رافقت مصادقة الحكومة الإسرائيلية على مخطط إقامة خمس بلدات جديدة في النقب، في مطلع الأسبوع الماضي، خلافات جدية بين مؤيد ومعارض للمخطط. ولم يتطرق طرفا هذا الخلاف إلى المخطط الأصلي، "مخطط برافر" الذي تقرر تجميده قبل سنتين ويهدف إلى ترحيل العرب البدو عن قراهم الموجودة قبل تأسيس إسرائيل دون أن تعترف إسرائيل بها أبدا، وإنما تسعى إلى هدمها ومصادرة أراضيها البالغة مساحتها مئات آلاف الدونمات وإقامة بلدات يهودية صغيرة مكانها. والبلدات الخمس التي تمت المصادقة عل إقامتها تشكل مرحلة أولى في هذا المخطط.
حذرت دراسة صدرت في إسرائيل في العام 2011 وحملت عنوان "إسرائيل 2010 - 2030، في الطريق إلى دولة دينية" من أن إسرائيل تسير في اتجاه التحوّل إلى دولة دينية بصورة تشكل خطرا على استمرار وجودها.
وقد أعد الدراسة رئيس معهد "حايكين للأبحاث الجيو - إستراتيجية" في جامعة حيفا البروفسور أرنون سوفير الذي يعتبر أحد أبرز خبراء الشؤون الديمغرافية في إسرائيل، وواضع مخطط تهويد الجليل، ونُشرت ترجمة عربية لها ضمن سلسلة "أوراق إسرائيلية" الصادرة عن مركز مدار (الرقم 55).
"بعد بضعة أجيال: هل نحن في طريقنا إلى دولة دينية؟" ـ هذا هو السؤال المركزي الذي يشكل هاجس أوساط مهتمة بمستقبل دولة إسرائيل وسيرورات تطورها، الديمغرافي والاجتماعي، بما يستبطن من أسئلة "ثانوية" أخرى من ضمنها: "هل سيصبح المتدينون أغلبية في الدولة"؟ و"هل سيتلاشى المجتمع العلماني ويختفي؟" و"هل نحن في مستهل سيرورة ستنتهي بهجرة كثيفة للعلمانيين من البلاد؟"!
وجهت منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان رسالة وصفتها بأنها حادّة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، طالبته فيها بوقف استخدام القوة الفتاكة ضد أشخاص فلسطينيين أضرّوا أو حاولوا الإضرار أو كانوا مشتبهين بهم بالإضرار بأشخاص آخرين في الوقت الذي لم يعودوا يشكّلون فيه خطرًا، كما طالبته بإيقاف متوالية الإعدامات المرعبة في الشارع.
التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فدريكا موغيريني، على هامش مؤتمر المناخ العالمي المنعقد في باريس، أمس الاثنين.
وأفادت صحيفة "هآرتس" في موقعها الالكتروني بأن اللقاء كان قصيرا، وأن موغيريني طلبت إيضاحات من نتنياهو حول القرار الذي أعلن عنه أول من أمس، بتعليق الاتصالات مع الاتحاد الأوروبي حول الموضوع الفلسطيني كرد فعل إسرائيلي على وضع إشارات على منتجات المستوطنات في الأسواق الأوروبية.
أصدر عدد من الباحثين والباحثات في شؤون الشرق الأوسط في الجامعات ومعاهد الأبحاث الإسرائيلية الذين تنظموا أخيرا في هيئة تطلق على نفسها اسم "فوروم (طاقم) التفكير الإقليمي"، بيانا حول آخر التطورات المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني أكدوا فيه من ضمن أمور أخرى أن الخطاب الإسرائيلي العام وذلك السياسي الرسمي بخصوص "الاعتداءات المتجددة" الذي يستند إلى فهم ضيّق وجامد ويفتقر لأي سياق أو عُمق آخذ بالترسّخ في المجتمع الإسرائيلي، ويُجهض كل نقاش حقيقي حول المستجدّ من أحداث ويهدد مستقبل إسرائيل ومواطنيها.
الصفحة 308 من 338