تعصف رياح صنع التاريخ بالشرق الأوسط هذه الأيام. فالقوى الاجتماعية التي ازدادت صلابة إثر تعزيز فكرة النظام العربيّ في حقبة ما بعد السبعينات من القرن الماضي، تفككت بضربة إزميل سددتها سياسة دونالد رامسفيلد المبتكرة للتدخل العسكري المباشر، ما استهدف المنطقة في الصميم.
لمراسل "هآرتس" في لندن
في المظاهرات الحاشدة التي جرت خلال الشهرين الاخيرين في بريطانيا ضد الحرب على العراق، رفعت يافطات وشعارات تحمل ادانة لاسرائيل وممارساتها تجاه الشعب الفلسطيني. ويلاحظ ان الربط بين النزاعين يستغل من قبل تنظيمين اسلاميين بارزين في بريطانيا - "المجلس الاسلامي في بريطانيا" (MCB) وهو اعلى هيئة للجالية المسلمة في بريطانيا و"الاتحاد الاسلامي في بريطانيا"(MAB) – بهدف الامعان في الاساءة لاسرائيل والطعن في شرعيتها.
قائد القوات البرية التابعة للجيش البريطاني في العراق، الضابط الذي احتلت قواته البصرة، هو الجنرال روبين بريمز. روبين، كإسم مساعد "باتمان" المخلص، الرجل الوطواط الذي يحارب الجريمة في المدينة الكبيرة بين النهرين. وبعيدًا عن نيويورك، إحتل "باتمان" وروبين العالم، أمس، في بغداد، مقر العدو الأكبر، صدام حسين، وقررا حقيقة تاريخية: الغرب عاد إلى الشرق منتصرًا - الشرق الذي رحل عنه.كما أن توني بلير ساهم نوعًا ما في إصلاح ما خرّبه واحد من سابقيه برئاسة حكومات "العمل" البريطاني، هارولد ويلسون.
أصدرت محكمة العدل العليا الإسرائيلية، (الاثنين 10 آذار)، أمراً مع وقف التنفيذ ضد تعيين تساحي هنغبي (من "الليكود") في منصب وزير الأمن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وذلك بعد أن قدمت "حركة نزاهة السلطات الحاكمة" التماسًا إلى المحكمة العليا بهذا الشأن.
وأمهلت المحكمة الاسرائلية النيابة العامة مدة ثلاثين يومًا، لشرح الأسباب التي دعت رئيس الحكومة، أريئيل شارون، إلى تعيين هنغبي في منصب وزير الأمن الداخلي. مع ذلك، سيكون بإمكان هنغبي مواصلة تأدية مهامه في منصبه الجديد، إذ لم تصدر المحكمة أمرًا احترازيًا؛ وعليه، لم يجمد تعيينه.
الصفحة 791 من 894