المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

أوحت تطورات الأيام الأخيرة وما رافقها من تدهور أمني في اسرائيل والأراضي الفلسطينية، بأن اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية "حماس" تخوضان صراعًا بلا هوادة بينهما، حيث وجد قادة كل من الطرفين انفسهم مستهدفين بعد اغتيال قيادي بارز في حركة "حماس" (السبت 8 آذار) هو الدكتور ابراهيم المقادمة المسؤول الأمني في الحركة.
وحذر وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز في تصريحات صحفية من انه <<لا يمكن لاي زعيم "ارهابي" ولا سيما في حركة حماس ان يدعي الافلات من العقاب. سنضرب جميع المتورطين في "الارهاب">>.

وكان موفاز يبرر بذلك اغتيال الدكتور المقادمة (53 عاما) رئيس الجهاز الامني في حركة "حماس" لكافة مع ثلاثة من مرافقيه عندما استهدفتهم مروحيتان اسرائيليتان اطلقتا صواريخ على سيارتهم.

ولم تثر عملية الاغتيال هذه <انتقادات مبدئية> في اسرائيل، نظراً لمسؤولية "حماس" عن معظم العمليات الانتحارية التي اوقعت مئات القتلى بين الاسرائيليين.

غير ان الصحافة وشخصيات من المعارضة اليسارية تساءلت حول جدوى هذه العملية <<التي تهدد باضعاف السلطة الفلسطينية اكثر في وقت اقترح تعيين محمود عباس (ابو مازن) الشخصية المعتدلة رئيسا للوزراء>>.

ويشير اغتيال المقادمة الى تصعيد جديد في العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية، حيث انها باتت تستهدف الان قادة "حماس" الذين يتولون مسؤوليات سياسية من دون ان تقتصر على زعماء الجناح العسكري للمنظمة.

وردت "كتائب عز الدين القسام" الذراع المسلحة لحركة "حماس" على الفور باصدار بيان توعدت فيه بـ <<استهداف القادة السياسيين>> الاسرائيليين.

واعتبر مدير مركز الدراسات الفلسطينية للشؤون الدولية مهدي عبد الهادي ان اغتيال المقادمة <<لا يمكن إلا أن يغذي التوق الى الاستشهاد المنتشر في المجتمع الفلسطيني>>. وقال: <<ان حماس ستنتقم ازاء التصعيد العسكري الذي تقوم به اسرائيل سعيا الى "تطهير" الاراضي الفلسطينية من اي نفوذ اسلامي>>.

وتأخذ اسرائيل تهديدات "حماس" بجدية. ونشرت الشرطة الاسرائيلية تعزيزات لضمان امن الاشخاص الذين قد يتم استهدافهم ولا سيما في مستوطنة كوخاف يائير، شرقي طيرة المثلث، الى الشمال من قلقيلية، والواقعة على مسافة مئات الامتار من الضفة الغربية وحيث يقيم وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز.

وقال يوني فوغيل كولونيل الاحتياط والباحث في معهد السياسة الدولية لمكافحة الارهاب في هرتسليا (شمال تل ابيب): <<لا شك ان اغتيال المقادمة الذي كان احد القادة الخمسة الكبار لحركة حماس يمثل مرحلة جديدة في الحرب التي تخوضها اسرائيل ضد الاسلاميين>>.

وتابع الحاكم العسكري السابق لجنين ورام الله ان <<لدى القادة الاخرين البارزين لحركة حماس امثال الشيخ احمد ياسين (مؤسس الحركة) وعبد العزيز الرنتيسي والدكتور محمود الزهار واسماعيل ابو شنب ما يجعلهم يخافون الآن على حياتهم>>.

من جهته، قال شاؤول موفاز انه لا يخشى عملية اغتيال تنفذها حماس، مذكرًا بأن الحركة <<لم تنتظر اغتيال المقادمة لكي تقوم بالتخطيط لعمليات تستهدف رئيس الوزراء ارئيل شارون احبطتها اجهزة الامن الاسرائيلية في مطلع اذار>>.

وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اغتالت وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي في تشرين الاول 2001 ردًا على اغتيال امينها العام ابو علي مصطفى قبل بضعة اشهر. وشكلت هذه العملية سابقة حيث كان زئيفي اول عضو في حكومة اسرائيلية يتم اغتياله.

المصطلحات المستخدمة:

المثلث, هرتسليا

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات