في تاريخ 14 آب 2022، أعلن غادي أيزنكوت، الذي شغل منصب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي (2015-2019)، انضمامه إلى الحلبة السياسية ومشاركته في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة في 1/11/2022.
وانتقال قادة الجيش، وجهازي الشاباك والموساد، إلى الحلبة السياسية صفة ملازمة لإسرائيل منذ بداياتها، وتشير بكل وضوح إلى كونها "دولة عسكر" وأن تقلد مناصب عليا في المؤسسات الأمنية الإسرائيلية يعتبر البوابة الأفضل للحصول على شعبية، ومقبولية، واحترام لدى كافة أطياف المجتمع الإسرائيلي من أقصى اليسار (كما هي الحال في حزب ميرتس الذي يتنافس جنرال سابق في الجيش على زعامته) وصولا إلى أقصى اليمين، مرورا بأحزاب الوسط. بالنسبة لأيزنكوت، فقد اختار موقعه من الخارطة السياسية الإسرائيلية بحذر على النحو التالي: 1) لقد اصطف مع المعسكر المناوئ لبنيامين نتنياهو، 2) في المعسكر المناوئ لنتنياهو، اختار أيزنكوت أن ينضم إلى قائمة انتخابية يمكن تصنيفها على أنها وسط- يمين.
بدأت الأحزاب التي تستعد لخوض الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، في الأول من تشرين الثاني المقبل، ترتيب قوائم مرشحيها. ونحن أمام فريقين من الأحزاب، تلك التي تعد قوائمها بناء على انتخابات داخلية، وأخرى تكون هذه مهمة زعيم الحزب والحلقة الضيقة من حوله. وحتى الآن، انتهت الانتخابات الداخلية في حزب العمل، التي أفرزت قائمة اختفى منها نجوم السياسة، وأسماء تقليدية في الحزب، وأيضا حزب الليكود، الذي كشفت انتخابات قائمته، مجددا، عن مدى سيطرة بنيامين نتنياهو على الحزب، الذي استبعد من مقدمة القائمة ثلاثة نواب تجرأوا قبل أقل من عام على الإعلان عن نيتهم المنافسة على رئاسة الحزب، ولم يشفع لهم انسحابهم من المنافسة.
في شهر تموز من هذا العام، تأزمت العلاقات الإسرائيلية- الروسية بعد إعلان وزارة العدل الروسية أن الوكالة اليهودية في روسيا قد أخلت بالقوانين الروسية المحلية. وعليه، تم فتح ملف في محكمة روسية للتداول بشأن إغلاق جميع مكاتب الوكالة اليهودية وطرد موظفيها من البلد. وقد تم تعيين يوم 19 آب الحالي كموعد لإجراء المداولات داخل المحكمة، وربما الوصول إلى قرار نهائي، وهو ما تنظر إليه إسرائيل بتشاؤم ينذر بأن عمل الوكالة اليهودية في روسيا قد يكون في نهاياته.
هذه المقالة، تنظر إلى عمل الوكالة اليهودية، بالتركيز على الساحة الروسية، وتلقي الضوء على الأسباب الفعلية التي قد تقف وراء هذا القرار غير المسبوق بالنسبة إلى الوكالة اليهودية المنتشرة في معظم دول العالم، وبالنسبة إلى العلاقات الإسرائيلية- الروسية.
هذا جزء ثانٍ من مقال حول التقرير الذي أصدره مكتب مراقب الدولة الإسرائيلية حول هبّة أيار 2021 - والمعروفة في المعجم الإسرائيلي بما يوصف كـ "أعمال شغب" رافقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 2021، أو كما أسمتها السلطة الإسرائيلية "عملية حارس الأسوار"، وأسمتها المقاومة الفلسطينية "معركة سيف القدس". تم استعراض التقرير بلغة معدّيه وما اختاروه كخلفية، ("تقرير إسرائيلي رسمي عن أحداث هبة أيار 2021 يتضمّن نقداً للأداء لكنه لا يخرج عن حدود الخطاب الرسمي"، 1 آب 2022) بينما يقدّم هذا الجزء قراءة نقدية على مستوى المضمون و"السردية" التي يقدمها مكتب مراقب الدولة الإسرائيلية للحدث.
يسلط التقرير الذي أصدره مكتب مراقب الدولة الإسرائيلي حول هبّة أيار 2021 - والمعروفة في المعجم الإسرائيلي بما يوصف كـ "أعمال شغب" رافقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 2021، أو كما أسمتها السلطة الإسرائيلية "عملية حارس الأسوار"، وأسمتها الفصائل الفلسطينية "معركة سيف القدس" - كل الضوء على المسائل الأدائية المتعلقة بمدى استعداد وتنظّم واستشراف جهاز الشرطة الإسرائيلية و"جهاز الأمن العام" (الشاباك) للأحداث المتزامنة مع ذلك العدوان الإسرائيلي، في عدد من المدن التاريخية أو المسماة المدن المختلطة، وعلى وجه الخصوص في كل من اللد، يافا وعكا. وفي طيّاته يقدم التقرير صورة عن "الفجوات" في الميزانيات والخدمات ما بين السكان اليهود والسكان العرب في هذه المدن، والواقع الاجتماعي الاقتصادي، وواقع العنف والجريمة، ضمن مقارنة بين المجموعتين القوميتين.
يؤدي النقص في المعلمات والمعلمين (الجيدين) إلى قلق وعدم استقرار في جهاز التربية والتعليم الإسرائيلي منذ فترة ممتدة ومتواصلة على مدار 50 عاماً على الأقل. ولم يساعد في حل الأزمة إضفاء الطابع الأكاديمي على المهنة، ولا عشرات برامج الإصلاحات التنظيمية والتربوية. فظروف العمل والأجور متدنية للغاية لدرجة أن قلة قليلة من الأشخاص تكون على استعداد للدخول إلى هذه المهنة.
الصفحة 85 من 338