المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

*الجيش الإسرائيلي ينشر خرائط وصوراً لمواقع في محيط دمشق قال إنها إيرانية ويعلن أنه قصفها*

نشر الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين، خرائط وصوراً لمواقع في محيط العاصمة السورية دمشق قال إنها إيرانية، وأعلن أنه قصفها الليلة الماضية.

ويبدو في الخرائط استهداف لعشرة مواقع في محيط دمشق، منها أربعة مواقع تابعة لـ"فيلق القدس" الإيراني، وستة مواقع تابعة للدفاع الجوي السوري، الذي أطلق عشرات المضادات من أجل اعتراض الصواريخ والطائرات الإسرائيلية.

كما نشر الجيش الإسرائيلي صوراً من الأقمار الصناعيّة قال إنها تظهر "مواقع إيرانية تحوي مخازن لجمع الأسلحة".

وقال بيان الجيش الإسرائيلي إن الغارات الليلية جاءت رداً على "إطلاق صاروخ أرض – أرض من قبل قوة إيرانية من داخل سورية" استهدفت الأراضي الإسرائيلية، وأضاف أن من بين الأهداف: "موقع لوجيستي إيراني، وموقع إيراني آخر في مطار دمشق الدولي".

وذكر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي رونين منيليس أن إيرانيين هم الذي أطلقوا الصاروخ من منطقة دمشق صوب شمال هضبة الجولان. وأضاف أن الصاروخ إيراني الصنع وكان يستهدف مدنيين وعسكريين إسرائيليين.

 وأكد الناطق العسكري أن الجيش الإسرائيلي على أتم الاستعداد للتعامل مع أي سيناريو محتمل وأنه سيواصل العمل للحفاظ على أمن سكان إسرائيل. وأوضح أنه في أعقاب تقييم للأوضاع تقرر إغلاق موقع التزلج في جبل الشيخ. ولفت إلى أنه لا توجد توجيهات خاصة يتعين على سكان الهضبة والمنطقة التقيد بها سوى الامتثال لتعليمات قيادة الجبهة الداخلية في حال تم إصدارها وفقاً لتطورات الأوضاع. 

وجاء القصف الإسرائيلي بعد أقل من ساعتين على عودة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من تشاد. وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن نتنياهو أجرى قبل مغادرته تشاد مشاورات مع رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، بينما قالت مصادر إعلامية إن نتنياهو صادق على عمليات عسكرية في سورية قبل مغادرته تلك، وأضافت أن التطورات في سورية أدت إلى تقليص زيارته حوالي ساعة.

وقال وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن القصف الإسرائيلي في سورية هو بمثابة رسالة إلى قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني وإلى الحرس الثوري الإيراني بأن من يطلق الصواريخ نحو جبل الشيخ سيدفع ثمناً باهظاً.

من ناحية أخرى أعلن مصدر عسكري روسي في سورية أن أربعة جنود سوريين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي. وأكد ذات المصدر أن الدفاعات الجوية السورية تمكنت من اعتراض أكثر من 30 صاروخاً إسرائيلياً.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد الجنود السوريين الذين قتلوا جراء القصف الاسرائيلي بلغ 11 جندياً.

وهذا هو الهجوم الأول الذي يعلن عنه الجيش الإسرائيلي في عهد رئيس هيئة الأركان العامة الجديد كوخافى، ويعتبر استمراراً لنهج التخلي عن الغموض الذي كان يعتري هجمات سابقة تقوم إسرائيل بشنها في الأراضي السورية.

وقالت تحليلات لمعلقين أمنيين إن معظم الدلائل تشير إلى أن المعركة الجوية في سورية ستستمر، بقوة متفاوتة، في الأسابيع والأشهر المقبلة. وأشارت إلى أن القادرين على كبح ذلك هم الروس، إذا نجحوا في فرض تفاهمات تلتزم بها جميع الأطراف.

وأشار المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل إلى أن هذه التطورات الأخيرة تلقي شكوكاً على تفاخر القيادة الإسرائيلية بالإنجازات التي حققتها في الصراع ضد إيران في سورية. وأضاف: صحيح أن الجيش سجل إنجازات لا بأس بها في جهوده لكبح التمركز العسكري الإيراني في سورية وتهريب السلاح عن طريق سورية من إيران إلى حزب الله في لبنان، لكن هذه القصة ما زالت بعيدة عن نهايتها، بخلاف الانطباع الخطأ الذي يمكن أن ينشأ نتيجة مجموعة الكتابات التي ظهرت في وسائل الإعلام والتصريحات في الأسابيع الأخيرة. ويبدو أن الجنرال الإيراني المخضرم سليماني، الذي قاتل إسرائيل عشرات السنوات، لم يتخل عن جهوده.

وبرأي هرئيل يدور الصراع حالياً على قواعد اللعبة في الساحة الشمالية، مع استقرار سيطرة نظام الأسد على سورية، حيث تريد إيران الاستمرار في تهريب السلاح، بالإضافة إلى إقامة قواعد ونشر منظومات قتالية في سورية، وإسرائيل تريد منع ذلك.

وقال هرئيل إن من المحتمل أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة سرّعت إلى حد ما العملية. وبدأ هذا مع حديث رئيس هيئة الأركان المنتهية ولايته غادي أيزنكوت عن آلاف الأهداف التي هاجمها سلاح الجو في السنوات الأخيرة، وتواصل مع قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تحمُّل المسؤولية علناً عن الهجوم الذي وقع في منطقة دمشق قبل 10 أيام. والمستويات المهنية العليا لم تكن شريكة في قرار خرق سياسة الغموض ولم تكن متحمسة لها.

وأشار المحلل العسكري ذاته إلى أن الهجوم الإسرائيلي كشف مجدداً كذب الوعود التي نشرتها موسكو فقط قبل نصف عام. فحينها، في أثناء إعادة احتلال قوات الأسد الجولان، وعدت روسيا إسرائيل في مقابل عدم تدخلها لمصلحة المتمردين بإبعاد القوات الإيرانية إلى مسافة كبيرة عن الحدود (ونُشرت أرقام متعددة من 60 إلى 70 وحتى 100 كيلومتر). وعملياً تبين لاحقاً أن الروس لم يشملوا منطقة العاصمة دمشق ضمن وعودهم، وأن الإيرانيين أيضاً في الجولان لا يتقيدون بالاتفاقات بدقة. وعند عودة نظام الأسد إلى جنوب سورية، عرضت حكومة إسرائيل الاتفاق مع روسيا كإنجاز كبير، وحالياً لسبب ما هناك صمت بشأن هذا الموضوع.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات