يعد انعدام الأمن الغذائي، خاصة بين الأطفال، مشكلة اجتماعية خطيرة لها تأثير سلبي على الصحة البدنية والصحة النفسية لمن يعانون منه، وقد تسبب ضرراً حقيقياً لنمو الأطفال والمراهقين وتساهم في إدامة حلقة الفقر والحد من الحراك الاجتماعي- هذا ما جاء في مقدمة بحث صدر مؤخراً عن معهد الأبحاث التابع للكنيست وتناول الموضوع من زاوية عمل الحكومة الإسرائيلية في هذا الشأن في الأوقات الاعتيادية وخلال أزمة جائحة كورونا المتواصلة بوتائر مختلفة.
يبدأ الكنيست الإسرائيلي، مع انتهاء هذا الأسبوع، عطلة تستمر لمدة شهرين، ولكن خلالها ستطلب الحكومة من الكنيست إقرار مشروع الموازنة العامة، للعامين الجاري والمقبل، بالقراءة الأولى، تمهيدا لإقرارها نهائيا في مطلع تشرين الثاني. هذا في الوقت الذي يتصاعد فيه الجدل حول شكل مواجهة موجة تفشي الكورونا الجديدة، التي نسبة عالية من الإصابات فيها هي بين الفتية والأطفال. ويتمحور الجدل حول تطعيم الوجبة الثالثة، وكيفية لجم سفر السياحة إلى خارج البلاد، وكيفية سير التعليم في السنة التعليمية المدرسية، التي ستفتتح في مطلع أيلول المقبل.
تُعدّ المعاهد والمراكز البحثية أحد أهم روافد عملية صنع السياسات في إسرائيل؛ فقد منحت الأخيرة عمليات البحث العلمي ومجمّعات التفكير التي تتبنّاها المراكز والمعاهد البحثية (Think Tank) أهمية خاصة، وأولت لها دوراً مركزياً في عمليات صنع السياسات والأجندات المختلفة على مدار العقود الماضية، وهذا ما يُفسّر وجود العديد من المعاهد البحثية المتخصّصة، سواءً الحكومية، أو تلك التابعة للجامعات الإسرائيلية، أو تلك المستقلّة (من حيث التبعية)، والتي تتعدّد مصادر تمويلها وأنشطتها. في المقابل؛ هناك بعض المراكز والمعاهد البحثية التي ترى أن رسالتها تتمثّل في الكشف عن تاريخ دولة إسرائيل وعملياتها السرية والعلنية من خلال الكشف عن الأرشيف العسكري والأمني والاستناد إليه في عمليات البحث والتحقيق، بما يشمله هذا الأرشيف من عمليات سريّة لم يتم الإعلان عنها، أو مداولات حكومية؛ وثائق ومستندات...الخ.
بدأت تظهر على سطح الأحداث السياسية في الأسابيع الأخيرة، ملامح توافق معقول بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وحكومة إسرائيل السادسة والثلاثين برئاسة الثنائي نفتالي بينيت ويائير لبيد، ومع أن رئيس الحكومة بينيت لم يكن قبل شهور قليلة خلت من الشخصيات التي يمكن لأي طرف المراهنة عليها لاستبدال بنيامين نتنياهو، إلا أن ذلك ما حصل في الواقع بحيث صار هذا الشخص عنوانا لمرحلة جديدة في العلاقات الأميركية- الإسرائيلية. فقد تضافرت عوامل وأسباب كثيرة دفعت هذا السياسي اليميني إلى رأس مؤسسة الحكم في إسرائيل، فما كان من بايدن إلا المسارعة إلى تهنئته بحرارة "باسم الشعب الأميركي" مؤكدا حرصه على متانة العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وعلى دفع مسيرة السلام والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين للأمام، وعلى استمرار التشاور في كل القضايا المتصلة بالأمن الإقليمي بما في ذلك بالملف الإيراني.
الصفحة 228 من 894