السلطة الفلسطينية سيتقرر قبل كل شيء في غزة التي بقيت اجهزة الامن فيها على حالها، وان فتح هو العامل المركزي في المجتمع الفلسطيني، وهو الذي سيقرر في الاتجاه>.

<عملية لوقف الارهاب في غزة ستدفع نحو عملية مماثلة في الضفة الغربية. لذلك يحاول الاسرائيليون حث الفلسطينيين للعمل على احباط الارهاب في "غزة اولا". أي طرف في "فتح" والسلطة ليس مستعداً للعمل لوحده في مواجهة "حماس"، بدون الدعم الحيوي من عرفات وقراره المبدئي وقف العمليات. لكن الصوء الاخضر من المقاطعة لا يأتي، على رغم ان حماس يتقوى ولا يأبه بالسلطة ومؤسساتها.

<ويبدو وزير الداخلية الفلسطيني هاني الحسن في اسرائيل كانسان يتحدث جيداً عن الحرب ضد الارهاب، لكنه يفتقد الى القوة الحقيقية. فرؤساء الاجهزة الامنية لا يمتثلون لإمرته. كذلك لا يوجد وزن كبير لوقف اطلاق النار على الصعيد المحلي في الضفة الغربية، لأن العناصر المحلية ضعيفة ولا تستطيع مجابهة ناشطي "حماس" والتنظيمات الاخرى ومنع تنفيذ العمليات.

<في جهاز الامن لا ينطبعون من المحادثات بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة، في محاولة للتوصل الى وقف لاطلاق النار. انهم يعلقون سبب فشل الاتصالات على "حماس"، الخاضعة لتأثيرات ايران المتزايدة. حافظ "حماس" في السابق على استقلالية عن التأثير الايراني، لكنه بعد احداث الحادي عشر من ايلول اغلقت دول كثيرة قنوات التمويل لـ "حماس"، الذي اضطر للتوجه للحصول على مساعدة الايرانين، للحفاظ على قواعده الاجتماعية والدينية الهامة بنظره.>.

* سلفان شالوم: المحادثات مرهونة بوقف <الارهاب>

من ناحيته، يرى وزير الخارجية الاسرائيلية الجديد، سيلفان شالوم، ان <ساعة بدء الحرب ضد العراق تتناقص> وان <مرحلة ما بعد الحرب ستحمل بجعبتها الكثير من الاحتمالات والمخاطر الى منطقة الشرق الأوسط>.

واوضح وزير الخارجية الاسرائيلية الجديد، في خطاب توليه مهام منصبه الجديد كوزير للخارجية في حكومة شارون الثانية ان عمله الجديد سيتركز على ثلاثة صعد تشكل الخطوط العريضة للسياسة الخارجية لاسرائيل، هي: الامريكي والعربي والاوروبي.

وشدد شالوم على <الاهمية القصوى والمميزة للعلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية>، وقال ان وزارته <ستعمل على توطيد العلاقات مع البلدان العربية التي تربطها باسرائيل معاهدات سلام>، وهي مصر والاردن، مضيفاً انه سيبذل جهوده من اجل <اعادة العلاقات مع تلك الدول العربية التي كانت لها ممثلياتها الدبلوماسية في اسرائيل وتوقفت لاسباب كثيرة >.

وييى شالوم ان العلاقات الاسرائيلية – الاوروبية <تمر بمرحلة تشوبها بعض الخلافات>، مؤكداً انه <سيبذل في هذا المجال ايضًا جهودًا خاصةً لتوطيد هذه العلاقات وحل الخلافات العالقة>.

وقال شالوم ان الادارتين الاسرائيلية والامريكية متفقتان على ان استئناف العملية السلمية والمباحثات مع الفلسطينيين مرهون ومرتبط بتوقف ما اسماه بـ <الاعمال الارهابية ووقف العنف وتطبيق الاصلاحات المطلوبة في السلطة الفلسطينية>.

على صعيد آخر استكملت حكومة شارون صياغة تحفظاتها وملاحظاتها على <خرطة الطرق> الامريكية، ودونتها في مذكرة تتضمن التعديلات الإسرائيلية المقترحة عليها.

وقالت مصادر صحفية اسرائيلية ان مدير مكتب شارون سيغادر الاسبوع القادم الى واشنطن لنقل المذكرة الاسرائيلية الى الادارة الامريكية.

وكانت مصادر سياسية اسرائيلية افادت في الاسبوع الماضي ان المذكرة الاسرائيلية تتضمن مائة تعديل تقريبا على <خريطة الطرق> الاصلية.

وتتضمن المذكرة الإسرائيلية اعتراضاً على البند الذي ينص على ضرورة الالتزام بجدول زمني محدد للتقدم من مرحلة لأخرى، كما تعترض إسرائيل على مشاركة الدول الأوروبية وعلى دورها في مراقبة تنفيذ المراحل المختلفة المقترحة والانتقال من مرحلة لأخرى، وتعارض أيضا بند المراقبين الدوليين.

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, موشيه يعلون, رئيس الحكومة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات