تداعيات مفهوم "تبادل الأراضي"
على رغم شموليتها المفترضة منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، فإن مسيرة التسوية الفلسطينية لم تتعرض مباشرة بقليل أو كثير لمستقبل فلسطينيي 1948، وبذلك تجنب المنغمسون في التسوية الاقتراب من كتلة تشكل سُبع الشعب الفلسطيني بالمعاني التاريخية والوطنية والقومية، وتمثل في الوقت ذاته زهاء خُمس "الشعب الإسرائيلي" من حيث الجنسية والمواطنة.
عبرت الباحثة روز ماري صايغ في العام 1979 عن عدم رضاها عن التقديم الرسمي الفلسطيني والعربي للقضية الفلسطينية في الأوساط الغربية.
لم يكن الأمر يتعلق بما يشاع الآن (ويراد له أن يكون بؤرة التركيز) عن طريقة أو شكل أو عدم اتــساق مع أنماط التفكير الغربي، بــل كان يتــعلق بأمر أعمق من ذلك، بـنقص في المضمون الإنساني والاجتماعي وابتعاد من الجموع البشرية صاحبة المعاناة الملــموسة. لهــذا أقــدمت صــايغ على استقصاء ما يقوله الفلسطيني والاقتراب من خبرته الإنسانية، وخرجت بعدد من المقالات وكتابين هما: "الفلاحون الفلسطينيون: من الاقتلاع الى الثورة" و"أعداء كثيرون جداً" نشرتهما بلغتها الانكليزية.
في يوم الاستقلال الـ 55 - حيال واقع عدم المساواة في الدولة التي تتميز بالفجوات الاجتماعية - يعتبر اعلان الاستقلال، الذي يتحدث عن مساواة تامة في الحقوق الاجتماعية والسياسية لكل مواطني الدولة، وعداً كبيراً لم ينجز بعد.محكمة العدل العليا بنت على اعلان الاستقلال قراراً اعترف بمساواة النساء في مجالات مختلفة - المشاركة في مجالس دينية، في مجالس ادارة شركات حكومية وفي دورة طيران في الجيش الاسرائيلي. وفي سوق العمل هنالك تمييز ضد النساء، في حالات كثيرة، في الأجور وفي المصالح، بنسبة كبيرة.
في العدد الجديد من (3 آذار 2003) نشرت اربع مداخلات اسرائيلية وفلسطينية حول <خريطة الطرق> المقترحة لحل الصراع في الشرق الاوسط، بأقلام الدكتور غسان الخطيب والنائب قدوره فارس عن الجانب الفلسطيني، ويوسي الفر وافرايم انبار عن الجانب الاسرائيلي. قدم الاربعة تصوراتهم الخاصة لـ <خريطة الطرق الذاتية>، دون ان تشي مداخلاتهم بوجود قاسم مشترك بينهم حول المخطط الذي اتت به <الرباعية> أملاً في حل الصراع في الشرق الاوسط.
ننشر في الصفحات التالية المداخلات الأربع، نقلا عن الموقع المذكور.
الصفحة 806 من 894