المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قرر رئيس الحكومة الاسرائلية ارئيل شارون تأجيل المصادقة النهائية على مسار الجدار الفاصل في المقطع المركزي، من منطقة "روش هعاين" (رأس العين) وحتى "صحراء يهودا"، وعدم طرح الموضوع للبحث في جلسة الحكومة الاسبوعية (6/4). وحسب مصادر امنية وسياسية اسرائيلية، فان شارون يخشى نشوب خلافات مع الادارة الأمريكية في الوقت الذي يتوجه فيه مدير ديوانه دوف فايسغلاس الى البيت الأبيض لاجراء محادثات حول الرد الاسرائيلي على "خارطة الطريق". وتقول "هآرتس" (6/4) ان هناك سبباً آخر لهذا القرار "يكمن في الضائقة الاقتصادية وعدم توفر المصادر المالية اللازمة لبناء الجدار".


وقدرت الأوساط السياسية والأمنية الاسرائيلية انه، ونظرًا لأسباب سياسية واقتصادية، سيتقرر في نهاية المطاف بناء الجدار الى الغرب من كتلة المستوطنات الكبيرة في غرب الضفة الغربية، وبحيث لا تشمل مستوطنات "ارئيل" و "عمانوئيل" و"كدوميم"، خلافًا للاقتراح الأصلي الذي قدمته الأجهزة الأمنية في اسرائيل.

وكانت الادارة الأمريكية قد نقلت في الاسابيع الأخيرة رسائل الى اسرائيل عبّرت فيها عن تحفظها على بناء الجدار الفاصل بين اسرائيل والضفة الغربية. فالولايات المتحدة تعتبر بناء الجدار بمثابة قرار إسرائيلي احادي الجانب في مسألة ينبغي طرحها في مفاوضات الحل الدائم.

وكان شارون التقى، الاسبوع الأخير، مع وزير الدفاع شاؤول موفاز، ومدير عام وزارة الدفاع عاموس يارون، ونائب رئيس الأركان الجنرال غابي اشكنازي، للبحث في المرحلة التالية من الجدار الفاصل. واوصت القيادة الأمنية بتمرير الجدار شرقي مستوطنات كدوميم وعمانوئيل وأريئيل الواقعة في غرب الضفة الغربية (منطقة "السامرة"). وضم المسار الذي عُرض على رئيس الحكومة الاسرائيلية "اصبعين" باتجاه كدوميم وارئيل، أدَّيا الى إلحاق حوالي 40 الف مستوطن يهودي و 2،500 ـ 3،000 فلسطيني الى الجانب الغربي من الجدار.

وعُرض خلال البحث بديل آخر، لمسار أقصر طولاً للجدار، يمر الى الشرق من الكتل الاستيطانية الواقعة في وسط - غرب الضفة الغربية. وفي هذه الحالة سيتم اقامة "مناطق امنية موسعة" حول المستوطنات. وتقول المصادر الاسرائيلية ان التكلفة تكون اقل، بسبب تقصير مسار الجدار، لكن اقامة المناطق الأمنية ستتطلب ميزانيات خاصة ايضًا.

وانهت وزارة الدفاع الاسرائيلية التخطيطات المفصلة للجدار من رأس العين حتى منطقة "موديعين"، وعَرضت على شارون تخطيطًا اكثر شمولية لاستمرارية الخط جنوبًا، حتى "جبل عمشه" المجاور لمدينة عراد. حسب هذا التخطيط، يشمل حزام الدفاع عن الجدار منطقة "غوش عتصيون" ويمر الى الشرق من مستوطنة "افرات". وترى الجهزة الأمنية الاسرائيلية ان معالجة الوضع في "غوش عتصيون" ستكون اسهل منها في "أرئيل" و "كدوميم".

ويجري العمل الآن في بناء المرحلتين الأوليين من مشروع الجدار، من "محوله" في غور بيسان (بيت شان) وحتى "القناه" قرب رأس العين، بتكلفة اجمالية تبلغ 2 مليار شيكل. وتتوقع وزارة الدفاع الاسرائيلية ان يتم الانتهاء من بناء هاتين المرحلتين حتى نهاية العام الجاري.

وترى "هآرتس" (6/4) أن تخطيط المقاطع الأولى من الجدار "لم يكن ليثير إشكالات سياسية معقدة، نظرًا لقلة عدد المستوطنات المتاخمة لخط التماس في جزئه الشمالي".

واشنطن "قلقة" من اقامة مستوطنة "راس العمود"

وفي القدس الغربية ذكر مسؤول في بلدية القدس الغربية ان الولايات المتحدة اعربت عن "قلقها" بعد انتقال اول المستوطنين الى المستوطنة اليهودية الجديدة الواقعة في وسط حي راس العمود الفلسطيني في القدس الشرقية.

وقال المسؤول ان القنصل الاميركي العام جيف فيلدمان التقى نهاية الاسبوع رئيس بلدية القدس اوري لوبوليانسكي "وعبّر له عن قلقه بعد هذا الاجراء". واضاف ان قنصل الولايات المتحدة عبر ايضا عن "قلقه لتدمير منازل فلسطينيين" بنيت دون تصاريح.

ورد رئيس بلدية القدس الغربية بأن "إنشاء حي الزيتون الجديد تم بعد الحصول على كل التصاريخ اللازمة لذلك لا يمكن للبلدية ان تعارضه". واكد متحدث باسم القنصلية اللقاء لكنه رفض كشف مضمونه.

وقد بدأت اسر يهودية عديدة الاسبوع الماضي الانتقال الى 35 شقة في الحي الاستيطاني الجديد بينما يجري بناء 16 شقة اخرى.

ويقوم بتمويل اعمال البناء الثري الاميركي اليهودي ايرفينغ موسكوفيتش احد كبار ممولي الحركة القومية الدينية المتشددة "عطيريت كوهانيم" التي تعمل من اجل تهويد القدس الشرقية المحتلة وتمول خطط الاستيلاء على المنازل العربية في المدينة لحساب اليهود.

ويتعلق المشروع ببناء 133 مسكنًا على ارض تبلغ مساحتها 5،1 هكتار تمكن موسكوفيتش من شرائها. وهذه المساكن هي الاولى المبنية لليهود عند جبل الزيتون في القطاع العربي من المدينة المقدسة المحتلة واول حي يبنى خصيصًا لليهود في قلب حي عربي في القدس الشرقية.

وهدف المشروع هو قطع الضفة الغربية بشكل كامل عن حي راس العمود الذي يقيم فيه حوالى ثلاثين الف نسمة لمنع اي اتصال جغرافي فلسطيني مع القسم الشرقي من القدس الذي احتلته اسرائيل وضمته في حزيران 1967.

وكانت الحكومة الاسرائيلية وافقت في كانون الاول 1996 على بناء مستوطنة يهودية في حي راس العامود العربي.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات