جاءت زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة واجتماعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أواسط شباط 2017، لتبدّد بعض الضباب عن كُنه ومستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين بين انتهاء ولاية باراك أوباما وتسلم ترامب إدارة البيت الأبيض. ويمكن القول إن العلاقات بين البلدين في فترة ترامب قد تتميز بانسجام أيديولوجي إلى جانب الانسجام السياسي فيما يتعلق بتقييم النظامين الإقليمي والدولي.
يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هذه الأيام التحقيق تحت طائلة التحذير في قضيتين:
- الأولى، "قضية رقم 1000" وهي تلقيه "هدايا" أو "عطايا" من رجال أعمال بينهم رجل الأعمال اليهودي أرنون ميلتشين، بخلاف القانون؛
- الثانية، "القضية رقم 2000" والتي تدور حول جلسات عقدت بين نتنياهو ومالك صحيفة "يديعوت أحرونوت" أرنون (نوني) موزيس وتتضمن شبهات بشأن وجود قضية رشوة بين الطرفين.
تهدف هذه الورقة إلى تحليل الموقف الإسرائيلي من المبادرة الفرنسية الساعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام حول الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
وتنطلق الورقة من الادعاء القائل بأن الموقف الإسرائيلي من المبادرة الفرنسية ينسجم مع السياسة الإسرائيلية في كل ما يتعلق برفض تدويل القضية الفلسطينية، وإبعاد أي طرف دولي عن الصراع بما في ذلك الولايات المتحدة برئاسة الرئيس باراك أوباما.
تهدف هذه الورقة إلى تحليل ردود الفعل الإسرائيلية المركزية على انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وخاصة في صفوف اليمين وذلك لكونه المعسكر الحاكم في إسرائيل، الذي بنى سردية محكمة ضد إدارة الرئيس باراك أوباما في السنوات الثماني الأخيرة، معتبرا أن إدارة أوباما معادية للمصالح الإسرائيلية عموما (أساسا في موضوع الاتفاق النووي مع إيران) ولمصالح اليمين خصوصا ولا سيما في موضوع البناء في المستوطنات، ومعادية حول فكرة "الإرهاب الإسلامي"، وهي مسألة ركز عليها اليمين في السنوات الأخيرة في نقده لأوباما حيث رفض الأخير إطلاق هذه الصفة على العمليات الإرهابية في أوروبا وأميركا.
الصفحة 19 من 20