قبل أربعين سنة كانت الظروف السياسية والاقتصادية في آسيا (عدا اليابان) وفي الشرق الأوسط (عدا إسرائيل) تشترك في عدد من الخصائص. كلتا المنطقتين كانت منغمسة تماما في المستنقع الذي هو "العالم الثالث". معظم الحكومات كانت تحت سيطرة نخب صغيرة فاسدة يدعمها العسكر والأجهزة الأمنية الأخرى. لم تكن هناك فسحة للتسامح مع الآخر ولا للتعددية، وكان الاقتصاد راكدا. واستشرى آنذاك العنف والنزاعات، سواء في الداخل أو فيما بين الدول.منذئذ تمكنت آسيا، بما فيها الصين والهند، من تحقيق تقدم هائل، اقتصاديا وسياسيا، ولكن الشرق الأوسط العربي ما زال في مكانه الذي كان فيه في الستينات. ومع استثناء جزئي لدول الخليج المصدرة للنفط فإن الفقر ازداد رسوخا والأنظمة السياسية بقيت منغلقة. الحكام يجلسون على كراسيهم مدى الحياة (لا بل وبعد الموت، مع بدء حقبة "الرئاسة بالوراثة" في سوريا).
كتب: محمد دراغمة
وقفت فايزة هلال (56) عاماً، تبكي أمام منزلها الذي تحول إلى أنقاض في لحظة واحدة بعد أن فجّره جنود الاحتلال خلال حملتهم المتواصلة في حي القصبة بمدينة نابلس منذ الأربعاء الماضي.
ابرم حزب <الليكود> اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون و <الحزب الوطني الديني> (المفدال) الناطق باسم المستوطنين اليهود اتفاق تحالف بينهما.
وبذلك يكزن شارون، بتحالفه مع الحزب الوطني الديني، تخلى عمليا عن تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حزب العمل بزعامة عمرام متسناع، علما بان اللقاء الذي كان مقررا بين شارون ومتسناع مساء السبت قد الغي.
وصفت الاوساط الحزبية المطلعة في <الليكود> و <العمل> اللقاء الذي جرى بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وزعيم المعارضة العمالية عمرام متسناع – الجمعة 21 شباط - بأنه <<مفيد في تعزيز جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية في اسرائيل، وتميز بابداء استعداد الطرفين للجسر على الهوة بينهما>>.
وفقاً لتقدير محافل هيئة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية فان الاميركيين سيوجهون ضربة عسكرية للعراق وسينجحون في تحقيق الاهداف الرئيسية لحربهم المتمثلة في إسقاط نظام صدام حسين ونزع اسلحته غير التقليدية أو غير المسموح بها، والحفاظ على الاطار السيادي للدولة العراقية. غير أن الاميركيين قد يراوحون في مكانهم بعد الإنجازات الاولية، مما سيؤدي إلى زيادة أعباء انظمة صديقة للولايات المتحدة في المنطقة.وتعتقد هيئة الاستخبارات العسكرية (<امان>) انه على رغم <الاتجاهات السلبية> في المجتمع الفلسطيني، حيث <تغلب الوعي والاستعداد للتضحية على الاستعداد للسلام> خلال العامين الماضيين - من المنتظر حصول تقدم حثيث في المحادثات الاسرائيلية - الفلسطينية، وذلك في ضوء التدخل الاميركي المتوقع ازديادة في اعقاب الحرب على العراق.
في ذروة المعركة الانتخابية تم تعليق صور ضخمة لشارون في مفترقات الطرق في تل أبيب. الحملة مولت من جانب حركة <ميريتس>. في أحد الأيام شاهدت زوجين من دول رابطة الشعوب يقفان باعتزاز تحت احدي الصور الضخمة لالتقاط صورة تذكارية معه. وليس هذا ما أراده حزب <ميريتس> من حملة تعليق صور شارون مع عبارة في أسفلها: <لسنا في قطيع شارون>. أما الآن فيبدو الوضع وكأن الجميع يريدون الانضمام لهذا القطيع، كلهم، باستثناء ما تبقي من كتلة <ميريتس>. أعضاؤها يتجولون في الكنيست ووجوههم واجمة وكأنهم قد تدمروا ويجدون صعوبة في تحمل بعضهم البعض بالأساس.في نظرة للوراء قال شارون بعد ذلك راضياً: <<حصلنا علي عدة إنجازات: لدينا رئيس دولة ورئيس كنيست منا ورئيس الائتلاف وحتي رئيس الحكومة، كلهم من الليكود. كل هذا بعد ان تلقينا حزبا محطما مع 19 مقعدًا برلمانياً وأقسم بعضهم علي مناهضتي. كان علي ان أتوسل للبنوك حتي تمول الديون التي خلفها نتنياهو من ورائه، ومع ذلك قمنا بشيء ما>>.
الصفحة 589 من 617