المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

زار مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي لشؤون الأمن القومي، افرايم هليفي، في نهاية الاسبوع الماضي، العاصمة الامريكية واشنطن، والتقى مع كبار الموظفين في الادارة الامريكية، وبضمنهم مستشارة الأمن القومي كونداليسا رايس، ومساعد وزير الخارجية ريتشارد أرميتاج، وكبار المسؤولين في الاستخبارات الأمريكية.
ودارت محادثات هليفي، رئيس "الموساد" السابق، حول خطط الهجوم الأمريكي على العراق. وقالت "هآرتس" التي اوردت النبأ (2 شباط) ان رئيس الحكومة الاسرائيلية ارئيل شارون كلّف هليفي بعرض موقف اسرائيل وتقديراتها المتعلقة بخطط الإدارة الأمريكية حيال الأزمة مع العراق.

واقتبست الصحيفة عن مصر سياسي اسرائيلي كبير قوله ان هليفي تبادل مع مضيفيه الأمريكان مختلف وجهات النظر حول التطورات في الشرق الأوسط. وخلافا لما كتبته الصحيفة في نهاية الاسبوع المنصرم، فإن شارون لن يزور الولايات المتحدة قريبا. وقالت على لسان مصدر سياسي في رئاسة الوزراء الاسرائيلية ان رئيس الحكومة شارون لا يرى الآن وجود حاجة للقاء رؤساء الادارة الامريكية، لذلك لم يطلب لقاء الرئيس بوش، ولم يطرح الموضوع في محادثتهما الهاتفية بعد ظهور نتائج الانتخابات في اسرائيل.

وكتبت صحيفة "واشنطن بوست" (الجمعة، 31 كانون الثاني) ان ادارة بوش وافقت على عرض "خريطة الطرق" للتسوية بين اسرائيل وفلسطين الى ما بعد تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة، بعد عدة اسابيع. ونقلت "البوست" عن موظفين في الادارة الامريكية قولهم ان تأجيل لقاء بوش – شارون ضروري الى ان تتضح تركيبة الائتلاف الحكومي الجديد في اسرائيل، التي ستؤثر بطبيعة الحال على موقف اسرائيل من الخطة.

وقالت "هارتس" ان رئيس الحكومة الاسرائيلية شارون يرى ان هناك "اشياء ايجابية للغاية" من ناحية اسرائيل في الصيغة الاخيرة من "خريطة الطرق"، في وقت يتواصل فيه العمل على صياغة الرد الرسمي عليها.

ويعقد الطاقم السياسي برئاسة مدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي دوف فايسغلاس اجتماعا لمناقشة الرد الرسمي على "خريطة الطرق"، تمهيداً لعرضه على الحكومة الجديدة لإقراره. وكانت اسرائيل طلبت قبل اسابيع من الادارة الامريكية تأخير عرض "خريطة الطرق" الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية وتشكيل حكومة جديدة، ومراعاة الملاحظات الاسرائيلية عليها. واستجابت ادارة بوش لهذا الطلب، ورفضت المطلب الاوروبي بنشر الخطة مباشرة بعد الانتخابات، وعرضها على الاطراف كموقف دولي متفق عليه، بدون ادخال اي تعديلات عليها.

وتدعو "خريطة الطرق"، التي هي الخطة السياسية الوحيدة المطروحة الان لحل الصراع في الشرق الاوسط، الى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية على مراحل، واقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة في نهاية العام الحالي، على ان يتم التوصل الى تسوية نهائية للصراع حتى العام 2005. وقد صيغت الخطة لدى الادارة الامريكية بالتعاون مع بقية الاعضاء في "الرباعية"، الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة. وعرفت الخطة الى الان ثلاث صيغ، ولم يتم الاتفاق بشأنها نهائيا لدى جميع الاطراف ذات الصلة.

وبموجب اقوال "واشنطن بوست"، فإن الموظف الكبير في البيت الابيض الذي عمل على صياغة "خريطة الطرق"، بلينت لافاريت، سينهي عمله قريبا. وقد حصل لافاريت، الذي كان موظفا في سي آي ايه وفي وزارة الخارجية، على لقب "مدير المبادرات الشرق اوسطية" في مجلس الامن القومي الامريكي. لكنه تم تعيين اليوت ابرامز، الذي يعد من اشد منتقدي عملية اوسلو، في منصب مساعد الرئيس لشؤون الشرق الاوسط.

ونقلت "هآرتس" عن مصدر اسرائيلي تقديره ان خروج لافاريت من البيت الابيض يشير الى انتصار الخط "المتشدد" الرافض تقديم تنازلات اسرائيلية للفلسطينيين. وقالت تقارير وصلت مؤخرا من واشنطن الى اسرائيل ان ابرامز "اوقف اللهاث وراء خريطة الطرق"، وانه من المشكوك فيه ان تكثف واشنطن نشاطها على المسار الاسرائيلي – الفلسطيني بعد انتهاء ازمة الحرب على العراق.

المصطلحات المستخدمة:

الموساد, هآرتس, رئيس الحكومة, اوسلو

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات