تقارير خاصة

تقارير عن قضايا راهنة ومستجدة في إسرائيل.

أعلن رئيس حزب كاديما ونائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، شاؤول موفاز، مساء يوم الثلاثاء الماضي، عن انسحاب حزبه من حكومة بنيامين نتنياهو، على خلفية عدم الاتفاق حول سن قانون ينظم الخدمة العسكرية والمدنية للحريديم، يكون بديلا لـ "قانون طال" الذي منح امتيازات وإعفاءات للحريديم من الخدمة العسكرية وقررت المحكمة العليا إلغاء سريان مفعوله بدءا من الأول من آب المقبل. وبذلك تكون حكومة الوحدة الواسعة قد دامت عشرة أسابيع، وكانت أقصر حكومة وحدة في تاريخ إسرائيل، ولم تتمكن من الإيفاء بوعودها لجمهور العلمانيين.



وبرر موفاز الانسحاب من الحكومة بأنه "لا مفر من هذه الخطوة"، وأن "الاقتراحات التي قدمها رئيس الحكومة بشأن قضية المساواة في (تحمل) العبء لم تقنعني ولن تتجاوز امتحان المحكمة العليا". وجاء قرار كاديما الانسحاب من الحكومة خلال اجتماع خاص عقدته كتلة الحزب في الكنيست. وأيد الانسحاب من الحكومة 25 نائبا فيما عارضه 3 نواب.



ويذكر أن نتنياهو كان قد اتفق مع كاديما حول مشروع قانون يتعلق بتجنيد الحريديم والعرب، لكنه غير موقفه عدة مرات وقرر في نهاية الأسبوع قبل الماضي عدم تأييد مشروع قانون بلورته لجنة برئاسة عضو الكنيست يوحنان بليسنر، من حزب كاديما.



وبعد إقرار كتلة كاديما الانسحاب من الحكومة، هاجم موفاز نتنياهو وقال إن الأخير رفض التوصل إلى تسوية تتمثل بمقترحات لجنة بليسنر، وفضّل الشراكة مع الحريديم واليمين المتطرف. وأضاف موفاز أن "هذه ليست تسوية، وإنما تضليل. فقد قرر نتنياهو خداع الجمهور وفك الشراكة معه. ونتنياهو يريد قانون طال رقم 2، ونحن لم نتمكن من المشاركة في ذلك. فمن يقترح تجنيد الشبان ببلوغهم سن 26 عاما لا يريد مساواة حقيقية. هذه مساواة مزيفة. واقتراحه لن يصمد أمام أي امتحان، لا الأخلاقي وبالتأكيد ليس في امتحان المحكمة العليا".



وأضاف موفاز "أملت بأن يترفع رئيس الحكومة عن السياسة الصغيرة وبأن يقف خلف كل ما قاله وصرح به، لكنه اختار الوقوف وعدم التحرك إلى الأمام. وهو لم يرغب في اتخاذ قرار، وفضل اليمين المتطرف ووقف إلى جانب المتهربين من الخدمة وليس إلى جانب الذين يؤدونها. ورئيس الحكومة يواجه صعوبة في تطبيق المبادئ التي أشار إليها بنفسه".



واتهم موفاز نتنياهو بأنه خرق اتفاق التحالف بين الحزبين وأن قراره عدم الموافقة على توصيات لجنة بليسنر "جاء لاعتبارات سياسية ضيقة على حساب الحلف مع الأغلبية الصهيونية".



من جانبه قال نتنياهو مخاطبا موفاز، في تعقيب على انسحاب كاديما من الحكومة، إنه "يؤسفني أنك اخترت التنازل عن الفرصة بالقيام بتغيير تاريخي. وسأستمر في العمل من أجل إحضار حل يتحلى بالمسؤولية (لتجنيد الحريديم)".



وكان حزب كاديما انضم إلى حكومة نتنياهو بصورة مفاجئة وفيما كانت الحلبة السياسية الإسرائيلية تتجه إلى انتخابات عامة مبكرة، تقرر في حينه إجراءها في 4 أيلول المقبل.





دعوات لتقديم موعد الانتخابات

وغداة انسحاب كاديما من التحالف، بدأت تتعالى في الحلبة السياسية الإسرائيلية دعوات من أجل تقديم موعد الانتخابات العامة إلى نهاية تشرين الثاني المقبل.

ودعت رئيسة المعارضة وحزب العمل، شيلي يحيموفيتش، إلى إجراء الانتخابات العامة في 27 تشرين الثاني المقبل. وقالت في مؤتمر صحافي عقدته في الكنيست "أدعو نتنياهو إلى الانتخابات، ولدينا تاريخ منطقي".

وهاجمت يحيموفيتش نتنياهو قائلة إن "أسطورة بيبي (بنيامين نتنياهو) تم تضخيمها وتعظيمها بواسطة جهاز علاقات عامة. ولا شك في أن رئيس الحكومة يتميز بها، ونتنياهو هو سياسي قوي لكنه مجرد سياسي".

وأضافت "إننا في نهاية سيرك سياسي مقيت وخاصة أنه امتد لأكثر من شهرين" منذ انضمام كاديما إلى الحكومة ،"ويوجد في حفلات السيرك عناصر الترفيه لكن لم يكن هناك عنصر مسل في حفلة السيرك هذه، وإنما فقط استهتار وجلب العار للمؤسسة السياسية كلها".

وتابعت يحيموفيتش "لقد شهدنا سياسة صغيرة من الخدع والسعي للبقاء في الكرسي والمناورات السياسية... وقد أدى هذا إلى أن يفقد الجمهور ثقته بالمؤسسة السياسية عندما ينظر إلى كومة المناورات غير المسبوقة. ويوجد حلم لدى نتنياهو وهذا الحلم اسمه بنيامين نتنياهو وبهذا تتلخص كل أفعاله".

كذلك دعا رئيس حزب "يوجد مستقبل" الجديد، يائير لبيد، إلى تقديم موعد الانتخابات قائلا "لقد انتهى الأمر وكاديما انسحب، والآن يجب حل الكنيست والإعلان عن انتخابات مبكرة".

وكتب لبيد على صفحته في الشبكة الاجتماعية على الانترنت "فيسبوك" أنه "كان بإمكان نتنياهو أن يختار الحل المناسب لخدمة متساوية للجميع لكن بعد تقلب مواقفه والالتواءات المعهودة استسلم أخيرا وكالعادة للحريديم. ونحن في ’يوجد مستقبل’ مستعدون للانتخابات وحان الوقت لإسقاط هذه الحكومة السيئة عن كرسي الحكم".

من جانبه أكد رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" ووزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، أن حزبه لا يعتزم الانسحاب من الحكومة حتى لو لم يؤيد التحالف قانون التجنيد من سن 18 عاما الذي يطرحه حزبه. وقال ليبرمان لإذاعة الجيش الإسرائيلي "إننا لسنا في طريقنا إلى خارج الحكومة وواضح أن من يتحدث عن انسحابنا يهمه إسقاط الحكومة".

وقدر ليبرمان أن الانتخابات العامة المقبلة، وموعدها الرسمي في تشرين الثاني من العام المقبل، لن تجري قبل شهر شباط المقبل، وذلك على خلفية صعوبات سيواجهها التحالف في سن قانون الموازنة العامة، بعد أن بات مدعوما الآن من 66 عضو كنيست.

وفي هذه الأثناء يسعى حزب كاديما إلى تحسين صورته أمام الجمهور الإسرائيلي، لكن استطلاعا للرأي العام نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوم الجمعة الماضي، أظهر انهيار كاديما إلى حضيض غير مسبوق، وتراجع شعبية حزب الليكود. وتبين من الاستطلاع أن المستفيد الأكبر من التحولات السياسية في إسرائيل خلال الفترة الأخيرة هو حزب العمل.

وتبين من الاستطلاع أن قوة حزب الليكود تراجعت عن نتائج استطلاع سابق من 30 مقعدا إلى 25 مقعدا، بينما ارتفعت قوة حزب العمل من 18 إلى 21 مقعدا. وأظهر الاستطلاع أن حزب كاديما، الممثل في دورة الكنيست الحالية بـ 28 نائبا، قد انهار تماما وتراجع من 11 مقعدا في الاستطلاع السابق إلى 7 مقاعد في الاستطلاع الحالي. ويحافظ حزب "إسرائيل بيتنا" على قوته المتمثلة بـ 13 مقعدا، بينما ارتفعت شعبية حزب شاس من 7 إلى 10 مقاعد، وحافظت الأحزاب العربية على قوتها.

ورأى 44% من المشاركين في الاستطلاع أن نتنياهو أهدر فرصة تاريخية لسن "قانون المساواة في تحمل العبء" البديل لـ "قانون طال"، بينما اعتبر 34% أنه ما زال بالإمكان سن قانون كهذا من دون وجود كاديما في التحالف. وقال 49% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يؤيدون تجنيد جميع المواطنين في إسرائيل ببلوغهم سن 18 عاما، علما أن الكنيست أسقط مشروع قانون بهذه الروح قدمه حزب "إسرائيل بيتنا"، يوم الأربعاء الماضي. وأيد 24% فرض الخدمة الإلزامية على جميع اليهود لدى بلوغهم سن 18 عاما، وأيد 13% فقط تأجيل خدمة الحريديم إلى سن 26 عاما.



نتنياهو وموفاز خسرا!

كتب كبير المعلقين في "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، أن "الرباط بين نتنياهو وموفاز بدا منذ اليوم الأول على أنه زواج لتحقيق فائدة. فقد رأى موفاز بانضمامه إلى التحالف سلما يمكنه من الهرب، مؤقتا، من حكم الناخب. ونتنياهو أراد أن يثبت أنه يسيطر على الجميع، وأنه ليس لديه خصوم أو منافسون".

وأضاف برنياع أن "كل واحد منهما أخطأ في تقييم الآخر. فنتنياهو بالغ في تقدير يأس موفاز (من انهيار قوة حزب كاديما في استطلاعات الرأي التي سبقت تشكيل حكومة الوحدة). وهو (أي نتنياهو) لم يدرك أن سياسيا يائسا قد يكون لديه طموح. وموفاز أخطأ في تقييم نوايا نتنياهو. فلقد اعتقد أن نتنياهو ضم كاديما انطلاقا من نيته في تنفيذ أمور، وهو لم يدرك أن نتنياهو ضم كاديما من أجل ألا يفعل شيئا".

وأشار برنياع إلى عودة أجواء الانتخابات وأنها ربما تجري في الشتاء أو الربيع المقبلين، وأنها لن تجري في موعدها المحدد قانونيا. وأضاف المحلل أن "نتنياهو يعرف أن الوقت يعمل ضده. وهو يعمل ضده في المجالات الاقتصادية والأمنية والعلاقات الخارجية. ومن الأفضل أن يمسك بالناخب قبل أن يهرب".

ورأت محللة الشؤون الحزبية في "يديعوت أحرونوت"، سيما كدمون، أن التحالف بين نتنياهو وموفاز، لدى تشكيلهما حكومة الوحدة، في الثامن من أيار الماضي، كان نابعا من غريزة البقاء في الكرسي والحكم، والحديث عن التغيير، لكنهما "وجدا نفسيهما بعد عشرة أسابيع دون ان يُحدثا أي تغيير، وفي منزلة أقل مما كانت عشية الشراكة، لأنه كانت هنا في الخلاصة خطوة سياسية فاشلة، والفشل هو فشل الاثنين، وهو أيضا فشل وطني وشخصي".

وأضافت كدمون أن موفاز "نجح في هذه الخطوة، وهو الذي انتقد تسيبي ليفني لأنها لم تنضم الى الحكومة، في أن يبرهن على صدق موقفها. وحينما أُتيحت له فرصة فشل فيها. وهو يعود الآن الى المعارضة مهزوما ضعيفا. ونتنياهو الذي كان يستطيع ان يتجه الى الانتخابات في أيلول دون ان يضر به اتصاله بالحريديم عند الجمهور سيمضي الى الانتخابات المقبلة ومن خلفه هذه الأزمة".

ولفتت كدمون إلى أن "هذا هو السبب الذي لن يجعله، على ما يبدو، يسارع في إجرائها. ورغم وجود قانون لحل الكنيست اجتاز الإعداد للقراءتين الثانية والثالثة، ويمكن اجراء انتخابات في مطلع تشرين الثاني، فإننا نشك في أن يمضي نتنياهو في ذلك، وإنما سيفضل ان يُبعد أثر الأزمة قدر المستطاع. وسيخرج الكنيست (هذا الأسبوع) في عطلة طويلة، فلماذا إحداث الشغب وما هو المُلح؟ دعونا ندع موفاز يغرق في حزب ممزق ومعارضة صغيرة ونجذب لبيد الى بضعة أشهر أخرى من الإضعاف، ولنهتم بأن نُنسي الجمهور الانعطافة الأخيرة. وفي رسالة الاستقالة التي كتبها موفاز الى نتنياهو عاد الى الأسلوب اللاذع المباشر قبل التحالف، ويبدو انه قال عن نتنياهو كل شيء ما عدا كلمة كاذب. لكن لا تقلقوا فستأتي هذه أيضا".



"روضة الأطفال السياسية"

ورأى المحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، بن كسبيت، أنه "في النهاية عندما يترسب الغبار وتتناثر الخدع الاعلامية، سيبقى شخص واحد فقط ثابت في روضة الأطفال السياسية عندنا، واسمه أفيغدور ليبرمان. ولما كان إيفيت (أي ليبرمان) هو الذي اخترع بيبي فقد كان واضحا له كيف ستنتهي الخطوبة بين نتنياهو وموفاز. فهو لم يتصور حتى ولو ثانية واحدة ستنجح فيها هذه القصة. كان يعرف انها ستنتهي بالبكاء. وهذا هو السبب الذي جعل ليبرمان منذ اللحظة الأولى يعزل نفسه عن المناورات والخدع، ولم يهدر الطاقة على المقارنات بين ’خطة بليسنر’ و’صيغة بوغي’ (أي موشيه يعلون). وأعلن ببساطة أنه يجب تجنيد الجميع، حريديم وعرباً، في سن 18، ووضع مشروع قانون على طاولة الكنيست وسمح للأولاد بأن يلعبوا أمامه".

وأضاف كسبيت أن "هذه كانت لعبة قصيرة، تفجرت قبل الأوان، والآن يجمع الطرفان الشظايا. ونتنياهو يخرج من هذه القضية، مرة أخرى، كمخادع يمكنه أن يتذبذب لعدد لا يحصى من المرات على نصف متر مربع ويحظر الاعتماد على كلمته حتى عندما تكون مصورة ومسجلة. وموفاز هو الرسول الذي يستجدي الآن ألا تطلقوا النار عليه. وهو يقول إنه مزق القناع الموجود على وجه نتنياهو، ولكن التاريخ يثبت أن الجمهور في اسرائيل يكره ممزقي الأقنعة. آخر من مزق هنا قناعا - عن وجه عرفات - كان ايهود باراك، وفور ذلك طرد بالعصي من مكتب رئيس الوزراء. اذا لم يحصل أي شيء دراماتيكي، فإن في انتظار موفاز مصيرا مشابها. فهو رجل طيب، مع نوايا طيبة، ارتكب كل الاخطاء وسقط في كل الحفر. ومثل تسيبي ليفني في حينه، فإنه كسب معاناته باستقامة".

واعتبر كسبيت أنه "جاء الآن البرهان الاخير على أن تسيبي ليفني كانت محقة في عدم انضمامها إلى حكومة نتنياهو على مدى السنوات الثلاث الاخيرة (عندما كانت رئيسة لحزب كاديما). وإحساسها الغريزي - بأنه لا معنى لعقد الصفقات مع بيبي، لأن التزامه الحقيقي هو مع اليمين والحريديم، وليس لمسيرة السلام، ولا للجمهور المساهم في الخدمة والمنتج وليس للوسط السياسي - ثبت أنه صحيح. مشكلة ليفني كانت أن المبادئ جيدة، ولكن التنفيذ ميدانيا كان ضعيفا. فهي لم تكن في التحالف، لكنها لم تكن ابدا في المعارضة أيضا. وقد نغص موفاز عيشها منذ اللحظة الأولى، وعندما نجح في تنحيتها ارتكب أكبر أخطائه: أراها الطريق الى الخارج. لو كنت مكانه لبنيت خيمة في ساحة ليفني، وعرضت عليها السماء، وأقسمت باسمها وأبقيتها في كاديما بأي ثمن".

وتطرق كسبيت إلى تأثير انضمام حزب كاديما إلى الحكومة ثم الانسحاب منها، معتبرا أن "المفارقة غير المفهومة هي أن انتصار موفاز الجارف على ليفني وهزيمة ليفني النكراء لموفاز أديا إلى تحطم المنتصر وإعادة بناء المهزومة. وهو الآن أداة فارغة في ساحة الخردوات السياسية، أما هي فتتنقل مبتسمة من حدث الى آخر، تنظر في خطواتها وتستمتع بإعادة بناء صورتها، فقط في إسرائيل".

ورأى كسبيت أن "من حظ نتنياهو أنه لا يوجد منافسون جديرون في الأفق حتى الآن. ولكن هذا أيضا قد يتغير. والكنيست ستعود (إلى دورتها الشتوية) بعد عيد العرش، في النصف الثاني من تشرين الأول، وستتوصل الأطراف الى موعد متفق عليه للانتخابات حتى منتصف تشرين الثاني. والتقدير هو ان الانتخابات ستجرى بين شباط ونيسان العام 2013. بمعنى، بعد سبعة حتى تسعة اشهر. وهذا وقت طويل يمكن ان تحصل فيه أحداث درامية كثيرة. وفي هذه المرحلة، فإن الوحيد الذي يمكنه أن يقول في الحملة الانتخابية المقبلة إن كلمته هي صادقة هو أفيغدور ليبرمان".

من جانبه كتب رئيس تحرير صحيفة "هآرتس"، ألوف بن، أن "شاؤول موفاز أنهى حياته السياسية ببيانه عن انسحاب كاديما من تحالف بنيامين نتنياهو. وأيام ولايته كنائب لرئيس الحكومة كانت عديمة الأهمية، ولم تؤثر شيئا على سياسة حكومة اليمين والحريديم. وقد أدرك موفاز ذلك وهرب، في محاولة لتقليص خسائره".

وتوقع بن أنه "في الأيام القريبة المقبلة سيحاول موفاز ان يبيع حيلة رجل المبادئ، الذي لم يوافق على تنازلات نتنياهو للحريديم. وهذا مقنع تقريبا مثل الشروحات التي قدمتها سلفه في قيادة كاديما، تسيبي ليفني، لفشلها في تشكيل حكومة بديلة بعد استقالة ايهود اولمرت. فمثل موفاز اليوم، حاولت ليفني أيضا، في حينه، أن تظهر كمقاتلة ضد الحريديم ولم تخضع لمطالب شاس المالية والسياسية. وكان لهذه الحيلة بعض المشترين، ولكن النتيجة كانت بشعة، إذ أن صعودها الى القمة توقف، مع أنها قادت كاديما الى الانتصار في صناديق الاقتراع، وأخذت حياتها السياسية تخبو الى أن خسرتها لصالح موفاز".

وأشار بن إلى أن "موفاز لم ينجح في إبعاد نتنياهو عن شركائه الطبيعيين وعن أيديولوجيته اليمينية".

وأضاف أنه "منذ انتخب موفاز لرئاسة كاديما لم يظهر كبديل جدي لسلطة نتنياهو، لا كرئيس المعارضة، ولا كنائب لرئيس الحكومة، ولا كرئيس للمعارضة من جديد. حياته السياسية كزعيم سياسي ضائعة، وولايته القصيرة في الحكومة لم تنقذه، ولكن انسحابه قد يحرك مسيرة تؤدي إلى تغيير القيادة".

ورأى بن أنه "في المناورة الليلية لدخول الائتلاف في 8 أيار حقق موفاز شيئا واحدا فقط، وهو تأجيل الانتخابات لعدة أشهر. وتراجع نتنياهو في حينه، وفضّل الائتلاف الواسع على خطر الانتخابات المبكرة، الذي لاح له فيها انتصار ساحق. وحصل خصوم نتنياهو على وقت ثمين لتنظيم أنفسهم وجمع القوى. والاحتجاجات الاجتماعية واحتجاجات التجنيد تتعززان في الشوارع. ولا يوجد حتى الآن خصم واضح يمكنه أن يتنافس مع نتنياهو على قيادة الدولة، ولكن رئيس الحكومة بات أكثر هشاشة بكثير".




هذا التقرير ممول من قبل الاتحاد الأوروبي



"مضمون هذا التقرير هو مسؤولية مركز "مدار"، و لا يعكس آراء الاتحاد الاوروبي"