المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

صادقت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع، أمس الاثنين، على تعيين رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، وزيرا للدفاع، مكان موشيه يعلون، الذي استقال يوم الجمعة قبل الماضي، احتجاجا على تعيين ليبرمان مكانه، رافضا تولي منصب وزير الخارجية.

كذلك صادقت الحكومة على تعيين عضو الكنيست من "يسرائيل بيتينو" سوفا لاندفر وزيرة لاستيعاب المهاجرين الجدد، وعلى تعيين عضو الكنيست تساحي هنغبي وزيرا بلا حقيبة في مكتب رئيس الحكومة.

وجاء ذلك خلال جلسة خاصة عقدتها الحكومة الإسرائيلية، في أعقاب تسوية لحل أزمة ائتلافية، بين نتنياهو ورئيس حزب "البيت اليهودي" ووزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، نشأت بعدما طالب بينيت نتنياهو بتعيين ضابط كمستشار عسكري خاص للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، من أجل إطلاع الكابينيت على المستجدات السياسية والأمنية، بينما رفض نتنياهو ذلك.

وهدد بينيت بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها في حال استمر رفض نتنياهو لمطلبه هذا.

لكن نتنياهو وافق الليلة قبل الماضية على تسوية اقترحها وزير الصحة، يعقوب ليتسمان، من كتلة "يهدوت هتوراة"، وبموجبه سيقوم رئيس مجلس الأمن القومي بإطلاع أعضاء الكابينيت على التطورات السياسية والأمنية. ويشار إلى أنه في الوقت الذي هدد فيه بينيت بالانسحاب من الحكومة، قال قيادي في كتلة "المعسكر الصهيوني" إن رئيس هذه الكتلة، إسحاق هيرتسوغ، لا يرفض الانضمام إلى الحكومة على خلفية الأزمة بين نتنياهو وبينيت.

وقال ليتسمان إن رئيس مجلس الأمن القومي يشارك في اجتماعات الكابينيت وهو "رجل جدي يطلع الجميع وبالإمكان الاعتماد عليه". وأضاف أنه في بداية الأزمة كان من الصعب التوسط بين الجانبين، لكن في نهاية الأمر "تنازلا، فنحن لا نريد انتخابات".

وحول احتمال انضمام "المعسكر الصهيوني" إلى الحكومة، قال ليتسمان لموقع "واللا" الالكتروني، إن دعوة نتنياهو لهيرتسوغ بهذا الخصوص جدية.

وأضاف "أنني متأكد من وجود آراء متناقضة كثيرة وحول مواضيع كثيرة بين أعضاء الائتلاف، ورغم ذلك فإنهم يجلسون سوية. وأنا لا أفهم بإدارة الشؤون الخارجية والأمن ولا أتدخل في هذه الأمور، لكني لا أرى تناقضا في ذلك". لكن ليتسمان شدد على أنه لن يبقى في الحكومة في حال انضمام حزب "ييش عتيد" برئاسة يائير لبيد "لكن لا مشكلة لدي مع هيرتسوغ".

وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن في خلفية نجاح هذه الوساطة ما يوصف بـ"حلف الإخوة" الجديد، الذي تبلور مؤخرا بين كتلتي "يهدوت هتوراة" و"البيت اليهودي"، وليتسمان وبينيت. وعلى أثر ذلك، حاز ليتسمان على ثقة الطرفين، نتنياهو وبينيت. وهذه ليست الخطوة الوحيدة التي نفذها ليتسمان، فبعد اتفاق نتنياهو وليبرمان حول انضمام الأخير إلى الحكومة، بادر ليتسمان إلى عقد لقاء مصالحة مع ليبرمان. وكان ليبرمان قد شعر بأن أنصار ليتسمان خصوصا قد خانوه عندما أيدوا خلال انتخابات بلدية القدس، رئيس البلدية نير بركات وليس مرشحه موشيه ليئون.

من جهة ثانية، هاجم عضو الكنيست عن حزب "ييش عتيد"، عوفر شيلح، ويعتبر خبيرا أمنيا، التسوية بين نتنياهو وبينيت ووصفها بأنها "هراء". وقال شيلح إن "مشروع القانون الذي قدمته الأسبوع الماضي وكذلك ما تحدثت عنه طوال العام ونصف العام الماضي، يقضيان بأن رئيس مجلس الأمن القومي هو الذي يجب أن يكون مستشارا لوزراء الكابينيت وليس تعيين سكرتير عسكري (كما طالب بينيت)".

وأضاف شيلح أن "المشكلة في مطلب بينيت هي أنها كانت جزئية وهو لم يكن جديا. وما ينبغي أن يحصل هو أن يكون هناك عمل جذري يتم من خلاله تصحيح أداء الكابينيت، من خلال تخصيص كل واحد من وزراء الكابينيت الوقت اللازم، إذ ليس لدى أعضاء الكابينيت مصادر معلومات، وليس لديهم أحد بإمكانه أن يركز عملهم ورئيس مجلس الأمن القومي لن يقوم بهذا العمل". وأردف أنه لا يتم التعامل بجدية مع مجلس الأمن القومي، خاصة وأنه لا يوجد رئيس له، وإنما رئيس مؤقت "وهذه هي الجدية التي يتعامل بها رئيس الحكومة مع هذا الموضوع".

ووفقا لشيلح فإن مستشار الكابينيت يجب أن يكون شخصا مستقلا في التزامه وولائه تجاه الهيئة الوزارية. "وإذا أراد رئيس حكومة مثل نتنياهو أن يكون الكابينيت ضعيفا ومستضعفا، فإن رئيس مجلس الأمن القومي لن يغير هذا الوضع".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات