المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

ترى اوساط اسرائيلية مسؤولة ان ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش "مصصمة على ضرب العراق"، وان الهجوم سيتم خلال شهر شباط القادم. ولا تستبعد هذه المصادر امكانية تأجيل تكتيكي للهجوم عدة اسابيع.


وترى هذه الاوساط ان الادارة الامريكية لم تغير خططها ضرب العراق حتى لو لم تجد "المسدس المدخن" ("سموكينغ غان") الذي تبحث عنه في العراق، وستكتفي لهذا الغرض بمجمل "الخروقات العراقية المتراكمة". ويقدر الاسرائيليون ان هدف صدام الاساسي هو البقاء في الحكم ومحاولة منع الحرب بأي ثمن وإن كانت التقديرات الاسرائيلية تقول انه لن يتخلى عن السلطة بمحض ارادته واذا نشبت الحرب فهو يعتزم التصدي بكل الوسائل للولايات المتحدة ومن الممكن ان يلجأ الى "خيار شمشون – عليّ وعلى الاعداء"!

وبموجب هذه المصادر ستواصل اسرائيل الاحتفاظ بردها "على نار هادئة" وهي لن تتخذ أي خطوة ممكنة ضد العراق اذا لم تهاجم من طرفه.

واقرت حكومة شارون خطا اعلاميا رسميا يقول ان اسرائيل "تؤيد سلامة اراضي العراق واستقراره وذلك ايمانا منها بأن عراق ما بعد صدام حسين سيساعد في تحسين الاستقرار في الشرق الاوسط ويشكل ثقلا مضادا امام ايران".

وكتب الوف بن المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس", (16 كانون الثاني) ان الولايات المتحدة قررت رفع مستوى التنسيق العسكري مع إسرائيل تحسبا للحرب على العراق.

واضاف ان اسرائيل شنت، في ظل المواجهات مع الفلسطينيين والتحضيرات للحرب ضد العراق، معركة اعلامية مثيرة ضد سورية، في صراع يتمحور حول كسب الرأي العام والادارة في الولايات المتحدة، وتوجد له أهداف واضحة. فاسرائيل ترغب بأن توضع سورية في قائمة أهداف النظام الجديد الذي سيفرضه الامريكيون في الشرق الاوسط. أما السوريون فيرغبون في ان يتركوهم لحالهم مفسحين المجال أمامهم للحفاظ علي النظام العلوي في سورية ومواصلة السيطرة علي لبنان.

وقال بن: "رغم تفوق اسرائيل على سورية في الولايات المتحدة، الا ان السوريين يتصدرونها بالنقاط. بشار الأسد تجرأ علي قول كلمة لا للادارة الامريكية عندما طالبته هذه الاخيرة باغلاق مكاتب الجهاد الاسلامي وحماس والتوقف عن مساعدة حزب الله. كما تملص من وعده بايقاف تدفق النفط من العراق وخرج من كل ذلك من دون خدش يلحق به.

"في واشنطن سجلوا لصالح الاسد مساعدته الاستخبارية لهم ضد حزب القاعدة واسهامه في الحفاظ علي الهدوء المشوب بالتوتر في الشمال. وقاموا بنقل الملف السوري للجارور. هذا التصرف الامريكي يثير في القدس حالة احباط كبيرة.

" ويقود رئيس شعبة الاستخبارات اللواء اهارون زئيفي فركش الحملة الاعلامية ضد دمشق. وعدد فركش "خطايا" دمشق للصحافيين خلال لقائه معهم قبل اسبوعين وقال انها تدعم الارهاب وتطور اسلحة للابادة الجماعية وتحاول عرقلة جهود الولايات المتحدة في المنطقة. "سورية ما زالت تطرح نفسها على انها جالسة علي الجدار غير حاسمة لامرها رغم ان سياستها الفعلية تضعها كعضو شرف في محور الشر" - أجمل رئيس شعبة الاستخبارات. انطوت أقواله هذه على انتقادات لواشنطن لانها لم تدخل بشار الاسد الي نادي حلفاء العراق وايران وكوريا الشمالية المريب.

"في الاسبوع الماضي أعد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أمان تقريرا تفصيليا حول السلوك السوري ووزع كوثيقة اعلامية لممثليات اسرائيل في الخارج. رئيس الحكومة شدد من لهجته وعززها مدعيا ان هناك تهريب سلاح بيولوجي من العراق الي سورية وان هناك مناورات مشتركة بين الجيش السوري وحزب الله وحرس الثورة الايراني في لبنان. وكل هذا لم يجده نفعا: الولايات المتحدة لا تكن حبا كبيرا لسورية، الا ان الادارة الامريكية تغض الطرف عن مطلب شارون بعزل الاسد حتي يُقوم طريقه .

"في دمشق بذلت جهود اعلامية مضادة. موقع الانترنت الرسمي السوري ذكر الخصوم الاسرائيليين بالانكليزية التي لا تخلو من سخرية معينة بجرائم الارهاب الاسرائيلي الذي تعود جذوره لكل التاريخ الصهيوني. في هذا الشهر استضاف السوريون الحوار الدوري الذي يجرونه مع الولايات المتحدة الامريكية رغم وجود معارضين لهذا الحوار عشية الحرب ضد العراق.

"السوريون طرحوا في مواجهة فركش بثينة شعبان المتحدثة بلسان وزارة الخارجية السورية. بثينة كما يذكر كانت مترجمة خلال مباحثات حافظ الاسد مع الرؤساء ووزراء الخارجية الامريكيين. وهي اعتادت ايضا علي اضفاء بعض التوابل علي ترجمتها للنصوص مثل عبارة أي اقتراح أحمق يا سيدي الرئيس عندما كانت تفصل بالعربية أفكار السلام التي طرحها الوسطاء مع اسرائيل.

الآن تتمحور جهود بثينة شعبان في رد الادعاءات الاسرائيلية والتصدي لها. ففي مقالة نشرتها قبل مدة غير بعيدة في الولايات المتحدة أوضحت بأن سورية قد أدركت خطر الارهاب الاسلامي قبل الغرب، الا انها ووجهت بالانتقادات في ذلك الحين. ادعاؤها هذا كان مثابة اسلوب يتبعه النظام السوري لاضفاء الشرعية علي مذبحة حماة والانضمام لمعسكر الأخيار. في هذا الاسبوع استضافت بثينة شعبان مراسل صحيفة واشنطن بوست وحاولت اقناعه بأن الحرب ضد العراق بلا داع، الا انها حذرت من توجيه الانتقادات للولايات المتحدة. وأردفت بالقول عندما سيبدأ اطلاق النار سندرس خطواتنا .

"وفي اسرائيل يعتقدون ان السوريين مضغوطون ويقولون ان الصراع الحقيقي يجري حول مرحلة ما بعد الحرب. المسؤولون الاسرائيليون طرحوا علي الادارة الامريكية اقتراحاتهم حول كيفية معالجة سورية وايران. ولكن تفرغ واشنطن لمعاقبة سورية مسألة مشكوك فيها، وقد يجد الاسد حيلة جديدة للتقرب من الامريكيين، ولكن من المحتمل ان يكون لجهود فركش هدف آخر: اعداد الارض لرد فعل اسرائيلي حاد في لبنان اذا سخنت الحدود إبان الحرب مع العراق".

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, رئيس الحكومة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات