أدت حكومة بنيامين نتنياهو الخامسة (الحكومة الإسرائيلية الـ35) أمس الأحد اليمين الدستورية لتنهي بذلك حالة من الجمود السياسي استمرت أكثر من 500 يوم وشهدت ثلاث جولات انتخابية لم يتمكن أعضاء الكنيست في ختام جولتين منها من تشكيل ائتلاف حكومي.
وأيد الحكومة الجديدة 74 عضو كنيست وعارضها 46 عضواً.
رفضت المحكمة الإسرائيلية العليا بالإجماع الليلة الماضية طلبات الالتماس التي قدمت إليها ضد الاتفاقية الائتلافية بين الليكود وحزب "أزرق أبيض"، وضد تكليف بنيامين نتنياهو بتأليف حكومة جديدة على خلفية تقديم لوائح اتهام ضده بشبهة ارتكاب مخالفات فساد.
وقالت المحكمة إنه بالرغم من أن اتفاقية الائتلاف وبعض بنودها خارجة عن المألوف لا يوجد في الوقت الراهن أي مبرر من الناحية القانونية لإلغائها.
بعد نحو 500 يوم من العقدة السياسية وثلاث جولات انتخابية تم مساء أمس الاثنين (20/4/2020) توقيع اتفاقية تأليف حكومة وحدة بين حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو وحزب "أزرق أبيض" برئاسة بني غانتس. ومن المتوقع أن تنضم أحزاب أخرى إلى الائتلاف، ثم سيشرع الطرفان في عملية التشريع التي سترسخ اتفاق التناوب بين نتنياهو وغانتس بعد 18 شهراً.
في أحد خطاباته الموجهة الى الأمة (يوم 14.3) توجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بصورة أممية تقريبا الى جميع الناس الذين تسيطر حكومته على حياتهم. غير أن هذا الكلام والتصور الذي يُعبر عنه بعيد عن نتنياهو كالبعد بين المشرق والمغرب. في هذه الفترة الصعبة كانت شفاهه تنبس بما يلي: "يمكننا عمل هذا بقوى مشتركة. القوى المشتركة – جميع المواطنين، جميع السكان، كل من يسمعني الآن، نعمل طبقا لهذه التعليمات وسوف نحقق الهدف". بالطبع لو كان جميع الناس الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل يتساوون في المكانة والحقوق لما كان ينبغي على نتنياهو تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات غير أن تكتيك النظام الإسرائيلي – ليس إنسانيا وليس أمميا – وهو يستند تحديدا إلى هذا التقسيم بين البشر ذوي المستويات المختلفة من الحقوق والحريات. كل واحد طبقا للفئة التي يندرج تحتها.
تصاعدت في نهاية الأسبوع الفائت حملة تبادل الاتهامات بين الليكود وتحالف "أزرق أبيض" على خلفية تعثر مساعي تأليف الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي كُلّف رئيس التحالف الأخير عضو الكنيست بيني غانتس بتأليفها منذ نحو أسبوع.
وادعى رئيس الحكومة وحزب الليكود بنيامين نتنياهو مساء أمس (السبت) أن حزبه توصل إلى اتفاق نهائي مع "أزرق أبيض"، لتأليف حكومة وحدة وطنية بينهما لكن الأخير يرفض التوقيع على الاتفاق لسبب غير معلوم، ولكنه في الوقت ذاته شدّد على أنه يرفض إلغاء تعطيل الكنيست وانتخاب رئيس جديد له وهدّد بوقف المفاوضات إذا ما أصروا في "أزرق أبيض" على ذلك.
الصفحة 2 من 61