تهدف هذه الورقة إلى تحليل الخطوات الأخيرة التي قامت بها الحكومة الإسرائيلية لناحية تعزيز طابع إسرائيل الديني في بعده الأرثوذكسي، مما يحولها إلى دولة يهودية أرثوذكسية. وقد ساهمت في ذلك مجموعة من القوانين والسلوكيات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية في المجال العمومي وفي سياساتها بشكل عام. وينعكس تديين المجال العمومي في إسرائيل على علاقة الدين والدولة من جهة، وعلى تصديع تفاهمات الوضع القائم التي صاغها دافيد بن غوريون بعيد تأسيس دولة إسرائيل، كما ينعكس على قوة ونفوذ الشارع العلماني في إسرائيل، ويؤدي إلى إعطاء مجموعة صغيرة في المجتمع الإسرائيلي إمكان التحكم والهيمنة على المجال العمومي وعلى نمط الحياة في المجتمع الإسرائيلي، كما أنه يساهم في تأزيم علاقات إسرائيل مع المجموعات اليهودية في
حظي إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل بإجماع واسع في المشهد السياسي الإسرائيلي من جهة، ومن جهة أخرى حظي في الوقت ذاته بتباين ما حول الخطوة التالية التي يجب أن تقوم بها إسرائيل بعد الإعلان.
مقدمة
أثارت آخر مقولات أدلى بها آفي غباي، رئيس حزب العمل الإسرائيلي الجديد، نقاشا في الحلبة السياسية الإسرائيلية وفي حزب العمل حول توجهه السياسي واستراتيجيته الانتخابية.
وفي الفترة الأخيرة صدرت عن غباي أربع مقولات أساسية، كانت على النحو التالي:
تهدف هذه الورقة الى تحليل الرؤية الإسرائيلية للمصالحة الفلسطينية الأخيرة بين حركتي فتح وحماس والتي بموجبها سوف تتسلم حكومة السلطة الفلسطينية مهماتها وتبسط السلطة الفلسطينية سيطرتها على قطاع غزة بعد عشر سنوات من الانقسام الفلسطيني.
الصفحة 14 من 18