المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

سجل النمو الاقتصادي في إسرائيل في الربع الثالث من هذا العام ارتفاعا بنسبة 1ر4%، بعد أن كان قد ارتفع في الربع الثاني بنسبة 8ر0%، وفي الربع الأول بنسبة 5ر4%، وفق ما أعلنه مكتب الإحصاء المركزي. ورفعت وزارة المالية تقديراتها للنمو للعام الجاري بقدر طفيف إلى ما بين 3% وحتى 1ر3%، بدلا من 9ر2% حسب تقديرات سابقة.

وتبين من تقرير مكتب الإحصاء أن المساهمة الأكبر في تسجيل نسبة النمو هذه كانت الارتفاع الحاد في شراء السيارات بنسبة 170%، مقارنة مع ذات الفترة من العام الماضي، في حين أن شراء السيارات تراجع في الربع الثاني بنسبة 96%، مقارنة مع الربع الثاني من العام 2018. ويلعب شراء السيارات دورا بارزا في حجم الاستهلاك الفردي في السنوات الأخيرة، التي سجلت ذروة في عدد السيارات الجديدة التي تباع سنويا، نظرا لتسهيلات شروط الدفع، عبر شركات تمويل عديدة تتنافس في ما بينها.

وتبين من التقرير أن صادرات البضائع والخدمات من دون قطاع المجوهرات، سجلت في الربع الثالث تراجعاً بنسبة 4%، وهذا التراجع الأول منذ 12 شهرا، وكان من المفروض أن يكون التراجع أكبر، إلا أن السياحة (في الاتجاهين) التي تدخل في إطار صادرات الخدمات سجلت ارتفاعا إجماليا بنسبة 16%.

كما قال تقرير مكتب الإحصاء إن الاستهلاك الفردي سجل في الربع الثالث ارتفاعا طفيفا بنسبة 8ر0%، وإن الاستهلاك المتمثل بشراء المعدات البيتية تراجع في الربع الثالث بنسبة 15%، رغم أن الحديث عن أشهر الصيف وأول الأعياد العبرية، التي أنهت الربع الثالث، ومعروف عنه أن موسم تزدهر فيه مشتريات الأجهزة البيتية والأثاث.

وكان النمو الاقتصادي في العام الماضي 2018 قد ارتفع بنسبة 3ر3%، وهي أقل من نسبة النمو في العامين الأسبقين، 5ر3% في 2017، و4% في 2016. وحذر البنك المركزي في الربيع الماضي من استمرار انخفاض نسب النمو في المستقبل إلى أقرب للركود، إذا لم تُقدِم الحكومة على إجراءات لتحفيز النمو. فقد حذّر بنك إسرائيل المركزي في تقرير خاص من أن الاقتصاد الإسرائيلي يتدحرج نحو ما هو أقرب إلى الركود الاقتصادي، في حال لم تتخذ الحكومة إجراءات جوهرية ذات قدرة على رفع الإنتاجية، وزيادة المشاركة في العمل، خاصا بالذكر جمهور المتدينين المتزمتين "الحريديم"، الذين نسبة مشاركة رجالهم في سوق العمل تقل عن 50%، لدوافعهم الدينية، في حين أن النساء العربيات محرومات من فرص العمل، ونسبة مشاركتهن بالكاد تصل إلى 37%.

ارتفاع بنسبة 10% في السياحة إلى إسرائيل خلال 10 أشهر

سجلت السياحة الداخلة إلى البلاد، في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري 2019، ارتفاعا بنسبة 10%، مقارنة مع ما كان في العام الماضي 2018. وباتت أعداد السياح مرشحة للوصول إلى ذروة جديدة هذا العام، بوصولها إلى 5ر4 مليون سائح، وهذا لم يكن في تاريخ إسرائيل.

وقال تقرير لمكتب الإحصاء المركزي إن إجمالي عدد السياح في شهري أيلول وتشرين الأول سجل ارتفاعا بنسبة 11% مقارنة مع ذات الشهرين من العام الماضي 2018، ويتم عادة احتساب هذين الشهرين سوية، بسبب امتداد ثلاثة أعياد يهودية خلالها. ويقول التقرير إن عدد السياح سجل في شهر أيلول ارتفاعا حادا بنسبة 44%، في حين تراجعت السياحة في شهر تشرين الأول بنسبة تلامس 8%.

وقد بلغ عدد السياح في شهري أيلول وتشرين أول 852 ألف سائح، مقابل 767 ألف سائح في ذات الشهرين من العام الماضي. وبلغ عدد السياح في الأشهر الـ 10 الأولى من هذا العام 7ر3 مليون سائح، مقابل 4ر3 مليون سائح في ذات الفترة من العام الماضي. واستنادا إلى أنه في الشهرين الأخيرين من العام الماضي دخل إلى البلاد أكثر من 750 ألف سائح، فإن العدد الإجمالي المتوقع لهذا العام سيصل كما يبدو إلى 5ر4 مليون سائح.

وبلغت مداخيل الاقتصاد من السياحة الداخلة في الأشهر العشرة الأولى من هذا العام 37ر5 مليار دولار. ومن المتوقع أن تسجل المداخيل من السياحة هي أيضا ذروة جديدة.

وقال مدير عام وزارة السياحة، أمير هليفي: "لقد تحولت إسرائيل إلى هدف منطقي ومتقدم في السياحة العالمية، وهذا ما تثبته الاحصائيات والمعطيات التي تنشر تباعا". وعزا هليفي هذا النجاح إلى حملات التسويق التي تقوم بها وزارته في أرجاء العالم.

وكانت السياحة الداخلة قد سجلت في العام الماضي 2018 ذروة غير مسبوقة، باجتيازها حاجز 4 ملايين سائح، وارتفاعها بنسبة 14% عن العام 2017، وبنسبة قرابة 40% عما كان في العام 2016. وفي المقابل سجلت السياحة الخارجة هي أيضا ارتفاعا بنسبة 12%، بسفر 5ر8 مليون سائح، غالبيتهم الساحقة لغرض قضاء العطل، وهذا أيضا ذروة جديدة، خاصة وأن عدد السكان وفق مكتب الإحصاء المركزي في العام الماضي بلغ قرابة 9ر8 مليون نسمة، وهذا يشمل القدس والجولان (حوالي 360 ألف نسمة معا).

وقالت وزارة السياحة إن عدد السياح والزائرين في العام الماضي بلغ 121ر4 مليون سائح، وإن المردود المالي للاقتصاد الإسرائيلي وصل إلى 8ر5 مليار دولار.

 

المصطلحات المستخدمة:

دورا, مدير عام وزارة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات