المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

في حين حذرت الصحافة الاسرائيلية من مغبة التصعيد في سياسة الاغتيالات التي تتبعها حكومة شارون بحق القادة والناشطين في المقاومة الفلسطينية، كما تمثل في اليومين الاخيرين باغتيال عدد من القادة والكوادر في المقاومة الاسلامية، واصلت اسرائيل الرسمية تهديداتها التي ارتفعت وتيرتها بعد عمليه حيفا الانتحارية (الاربعاء 5 آذار - وقد راح ضحيتها 16 اسرائيلياً)، بمواصلة ضرب <<قواعد الارهاب>> الفلسطينية، مؤكدة، على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز وعدد اخر من المسؤولين السياسيين والعسكريين، انه <<ليست هناك حصانة لقادة "الإرهاب"، وبالتحديد لقادة "حماس">>.


واعترف شاؤول موفاز تعقيباً على اغتيال الدكتور المقادمة (السبت 8 آذار) <<إن المساس بقادة "الإرهاب" سياسة منهجية نتبعها. اسرائيل وضعت نصب عينيها محاربة الإرهاب بشدة وعلى رأس القائمة حركة حماس في القطاع، سياستنا ثابتة لا نحيد عنها طالما تواصل الارهاب>>.

وأضاف موفاز أن الجيش الإسرائيلي <<سيبقى في الضفة الغربية وشمال قطاع غزة الى اجل غير مسمى. لو كنت أعلم أن هناك جهة فلسطينية قادرة على فرض سيطرتها وضمان عدم إطلاق صواريخ "القسام"، لكنا درسنا إمكانية الانسحاب من هناك>>.

ورفض موفاز التطرق إلى تعيين أبو مازن رئيساً للوزراء في السلطة الفلسطينية وقال: <<يمكننا الحديث عن المرشح لمنصب رئيس الوزراء بعد انتخابه فقط وبعد أن نعرف ما هي صلاحياته وإذا كان قادرًا على قيادة الفلسطينيين إلى اتجاهات أخرى وأن يكون شريكاً بالمفاوضات معنا>>.

وبموجب موفاز فإن انتخاب أبو مازن <<يضع الفلسطينيين في حساب مع النفس فيما يتعلق بتوجهاتهم. هذا أسبوع مصيري لهم. هدفنا إعادة الفلسطينيين إلى مائدة المفاوضات بعد أن ينتخبوا قيادة جديدة تحارب الإرهاب>>.

وكتب روني شكيد مراسل <يديعوت احرونوت> في الاراضي الفلسطينية إن اغتيال المقادمة <<لا بد أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تصعيد العمليات الإرهابية>>. وقال في تحليل اخباري في صحيفته (9 آذار) ان <<حركة حماس ليست بحاجة إلى أيديولوجيا، فهذه صاغها المقادمة، وهي ليست بحاجة إلى شخص آخر بنفس مواصفاته، فلديها الكثير. الوسائل الوقائية لن تفيد. والانتقام لمقتل مقادمة لا بد أن يجيء>>.

ويرى شكيد ان <<تصفية المقادمة هي تصفية استراتيجية، إذ لا يقتصر معناها على اغتيال شخص تورط في الإرهاب، بل تعني رفع مستوى حرب إسرائيل ضد حركة "حماس" ورسالة تحذير لقادتها>>.

<<الرسالة واضحة – يكتب شكيد - فاغتيال المقادمة، أحد ابرز القادة في "حماس" في العالم، جعل كل من هو دونه هدفاً للتصفية، وجعل الحركة كلها هدفاً لإسرائيل>>.

<<كذلك فإن اغتيال المقادمة، عملياً، هو أول اغتيال تقوم به إسرائيل لشخصية في مستواه. فقد كان اغتيال يحيى عياش تصفية لرمز واغتيال صلاح شحادة كان تعرضاً لقيادة ميدانية لكن اغتيال المقادمة هو تصفية أحد ايديولوجيي الحركة، إنه اغتيال شخصية طورت وبادرت إلى بناء الأجهزة السياسية والعسكرية للحركة على حد سواء>>.

<<لم يكن اغتيال مقادمة معضلة استخبارية أو عملية، بل كان الأمر ينتظر قراراً سياسياً. ربما حسبت قيادة حماس حتى يوم أمس، أن القادة من المستوى الرفيع يتمتعون بحصانة ناجمة عن تخوف إسرائيل من عمليات انتقامية عقب اغتيالهم قد تدفع ثمنها دماً باهظاً، بيد أن اغتيال مقادمة هو أكثر من تلميح لحماس، بل هو بمثابة إعلان حرب ضد قيادة الحركة>>.

* شارون: التعيين إيجابي، وهو مرهون بالصلاحيات

وتطرق رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، إلى ترشيح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، محمود عباس (أبو مازن)، رئيسـًا للوزراء في السلطة الفلسطينية، قائلاً ان <<تعيين أبو مازن رئيسـًا للوزراء أمر إيجابي، إلا أن ذلك مرهون بالصلاحيات السياسية التي سيحظى بها من رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات>>.

وعقبت صحيفة "هآرتس" (الاحد 9 اذار) في افتتاحيتها على ترشيح (أبو مازن) لرئاسة الوزراء في السلطة الفلسطينية قائلة إنه في حالة الاتفاق على أن يشمل هذا المنصب صلاحيات ملموسة فمن الممكن أن يكون تعيين أبو مازن <<مفصلاً هاماً في طريق السلطة الفلسطينية ومكانتها>>.

وتابعت: <<أبو مازن هو الناطق الأكثر وضوحاً وبروزاً باسم الأصوات المعتدلة والعقلانية لدى الجمهور الفلسطيني. دوره في اتفاق أوسلو معروف. وحتى في الفترة الحالية لم يكف يوماً عن إسماع صوته العالي ضد الاستخدام الفلسطيني للوسائل العسكرية - أي ضد العمليات التفجيرية، وبحسب أبو مازن ينبغي على الإنتفاضة الفلسطينية أن تستمر بطرق غير عنيفة فقط>>.

وختمت "هآرتس" إفتتاحيتها بالقول: <<على خلفية ذلك كله يتوجب على إسرائيل أن تشجع إجراءً كهذا. إن تعيين أبو مازن ومواقفه السياسية تحظى بتأييد أشخاص وأوساط واسعة في الضفة وغزة. وهؤلاء بحاجة إلى خطوات إسرائيلية تثبت أن دولة اسرائيل تبذل جهداً حقيقياً للخروج من دائرة العنف>>.

المصطلحات المستخدمة:

رئيس الحكومة, هآرتس, دولة اسرائيل

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات