موسوعة المصطلحات

مدار - بيديا موسوعة مصطلحات تحوي أكثر من 5000 مصطلح اسرائيلي

هي فضيحة تجسس في الولايات المتحدة الأمريكية لصالح الاتحاد السوفييتي، قام بها يوليوس روزنبرغ (1918-1953) وزوجته إيثل (1915-1953)، حيث وجهت إليهما تهمة نقل معلومات سرية للغاية تتعلق بإنتاج القنبلة الذرية الأمريكية.

ولد يوليوس روزنبرغ لعائلة يهودية في نيويورك ودرس في إحدى جامعاتها موضوع الهندسة الالكترونية. والتقى في الجامعة بناشطة شيوعية أمريكية هي ايثل جرينلس، وهي من عائلة يهودية أيضا وعرفت بميلها إلى مظاهر الاحتجاج المتواصل ضد ظروف تشغيل العمال والموظفين في الشركات التي عملت فيها وفصلت منها.

وبعد زواجهما، التحق يوليوس بسلاح الاتصالات الأمريكي وعمل فيه مهندسا في مجال الالكترونيات خلال الحرب العالمية الثانية.

واتصل يوليوس في مطلع العام 1943 برجال مخابرات سوفييت، وبدأ ينقل لهم معلومات عسكرية سرية عن مبنى محركات طائرات أمريكية. ولما انتهت الحرب العالمية الثانية فُصل من عمله في الجيش الامريكي فأقام مصلحة خاصة لبيع أجهزة ومعدات الكترونية. وشاركه في هذه المصلحة ديفيد جرينلس شقيق زوجته الذي عمل خبيرا تقنيا في الجيش الامريكي، في قاعدة لوس الموس، حيث أنتجت القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينتي هيروشيما وناغزاكي في اليابان في آخر الحرب العالمية الثانية.

ونجح يوليوس وزوجته في ضم ديفيد إلى نشاطهما السري بنقل معلومات سرية إلى الاتحاد السوفييتي حول برنامج القنبلة الذرية الامريكية.

وفي العام 1949، هرب جاسوس سوفييتي إلى الغرب ونقل معلومات عن نشاط عائلة روزنبرغ، فقامت الشرطة الفدرالية الأمريكية باعتقال ديفيد جرينلس الذي وشى بشقيقته وزوجها فتم اعتقالهما.

امتدت محاكمة الزوجين روزنبرغ مدة ثلاثة أسابيع رافضين الإدلاء بأية معلومات حول أسماء بقية شركائهما في عملية التجسس لصالح الاتحاد السوفييتي، وأصدرت المحكمة في العام 1951 حكما بالإعدام بحق الزوجين، بينما حكمت على جرينلس بالسجن لمدة 15 عاما.

وخلال فترة سنتين أمضياها في السجن إلى حين تنفيذ حكم الإعدام حاول الزوجان روزنبرغ سبع مرات استئناف الحكم دون جدوى. وطلبا تدخل البابا بيوس الثاني عشر والعالم الفيزيائي البرت اينشتاين والمفكر الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر ونظمت مظاهرات مؤيدة لهما ومطالبة بتخفيف الحكم إلا أن كل هذه المحاولات لم تجد نفعا، وتم تنفيذ حكم الإعدام في 19 حزيران 1953.

وتجدر الإشارة إلى أن الزوجين روزنبرغ هما من أوائل من نُفذ بهما حكم الإعدام بتهمة التجسس في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أثارت هذه القضية ضجة عالمية في ذلك الوقت لتزامنها مع تصاعد حدة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة ومعسكرها الغربي وبين الاتحاد السوفييتي ومعسكره الشرقي، فضلا عن تشديد الإدارة الامريكية الرقابة والقيود على أعضاء الحزب الشيوعي في الولايات المتحدة وملاحقتهم ومحاكمتهم لأتفه الأسباب. وقد تولى تلك الحملات ضد الشيوعية السناتور جوزيف مكارتي.