المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

الدبلوماسي السابق عوديد عيران: زيارة كيري هدفها ضمان عدم توقف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية

كتب بلال ضاهر:

أثار تسريب الولايات المتحدة لوسائل إعلام أميركية بأن الطيران الحربي الإسرائيلي هو الذي نفذ غارة في الأراضي السورية، الأسبوع الماضي، غضبا كبيرا في إسرائيل، التي اعتبرت أن الولايات المتحدة تلحق بها أضرارا. وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن هذا التسريب "جعل مسؤولين كبارا في القدس يستشيطون غضبا".

ووفقا للمعلومات التي سربتها الولايات المتحدة، فإن الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على موقع سوري تواجدت فيه صواريخ دفاعية من طراز "إس إيه – 17" المضادة للطائرات. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن التقديرات الإسرائيلية هي أن هذه الصواريخ كانت ستنقل من سورية إلى حزب الله في لبنان. وأضافت الصحيفة أن التسريب الأميركي يعكس عمق الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة وأن هذه هي المرة الثالثة التي تسرب فيها واشنطن معلومات حول غارات جوية إسرائيلية في سورية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية قولها إن "هذه التسريبات تعبر عن مخاوف الولايات المتحدة من إشعال فتيل حرب إقليمية"، وأن التخوف الأميركي هو من أن الرئيس السوري، بشار الأسد، "سيشعر أنه لا يمكنه تجاهل الغارة وأنه في هذه المرحلة أو في وقت لاحق سينضم إليه حزب الله وربما إيران أيضا". واعتبرت المصادر ذاتها أن "هذا التسريب الأميركي خطير جدا، خاصة وأنه يأتي من جهة دولة هي حليفة إستراتيجية لإسرائيل".

وفي غضون ذلك يزور وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إسرائيل.

وحول التوقعات من هذه الزيارة، قال الدبلوماسي السابق والباحث في "معهد أبحاث الأمن القومي"، في جامعة تل أبيب، ورئيسه السابق، الدكتور عوديد عيران، لـ "المشهد الإسرائيلي": "أعتقد أن وزير الخارجية كيري سيحاول خلال زيارته تهدئة الأجواء في الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، في أعقاب إطلاق سراح الأسرى والإعلان عن مخططات البناء الإسرائيلية في [مستوطنات] القدس والضفة الغربية. إذ أنه توجد خطورة كبيرة، وفقا لتقديرات معينة، وخطورة ليست كبيرة وفقا لتقديرات أخرى، بأن طاقم المفاوضات الفلسطيني لن يتمكن من الاستمرار في مهمته. وقد ولى هذا الخطر، في هذه الأثناء، لكن وزير الخارجية الأميركي يعتقد أن حضوره هام، هذه المرة، لكي يضمن عدم توقف المفاوضات على أثر كل هذه الأحداث".

(*) "المشهد الإسرائيلي": تأتي زيارة كيري في الوقت الذي قدمت فيه إسرائيل احتجاجا لدى واشنطن في أعقاب تسريب مصدر أميركي للإعلام بأن إسرائيل هي التي أغارت على موقع في سورية، الأسبوع الماضي. وهذا التسريب الثالث من نوعه، وفقا لتقارير إسرائيلية. على ماذا تدل هذه التسريبات الأميركية؟

