تدل النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، التي جرت يوم 9 نيسان 2019، على أن 62% من الجمهور اليهودي أدلوا بأصواتهم لأحزاب اليمين الاستيطاني، بمعنى تلك الشريكة الأساس لحكومات حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، وإلى جانبها كتلتا المتدينين المتزمتين الحريديم، وأضفنا لهؤلاء قائمتين لم تجتازا نسبة الحسم، وهما من الحلفاء المضمونين لنتنياهو وحزبه.
تبرز معالم التطرف الحاصل في الشارع الإسرائيلي في احصائيات متنوعة لأعضاء الكنيست الـ 21، مثل أن عدد النواب المتدينين، من التيارين الصهيوني والمتزمت، ارتفع بأكثر من 50%. كما أن قادة الأجهزة الأمنية وكبار الضبط زاد عددهم بثلاثة أضعاف. وهذه مؤشرات للأجواء المتوقعة في الولاية البرلمانية الجديدة.ويعتمد التصنيف الذي أجريناه، في مركز "مدار"، على السير الذاتية لأعضاء الكنيست الذين واصلوا عضويتهم في الولاية الجديدة، وأيضا ما كان متاحا معرفته عن النواب الجدد، الذين بلغ عددهم في الولاية الجديدة 49 نائبا (41%) يدخلون الكنيست لأول مرّة، يضاف إليهم 4 نواب غابوا عن الكنيست، إما أنهم غادروا الولاية البرلمانية الـ 20 في منتصفها، أو أنهم كانوا في ولايات برلمانية سابقة. ما يعني أن 44 نائبا من الولاية الـ 20 المنتهية لم يعودوا إليها، غالبيتهم الساحقة بغير إرادتهم، وهذه تعد من أعلى النسب مقارنة في الولايات السابقة.
يعرف بنيامين نتنياهو أن تشكيل حكومته الخامسة لن يكون أمرا سهلا، ومن شأنه أن يخلف صراعات داخلية في حزب الليكود، الذي تكثر فيه الشخصيات التي تسعى للفوز بحقائب الصف الأول في الحكومة. والعقبة الثانية أن الحكومة سترتكز على 5 كتل برلمانية عدا حزب الليكود، وكل واحدة منها تطمح للفوز بحقيبة، خاصة وأن كل واحدة من هذه الكتل قادرة على حسم مصير الحكومة. وأمام كل هذا يبقى أمام نتنياهو خيار تشكيل حكومة واسعة، وبرغم أنه احتمال ضعيف جدا إلا أنه في حالة معينة قد يتجه نتنياهو إلى هذا الخيار.
تناولت عدة تحليلات صادرة عن معاهد أبحاث إسرائيلية ما تنطوي عليه نتائج الانتخابات للكنيست الـ 21 من انعكاسات على دور المواطنين العرب في إسرائيل.
وفي هذا الإطار قال معهد الأبحاث "ميتافيم" (مسارات)، "المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية"، ضمن "تقدير موقف" صادر عنه، إن تدني نسبة التصويت بين المواطنين العرب في إسرائيل في الانتخابات الأخيرة (من نحو 64% في انتخابات 2015 إلى نحو 50% في الانتخابات الأخيرة) ناجم عن أسباب عديدة ومختلفة حقاً، لكنه يعكس سيرورات عميقة آخذة في الاتساع في المجتمع العربي في مركزها عدم الاعتراف بالمؤسسة الإسرائيلية والرغبة في الانفصال عنها.
أسفرت الانتخابات البرلمانية التي جرت في إسرائيل يوم 9 نيسان الجاري، لانتخاب الكنيست الـ 21 منذ تأسيس إسرائيل، عن تحقيق اليمين الإسرائيلي، بقيادة حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، نصراً واضحاً يؤهله لتشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة، التي ستكون الخامسة التي يرأسها، ابتداء من العام 1996، والرابعة على التوالي منذ العام 2009.
على نحوٍ مضطرد، تزداد مركزية الشخوص في الجدل السياسي الإسرائيلي، عوضاً عن البرامج والطروحات والأفكار. ويأخذ الأمر حالته المتطرفة في عمليات الانتخابات بوصفها تجمع عناصر دراميّة عدة معاً: تنافس مشحون على السلطة، وسباق مع الوقت المحدود حتى يوم الاقتراع، وما لا يُحصى من المؤثرات الصوتية والبصرية التي تتجمع في الدعاية الانتخابيّة. يتجسّد هذا بقوّة في الانتخابات البرلمانية الراهنة التي من المقرر إجراؤها بعد عشرين يوماً، في التاسع من نيسان القادم.
الصفحة 203 من 338