<توقفوا عن تناول الشوكولاطة البلجيكية!> هذا ما أمر به القنصل الإسرائيلي في فلوريدا الجالية اليهودية الكبيرة الموجودة في هذه الولاية.لقد وصلت الشتائم في إسرائيل إلى ذروتها لتصم الآذان. بلجيكا الحقيرة! بلجيكا المخبولة! بلجيكا التي أصابها جنون العظمة! ويرددون مرارًا وتكرارًا: بلجيكا اللاسامية! بلجيكا النائية الجديدة!
ومفهوم ضمنًا أن على اسرائيل استدعاء سفيرها في بروكسل بأقصى سرعة. ما الأمر؟ هل لإسرائيل أن تبقي سفيرها في عاصمة الكراهية العالمية لإسرائيل؟
مشاعر العدائية والأحباط التي تدفقت من مقاعد المعارضة باتجاه منصة الخطابة في الكنيست، حين كان ارئيل شارون يعرض حكومته الجديدة يوم الاربعاء 27 شباط، تكاد لا تذكر بالمقارنة مع مشاعر الحقد والكراهية المكبوتة التي كانت تفصل بين الجالسين حول طاولة الحكومة.أفعال شارون في الأيام الأخيرة تركت بصماتها على الوزراء. لقد دخلوا الى قاعة الكنيست الواحد تلو الآخر وكأنهم خارجون للتو من رحلة عذاب: مُجرَّحون، منكمشون، ورؤوسهم متدلية. اثنان منهم، نتنياهو واولمرت، كان كل منهما يحمل في جيبه ورقة بتوقيع رئيس الحكومة. هذه ليست بداية طيبة لأية حكومة، عندما يتجول وزيران كبيران يحمل كل منهما اتفاقية مكتوبة بمثابة بوليصة تأمين. أين الثقة؟ أين المروءة والشرف؟
تضم حكومة شارون - التي عرضت على الكنيست يوم السابع والعشرين من شباط - 19 وزارة و 4 وزراء بلا حقائب. علاوة على ذلك سيعين دان مريدور قريبا وزيرا آخر بلا حقيبة. وسيتم ايضا تعيين 6 نواب وزراء. وهكذا يصل عدد الوزراء بلا حقائب الى 5 وستضم الحكومة 24 وزيرا (بمن فيهم رئيس الحكومة).
عشية الإنتخابات التشريعية، عندما صادقت حكومة شارون الاولى على توصيات <لجنة يتسحاقي> للإصلاحات في الوزارات الحكومية، دار الحديث عن عدد اقل من الوزارات، من الوزراء بلا حقيبة ومن نواب الوزراء.
قبل الاعلان عن التركيبة النهائية لحكومة شارون الثانية، وقّعت الكتل الائتلافية (الاربعاء 26 شباط) وثيقة الخطوط الاساس للحكومة الاسرائيلية الجديدة.
ويلاحظ المراقبون ان المجال الامني – السياسي في الوثيقة الجديدة التي تفصل اهداف التحالف اليميني بقي ضبابياً بعض الشيء، في حين يوجه البند الخاص بذلك الى <الاسس التي عرضها رئيس الحكومة على الجمهور قبل الانتخابات وفي خطابه في "مؤتمر هرتسليا">.
الصفحة 839 من 885