عيران: "أعتقد أن الأميركيين ليسوا معنيين، في هذه المرحلة، بتصاعد أو حتى توقف العملية الجارية مع سورية. لأن السوريين نفذوا خطوة، ربما تكون قد فاجأت الخبراء، عندما وافقت على نزع سلاحها الكيميائي، كما أنه كانت هناك أنباء تفيد بأن سورية أنهت نزع كل صناعة الأسلحة الكيميائية لديها. لكن الأميركيين، ورغم أنه كان بإمكانهم الاكتفاء بهذا الإنجاز، يريدون الآن ما يسمى ’جنيف 2’، أي عقد مؤتمر يحاول حل الوضع الداخلي في سورية، والتوصل إلى حل يقود إلى رحيل [الرئيس السوري بشار] الأسد، بشكل فوري أو تدريجي. وأي عمل يمكن أن يبدو أنه يمس بالأسد، الآن، ويصرف الأنظار عن الموضوع المركزي بشأن سورية، يتم اعتباره في واشنطن على أنه ’عرقلة’ للموضوع المركزي. لذلك فإن الهدف من وراء التسريبات الأميركية، وتوجيه إصبع الاتهام نحو إسرائيل، هو القول للنظام في دمشق إنه ’لسنا نحن الأميركيين الذين فعلنا ذلك’، والتعبير عن أن أميركا ليست راضية عن أن إسرائيل فعلت ذلك".

(*) هل تؤثر هذه التسريبات الأميركية على العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة؟

عيران: "أعتقد أنها تؤثر بشكل هامشي للغاية، لأن الأميركيين، إذا كانوا يعتقدون أنه نحن الذي نفذنا الغارات، فإنهم يدركون لماذا نحن نفذنا هذه الغارات. وهذه التسريبات لا تترك انطباعا كبيرا لدينا، لأننا ندرك أن توجيه الاتهام نحو إسرائيل لا يُقصد به المس بإسرائيل، وإنما القول للأسد بأن الولايات المتحدة تتعامل معه بشكل جيد، ولا تجعل هذه الهجمات تعرقل المخططات المتعلقة بالسلاح الكيميائي في محاولة للوصول إلى ’جنيف 2’".

(*) وجهت إسرائيل انتقادات كثيرة إلى سياسة وأداء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، في الفترة الأخيرة. هل تؤثر هذه الانتقادات على العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين؟

عيران: "يوجد تأثير معين، ليس للانتقادات، وإنما للتطورات التي أدت إلى قول هذه الانتقادات. إذ أن كل من هو مرتبط بالولايات المتحدة ولديه علاقات معها، وهذا ينطبق على السعوديين والمصريين والأردنيين والإسرائيليين، يرى أن الولايات المتحدة موجودة في عملية فك ارتباط عن المنطقة، أو تراجع اهتمامها بالمنطقة. وجميعنا، وكل واحد منا لأسبابه الخاصة والمختلفة، بمن ذلك السعوديون والمصريون، قلقون من هذه العملية. ويوجد لهذا الأمر تأثير هام جدا على إسرائيل، لأنه إذا اعتبرنا في إسرائيل أن الولايات المتحدة هي حليف، وفي حالات معينة ستقدم لنا المساعدة، ليس بإرسال جنود بالضرورة لكن بتزويد السلاح أو مجالات مشابهة، فإن هذا يثير قلقا بأنه لن يكون بالإمكان الاعتماد على الولايات المتحدة. فالولايات المتحدة تلمح في أحيان كثيرة إلى أنها ليست معنية بأن تتدخل في شؤون المنطقة مثلما كانت الحال في الماضي".

(*) برزت في الآونة الأخيرة قضية تنصت الاستخبارات الأميركية، بما في ذلك التنصت على مسؤولين إسرائيليين وعلى ضباط الجيش الإسرائيلي. هل تخيم هذه القضية بشكل سلبي على العلاقات الإسرائيلية - الأميركية؟

عيران: "أعتقد أن هذه القضية لا تؤثر سلبا على العلاقات بين الدولتين. وأكاد أكون متأكدا من أن كل من يعمل في المواضيع الاستخباراتية والسرية يدرك أن أي دولة قادرة، ولديها مثل هذه القدرات، تقوم بعمليات تنصت في محاولة للحصول على المعلومات التي يمكنها الحصول عليها. لذلك فإني مقتنع جدا بأن لا أحد في إسرائيل فوجئ من كشف هذه الأمور".

المصطلحات المستخدمة:

يديعوت أحرونوت

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات